♥ ~ تلك خواطري عنها " ما بين شوق وشوق "~ ♥



كنت أقلب نظري يوما في بعض أوراقي القديمة فمررت بتلخيص كلمة ما لربما مر عليها أكثر من عام ونصف فوقعت عيني على هذا الدعاء..
" اللهم إني أسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقاءك "
فاقشعر بدني وأحسست بشعور يسري في قلبي لم أذقه من قبل , تفكرت في شوقي الشديد لبيت ربي ,
كم تترقب عيناي رؤية البيت , كم تشتاق روحي وجوارحي للطواف والسعي والصلاة فيه ,
كم أشتاق للحظات صفاء واطمئنان وسكينة بالحرم أبتعد في
ها عن مآسي الحياة وهمومها وأغسل فيها قلبي بزمزم وأروى عطش أعوام..
سبحان من قذف في قلبي وجوارحي تلك الأشواق ..
فإذ بي أتوقف للتفكر فيما هو أعظم من ذلك ألا وهو الشوق لرب البيت والنظر لوجهه الكريم سبحانه
.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه طريق الهجرتين وباب السعادتين:
«كمال النعيم في الدار الآخرة أيضًا به سبحانه : برؤيته وسماع كلامه وقربه ورضوانه لا كما يزعم من يزعم أنه لا لذة في الآخرة إلا بالمخلوق من المأكول والمشروب والملبس والمنكوح ، بل اللذة والنعيم التام في حظهم من الخالق تعالى أعظم مما يخطر بالبال أو يدور في الخيال ، وفي دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وابن حبان والحاكم في صحيحيهما : « أسألك لذة النظر إلى وجهك ، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ، وفتنة مضلة » ولهذا قال تعالى في حق الكفار : (كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ، ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ) [المطففين 15 ، 16] فعذاب الحجاب من أعظم أنواع العذاب الذي يعذب به أعداءه ، ولذة النظر إلى وجه الله الكريم أعظم أنواع اللذات التي ينعم بها أولياؤه ، ولا تقوم حظوظهم من سائر المخلوقات مقام حظهم من رؤيته وسماع كلامه والدنو منه قربه ».(إنتهى)
وشتان ما بين شوق وشوق.فلو كان هذا حال الكثيرين ممن تتقطع أوصالهم شوقا لزيارة بيت الله الحرام والنظر للكعبة المشرفة فما بالنا بحال الشوق للقاء ربها والنظر لوجهه.
قف,, وتفكر,,
فاللهم لا تحرمنا في الدنيا من الحج والعمرة والمتابعة بينهما
ولا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم في يوم المزيد .
اللهم إني أسألك لذة النظر إلى وجهك ، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة



بقلمي / أم يامن السلفية
31/3/2014