الحمد لله الذى علم القرآن ويسَّره ، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلي الله عليه وسلم القائل:خيركم من تعلم القرآن وعلمه ، وآله الأطهار وصحبه الأخيار والتابعين بالإحسان إلى يوم الدين وبعد:


كثيرا ما يشتكى إخواننا وأخواتنا - وحق لهم ذلك - من تفلت القرآن وأنه ينسى وأنهم يحلمون بهذا اليوم الذى يستقر فيه القرآن في صدورهم كالجبال الراوسي.





وقد تأملت هذه الحال فوقفت على فوائد كثيرة وجليلة لمرحلة تفلت القرآن قبل ثباته واستقراره أهمها:

1- تفلت القرآن يعنى أنك لم تحفظ جيدا ولم تعتن بإتقانه فى المرة من حفظك فيدفعك العلم بذلك أن تعيد حفظك مرة أخرى وتصحح المسار.



2- تفلت القرآن يستخرج منك عبادات كثيرة ما كانت لتخرج إلا لتفلت القرآن ، منها:
- قراءة القرآن كثيرا كثيرا ، ومعلوم أن ثواب قراءة الحرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها

- إدمان قراءة القرآن من المصحف الشريف ، وهذا من أعظم الأسباب لإتقان حفظ
القرآن؛ فإن تكرار النظر في المصحف الشريف يطبع الصفحة فى القلب والحفظة الماهرون يعلمون ذلك ، لذا من جملة الوصايا لحفظ القرآن الكريم أن يكون من طبعة واحدة.

- إدمان الاستماع لحذاق القراء بصفة منهجية ودورية ، وكما هو معلوم أنالاستماع يصنع روابط ذهنية يسهل بها تذكرا لآيات ، ولعلك تتفق معى أن الاستماع كثيرا لسورة الكهف ومريم هو من أسباب سهولة حفظ هاتين السورتين وبالعكس عدم الاستماع لسورة الزمر - على سبيل المثال - يجعلها تحتاج إلى جهد كبير فى حفظها ومن ثم إتقانها.

وللنصيحة : استمع إلى ترتيل فضيلة الشيخ الماهر : محمود علي البنا رحمه الله ؛ فصوته يطبع الآيات طبعا.


3- تفلت القرآن يوقظك بالثلث الأخير من الليل لتصلى بمحفوظك ، فما أفضل من الصلاة لثبيت الحفظ فى الصدر .


4- تفلت القرآن يجعلك تصاحب الأخيار من المهرة لتجتمعوا على مائدة القرآن للمراجعة والمدراسة القرآنية فتغشاكم الرحمة وتنزل عليكم السكينة وتحفكم الملائكة ويذكركم الله فيمن عنده ، فأى فضل بعد هذا؟!


5- تفلت القرآن من أسبابه أنك لم تفهم معنى بعض الآيات ، ومعلوم أن الفهم مهم للحفظ ، فيدفعك ذلك لقراءة تفسير ميسر مختصر ولا أنصحك فى هذه المرحلة بالتوسع فى قراءة التفاسير ، ولو سألتنى عن تفسير يصلح لك في هذه المرحلة أقل لك : أيسر التفاسير للعلامة أبى بكر الجزائرى حفظه الله ؛ فهو منهجى فى عرضه أشبه بالمناهج الدراسية.






6- تفلت القرآن سيجعلك تستغفر كثيرا ، وتحرص على الطاعات جميعها.

7- تفلت القرآن يجعلك تقبل على دراسة المتشابهات اللفظية بشرط عدم الاعتماد عليها بالكلية واعتبار أنها الحفظ ، بل التكرار والربط هما أساس الانتفاع بهذا العلم ، وأنصحك بكتاب طيب فى عرض المتشابهات : إغاثة اللهفان بضبط متشابه القرآن لمؤلفه : عبد الله عبد الحميد الوراقي حفظه الله ، وبالنسبة لتوجيه المتشابهات نحويا وبلاغيا فعليك بكتاب ملاك التأويل للغرناطى ، وكتب الدكتور فاضل السامرائى


8- تفلت القرآن يجعلك تدعو الله كثيرا ، والموفق من وفق إلى الدعاء




هذا ما تيسر قوله ، والله الموفق وعليه قصد السبيل.

__________________
لا تحسبن الحفظ ليلا أنت نائمه
لن تنال الحفظ حتى تسهر الليلا




كتبه د سعيد حمزة حفظه الله


منقول من ملتقى أهل الحديث