(موعود الله لبنى إسرائيل موقوت بفترة زمنية محددة)
وكما كان وعد الله لبنى إسرائيل مشروطا بوصايا وبعهود لم يصونوها، ومنوطا بتعاليم ومواثيق لم يراعوها.. فقد كان مرهوناً كذلك وموقوتا بفترة زمنية محددة، شاء الله لها أن تختم بنبي الله عيسى عليه السلام الذي تآمر بنو إسرائيل على قتله هو الآخر وصلبه- كما تآمروا على قتل غيره- لولا أن رفعه الله إليه وألقى شبهه على غيره.
لذا كان مجيء عيسى عليه السلام- بعد أن تناوب عليهم ومن بنى جلدتهم لكن دون جدوى عدد غير قليل من الأنبياء والمصلحين - كان مجيئه محاولة أخيرة لإرجاعهم إلى سابق عهدهم حتى ينزعوا إلى صبغة الله، ولا يرغبوا عن ملة آبائهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وتمهيداً في الوقت ذاته لمرحلة جديدة يتوقف عندها وحي السماء إلى الأرض، وتستمر بالتالي إلى الأبد، الأمر الذي ينذر بخطورة ما وصل إليه القوم من ختم على القلوب من جراء غلقها أمام كل خير، ويؤذن بفقدان الأمل في إرجاع الأمر على يد هؤلاء مرة ثانية إلى ما كان عليه، ويعنى كذلك- وهذا هو الأهم- أن انتهاء مدتهم التي قدرها الله لهم لوراثة الأرض والنبوة له ما يبرر.
ويفسر لنا ذلك- أعني فقدان الأمل في إصلاح بن إسرائيل - سر تركيز دعوة عيسى عليه السلام على التبشير بنبي آخر الزمان ففي إنجيل يوحنا 14: 15-17، 26، 29، 30وما بعدها يقول لحوارييه: "إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي. وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم .. وأما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الأب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم... وقلت لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون. لا أتكلم أيضاً معكم كثيراً لآن رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء"، وفيه15: 26-27"متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي. وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء"، وفيه على لسان المسيح عليه السلام 16: 5-8، 12-14 "أما الآن فأنا ماض إلى الذي أرسلني وليس أحد منكم يسألني أين تمضي. لكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم. لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن انطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. ومتى جاء ذاك يوبخ العالم .. إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" .
فقول عيسى عليه السلام: إن الآب "يعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد"، إنما يكون لما يدوم ويبقى معهم إلى آخر الدهر، ومعلوم أنه لم يرد بقاء ذاته فعلم أنه بقاء شرعه وأمره، وهذا يبين أن المبشر به المشار إليه بقول عيسى: (معزياً آخر)، صاحب شرع لا ينسخ بل يبقى إلى الأبد بخلاف المتحدِث بذلك وهو عيسى نفسه الذي أعلن عن انتهاء مهمته التي أوكلها إلى صاحب البشرى صلى الله عليه وسلم، كما يبين أن هذا الآخر المزمع مجيئه لم يكن معهم في حياة عيسى وإنما يكون بعد ذهابه وتوليه عنهم، وذلك كله- بالطبع- مما لا ينطق إلا على محمد صلوات الله عليه، القائل عن نفسه: (أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى أخي عيسى)، كما ينطبق على أمته وعلى كل من آمن من أهل الكتاب بدعوته.
ومصداق ذلك فيما جاء في كتب القوم ما ورد في سفر التكوين49: 10 "لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب"، أي يزول الملك من اليهود بأسرهم بعد فترة من الزمان وعلى وجه التحديد بعد تمام حكم موسى وعيسى - عليهما السلام- وإلى أن يتم ذلك فسيظل ملك اليهود في سلالة يهوذا أكبر أبناء سيدنا يعقوب وسيكون آخر عهدهم بالملك والنبوة على يد (المشترع) إشارة إلى المسيح عيسى- عليه السلام- فإذا جاء بنى الإسلام (شِيلون) الذي استعلن – بالفعل- من جبال فاران والذي اجتمعت إليه - حقاً - بعد انتظار، شعوب العالم، والذي خضعت له – صدقاً- عن طريق الفتوحات سائر الأمم .. يزول ملك بني إسرائيل ويبطل العمل بالتوراة .
وابتناء على ما سبق فإرسال محمد بن عبد الله عليه السلام يعد من دلائل صدق عيسى وموسى- عليهما السلام - ولو لم يظهر لبطلت نبوتهما بل ولبطلت نبوات الأنبياء لتبشيرهم جميعا بنبوته عليه السلام، وذلك قوله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ..آل عمران/81)، فظهور نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ تصديق لنبوآتهم وشهادة لها بالصدق، وقد أشار سبحانه إلى هذا المعنى في قوله: (بل جاء بالحق وصدق المرسلين.. الصافات/37)، فإن المرسلين بشروا به وأخبروا بمجيئه، فمجيؤه تصديق لهم إذ هو تأويل ما أخبروا به، كما أن تصديقه المرسلين شهادة منه بصدقهم وإيمان بهم، وعليه فصدقهم كان بمجيئه وبشهادته، ومثل هذا قول المسيح لبني إسرائيل: (إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يديه من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد.. الصف/6)، فإن التوراة لما بشرت بعيسى عليه السلام وبنبوته، كان نفس ظهوره تصديقاً للمرسلين من قبله، ثم لما بشر عيسى عليه السلام برسول يأتي من بعده اسمه (أحمد) كان ظهور هذا الأخير المبشر به تصديقاً لعيسى، كما كان ظهوره تصديقاً كذلك للتوراة، فعادة الله في رسله أن السابق يبشر باللاحق، واللاحق يصدق السابق ، والله سبحانه لا يخلف وعده ولا يكذب خبره .
وقد أدرك هذه الحقيقة كل من آمن من أحبار اليهود وقساوسة النصارى وغيرهم من دعاة الحق والخير والصلاح والإصلاح بل وشهد لهذه الحقيقة ذاتها كل من أقر بنبوته ممن لم يدركه، أو سمع به وكان مانعه من الإيمان به الحقد والبغي والحسد، أو خوف ضياع الملك والسيادة .
ونذكر من ذلك فيما يخص قضية انتقال موعود الله لبني إسماعيل، ما جاء عن يونس بن بكير عن سلمة بن يسوع عن جده قال: قال يونس، وكان نصرانيا فأسلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل نجران: (بسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، من محمد النبي رسول الله إلى أسقف نجران وأهل نجران، سلم أنت، إني أحمد إليكم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أما بعد:- فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد، فإن أبيتم فالجزية فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب.. والسلام)، فلما أتى الأسقف الكتاب وقرأه فظع به وذُعر ذُعراً شديداً، فبعث إلى رجل من أهل عمان يقال له شرحبيل بن وداعة، وكان من همدان، ولم يكن أحد يدعى إلى معضلة قبله، فدفع الأسقف كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شرحبيل فقرأه، فقال الأسقف: ما رأيك يا أبا مريم؟ فقال شرحبيل: قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرية إسماعيل من النبوة .. إلى آخر ما جرى بينهما.
ونظيره ما جاء عن محمد بن سعد قال: أخبرنا علي بن محمد عن أبي عبيدة بن عبد الله، وعبد الله بن محمد بن عمار بن ياسر وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات، فلما كانت ليلة ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس من مجالس قريش: هل كان فيكم من مولود هذه الليلة؟ قالوا: لا نعلمه، قال: انظروا يا معشر قريش وأحصوا ما أقول لكم، ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة أحمد، وبه شامة بين كتفيه فيها شعرات ، فتصدع القوم من مجالسهم وهم يعجبون من حديثه، فلما صاروا في منازلهم ذكروه لأهاليهم، فقيل لبعضهم: ولد لعبد الله بن عبد المطلب الليلة غلام وسماه محمداً فأتوا اليهودي في منزله، فقالوا: علمنا أنه ولد فينا غلام، فقال: أبعد خبري أم قبله؟ فقالوا: قبله واسمه محمد، فقال فاذهبوا بنا إليه، فخرجوا حتى أتوا أمه فأخرجته إليهم فرأى الشامة في ظهره فغُشى على اليهودي، ثم أفاق، فقالوا: ما لك؟ ويلك! فقال: ذهبت النبوة من بني إسرائيل وخرج الكتاب من أيديهم، ففازت العرب بالنبوة، أفرحتم يا معشر قريش؟ أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج نبؤها من المشرق إلى المغرب" ، وهذا هو دأبهم مع الحق وأهله، يعرفون الحق ويكيدون لأهله بغياً وحسداً من عند أنفسهم غير مكتفين بكفرهم به.
وفي إنجيل متى 21: 33وما بعدها "كان إنسان رب بيت غرس كرماً وأحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى بُرجاً وسلمه إلى كرامين وسافر. ولما قرب وقت الأثمار أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذ أثماره، فأخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا بعضاً. ثم أرسل أيضاً عبيداً آخرين أكثر من الأولين، ففعلوا بهم كذلك. فأخيراً أرسل إليهم ابنه قائلاً: يهابون ابني. وأما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث، هلموا نقتله ونأخذ ميراثه. فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه. فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بألئك الكرامين. قالوا له: أولئك الأردياء يهلكهم هلاكاً ردياً ويسلم الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه الأثمار في أوقاتها. قال لهم يسوع: أما قرأتم قط في الكتب. الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب، كان هذا وهو عجيب في أعيننا. لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره".
فالكرم- كما هو بيّن في هذا المثل المضروب ومؤيد بنصوص أخرى في أسفار العهد القديم والعهد الجديد من الكتاب المقدس - كناية عن الأرض المقدسة، والكرامون والبناؤون هم بنو إسرائيل الذين أرسل الله أنبياءه (عبيده) إليهم المرة تلو المرة، فاعتدوا عليهم بالقتل والجلد والرجم، إلى أن أرسل الله عيسى عليه السلام الابن والوارث ليعقوب بن إسحاق بن إبراهيم في الأرض المقدسة ليكونوا معه فيذعنوا له ويؤمنوا به ويتبعوه، لكنهم بدل ذلك أخذوه خارج الكرم وقتلوه بحسب فهمهم أنهم قتلوا المسيح.. والحجر الذي رفضه البناؤون كناية عن سيدنا إسماعيل وأولاده من أمة العرب التي على رأسها ومن خيارها محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك أن إسماعيل رفضته السيدة سارة امرأة أبيه رفضته هو وأمه، لكن الزمان يدور في نهاية الأمة الإسرائيلية ويعود بنو إسماعيل والمسلمون من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فيصيرون هم رأس الزاوية في الأهمية بالنسبة لله .
وهنا يستطرد السيد المسيح مصرحاً بذلك وكاشفاً عما يرمى إليه هذا المثل وموجهاً الكلام إلى تلامذته الذين هم من بنى إسرائيل، فيخبرهم بأن ملكوت الله المتمثل في إرث الأرض والنبوة سينزع من بنى إسرائيل ليعطى لأمة إسماعيل لتعمل أثماره ، ولتصير رأس الزاوية من قِبَل الرب، وفى ذلك بيان شافٍ كافٍ لمن يستحق الوعد ويخلف بنى إسرائيل فيه من بعد انقضاء مدتهم في مكنون علم الله سبحانه.
فهل يعقل معشر يهود وفى مقدمتهم أولئك الزاعمين ملكية بيت المقدس من الحاخامات ومن والاهم من المتعصبين والمتشنجين، هذا المثل المضروب لهم، فيكفوا عن المطالبة بما ليس لهم بموجب ما جاء في الكتاب المقدس وعلى ألسنة أنبيائهم؟ وهل حان الوقت لكي يعِ أولئك المعتدون على الحرمات والمقدسات وأصحاب الأرض، ما جاء في كتبهم وما شهد به كبراؤهم وأحبارهم ممن زامنوا بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ورأوا فيه من العلامات ما جعلهم يقرون ويعترفون بحقيقة الأمر؟ أم أن ما فشل فيه الأسلاف الذين رفضوا الإذعان لأمر موسى بدخول الأرض المقدسة- التي هي في الأصل أرض عربية- قائلين له: (أنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا أنا ههنا قاعدون .. المائدة/24)، يريد الخارجون على تعاليم الرب والمتمردون على أوامره من الأحفاد عن طريق القتل والتشريد والمذابح الجماعية وسفك الدماء وإهلاك الحرث والنسل أن يحرزوا بعد فوات الأوان قصب السبق في سلبه ونهبه؟.
على أن موعود الله لبني إسرائيل لم يكن مقصوراً على ذلك الوعد الموقوت بامتلاك الأرض وتوريث النبوة، الذي كان لهم قبل تحوله عنهم، فقد وعدهم الله كذلك بمحبته إن هم آمنوا به وحفظوا وصاياه، كما وعدهم إن هم فعلوا ذلك وآمنوا برسله وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، بالرزق الوفير وبتكفير السيئات وبدخول الجنة، سواء كان ذلك قبل انتقال موعوده لهم بالأرض والنبوة وتحوله عنهم أم بعده، جاء ذلك على لسان كل من عاصرهم من الأنبياء، فغير ما ذكره موسى مما سقنا بعضه في صورة الشرط والجزاء، جاء على لسان عيسى عليه السلام في إنجيل يوحنا 14: 15 "إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي"، وفي القرآن الكريم قوله جل ذكره: (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم .. البقرة/40)، وقد نقل القرطبي عن الحسن وقتادة أن المراد بالعهد قوله: (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار .. المائدة/12)، ونظيره ما جاء في قوله: (ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم . ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم .. المائدة/65، 66)، والجمهور على أنه عام في جميع أوامره ونواهيه ووصاياه، ويدخل في ذلك – بالطبع- الإيمان بمحمد الذي ورد ذكره في التوراة والإنجيل والذي لا يصلح لهم إيمان بغيره ولا تكتب لهم نجاة بسواه .. وعليه فالذي كان من الواجب أن يكون محط اهتمام بني إسرائيل منذ بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإلى يوم أن يرث الله ومن عليها سيما مدعي التدين منهم ممن هم الآن على قيد الحياة وأخص بالذكر منهم حاخاماتهم ومن أطلقوا على أنفسهم أمناء الهيكل، هو إنفاذ ما تبقى من هذه العهود والوفاء بها، حتى ينالوا الحظوة عند الله، بدلاً من أن يخسروا بفعالهم وعنادهم وجحودهم واعتداءاتهم أجري الدنيا والآخرة بل ويستحقوا مع ذلك وعيده لهم فيهما.