قوله صلي الله عليه وسلم: ( اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعًا لأصحابه )



فمن هم أهل القرآن الذين ينسبون إليه؟

أنت أهلك الذين تظل وتبيت معهم، فالأهلية لها معنى،



فأهل القرآن: هم أولئك الذين لا يفارقونه، يتلونه ويعملون، يتعلمون ويعلمون،

فبالقرآن يذكرون وبالقرآن يعرفون، فهم بذلك أهل القرآن،

أما الذي لا ينزل عليك إلا ليلة من الدهر ليس من أهله، فأهل الرجل الذين يجالسونه،

يجاورونه، يقيمون معه، يرحلون معه أولئك أهله،



فأهل القرآن الذين لا يزال القرآن على شفاههم، لا يزال القرآن مطبوعاً في مخيلاتهم، يقرءونه


الليل والنهار: " يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ " [آل عمران:113].

أهل القرآن يأتي يوم القيامة القرآن شافعًا لهم، يشفع لهم عند الله بأن يدخلهم الجنة بغير حساب،


نعم، يأتي الصيام يشفع وتأتي الصلاة تشفع للذين عرفوا بها

ويأتي القرآن يشفع لأهله العاملين به، الحافظين له، التالين القارئين له،

الذين أصبحوا أهلاً للقرآن، عظموه، أَجَلُّوه، أكبروه،

أما الذين حين يقرأ القرآن وهم يصفرون وهم يضحكون فهؤلاء ليسوا بأهل القرآن،

وإنما هم خصوم القرآن، ويا ويل عبد كان القرآن خصمه: ( والقرآن حجة لك أو عليك )،


فإذا جاء شاهداً عليك أنك ما قرأته، ما تلوته، ما تعلمته، ما استمعت إليه، ما أجللته ولا

عظمته، ما عملت بما فيه، ما استجبت لنداءاته، فهذه الشهادة التي سوف يشهدها،

ومن شهد عليه كلام الله لم يحتج بعد إلى شاهد آخر.

فهذا الحديث: حديث مسلم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه يدعونا فيه
رسول الله صلي
الله عليه وسلم

-يا أبناءنا- إلى أن نقرأ القرآن، فمن استطاع أن يحفظ جزءً فليحفظ، ومن

استطاع أن يحفظ جزءين فليحفظ، ومن استطاع أن يحفظ ربع القرآن فليحفظ،

أما أن يعيش
عبد الله أربعين أو خمسين سنة وإذا قرأ الفاتحة لا يحسن قراءتها فوالله لشقي هذا والعياذ بالله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




من محاضرة (القرءان حجة لك او عليك)للشيخ ابى بكر الجزائرى