الفَقْد والافتقاد، منبعُهما واحد! ودلالتهما متقاربة، على اختلافٍ يسيرٍ بينهما..
فكلاهما يدلُّ على فوات ما كان مِلكًا لك، تحُوزُه بين يديك!

لكنَّ الفَقْد أشدُّ وأحزَن من الافتقاد!
إذ إنَّ الفقْد: يدلُّ على الزوال التامّ، وذَهاب ما كنتَ تملِك؛ حيثُ لارَجْعَة.
بينما الافتقاد: هو ذَهابٌ يسير لما تملكه، وفَواتٌ مُؤقَّت سَرعان ما يَعود!

والتَّفقُّد: كان سُنَّة نبينا عليه السلام، كما ثبتَ في غيرِ مَا حديث!
فيومَ أُحُد نادَى عليه السلام، بين أصحابه: «هل تفقِدُون من أحد؟!» (صحيح مسلم[ ] :2472).
وكان من عادته عليه السلام؛ تَفقُّد مَن غاب عنه من أصحابه..

كما سأل أصحابَه يومًا عن ثابت بن قيس، وغيره!

فـليتنا أيها الكِرام نُحْيي هذه السُّنَّة المهجُورة بيننا، وغيرها من السُّنن!