♥ ~ تلك خواطري عنها ~ ♥





في مثل هذه الأيام من عامي الماضي كنت على موعد مع السعادة ..موعد مع الراحة..
موعد مع أجمل أيام العمر ..كنت على موعد معها .
خلوت بذكرياتي يوما لعلي ألملم شتات النفس , فقد ازداد الحزن وبلغ الشوق بي مداه , جلست أتذكر حينما كنت أعد للسفر وأمني النفس برؤيتها , وها أنا اليوم أنظر إليها عبر التلفاز وقد تألمت الجوارح واعتصرها الحرمان ولم تعد تقوى على العيش بدون لقياها .







أذكر يوما جلست فيه أشاهدها وأشاهد د




موع المحبين ووصفهم لرؤيتها تعذبت فبكيت حتى رمدت عيناي أياما ما عدت أقوى فيها على مد بصري.
وإذ بي في هذه الحال أتذكر




الحديث الذي رواه أنس بن مالك _ رضي الله عنه _ : " أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجع من غزوةِ تبوكَ، فدَنا منَ المدينةِ، فقال : "إنَّ بالمدينةِ أقوامًا، ما سِرتُم مسيرًا، ولا قطعتُم واديًا إلا كانوا معكم". قالوا : " يا رسولَ اللهِ، وهم بالمدينةِ ؟ " قال : "وهم بالمدينةِ، حبسهُمُ العذرُ ."



[ رواه البخاري في صحيحه 4423]




وتذكرت وصف الله عز وجل لهم في قوله تعالى :




" وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ "



[الآية 92 سورة التوبة ]





يا الله .. ما أكرمك ربي وما أرحمك بعبادك , اللهم إنا قد حبسنا العذر فلا تحرمنا الأجر.
تنبهت لعبادة كثيرا ما نفغل عنها بالرغم من أثرها السحري على النفس , إنها عبادة الاحتساب التي ما انتبهت إليها إلا حينما حرمت .
تفكرت حينها في حكمة الله عز وجل في المنع والعطاء فلعل حرماني اليوم سببا وباعثا لي على هذه العبادة , ولعل الله يدبر لي من الخير ما لا أعلمه .
حينها اطمئنت النفس وتهللت وأحسنت الظن بربي ولو فقدت الأسباب فهو رب الأسباب ومسببها فالله هو السيد الكريم لعله يرزقنا حجا هذا العام بفضله وكرمه وجوده سبحانه.




الدرس المستفاد من جلستي هذه هو التفكر في تدبير الله وحكمته سبحانه في المنع والعطاء وحسن الظن به سبحانه الذي يجعل العبد يطمع في كرم الله وفضله فهو الكريم سحاء الليل والنهار.




فاللهم ارزقني بهذا الشوق والحنين إلى بيتك مغفرة لما تقدم وما تأخر ,
وارزقنا عمرة قريبة وحجا هذا العام يارب ويسر لنا الأسباب .









بقلمي: أختكم أم يامن السلفية




2/2/2014