بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
لنرى تفسير الآيه
ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل قرأ نافع وعاصم ويعلمه بالياء والباقون ( ونعلمه ) بالنون . والكتاب هنا : الكتابة بالخط ، والحكمة : العلم الصحيح الذي يبعث الإرادة إلى العمل النافع ، ويقف بالعامل على الصراط المستقيم لما فيه من البصيرة وفقه الأحكام وأسرار المسائل . ( والتوراة ) : كتاب موسى فقد كان المسيح عالما به يبين أسراره لقومه ، ويقيم عليهم الحجج بنصوصه ، ( والإنجيل ) : هو ما أوحي إليه نفسه
تفسير المنار
{وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)}
وساعة نسمع {وَيُعَلِّمُهُ الكتاب} فنحن نفهم أن المقصود بها الكتاب المنزل، ولكن ما دام الحق قد أتبع ذلك بقوله: {التوراة والإنجيل} فلابد لنا أن نسأل. إذن ما المقصود بالكتاب؟ هل كان المقصود بذلك الكتاب الكتب المتقدمة، كالزبور، والصحف الأولى، كصحف إبراهيم عليه السلام؟ إن ذلك قد يكون صحيحا، ومعنى {وَيُعَلِّمُهُ الكتاب} أن الحق قد علمه ما نزل قبله من زبور داود، ومن صحف إبراهيم، وبعد ذلك توراة موسى الذي جاء عيسى مكملا لها.
وبعض العلماء قد قال: أُثِرَ عن عيسى عليه السلام أن تسعة أعشار جمال الخط كان في يده. وبذلك يمكن أن نفهم {وَيُعَلِّمُهُ الكتاب} أي القدرة على الكتابة. وما المقصود بقوله: إن عيسى عليه السلام تلقى عن الله بالإضافة إلى {وَيُعَلِّمُهُ الكتاب} أنه تعلم أيضا {الحكمة والتوراة والإنجيل} وكلمة الحكمة عادة تأتي بعد كتاب منزل، مثال ذلك قوله الحق: {واذكرن مَا يتلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ الله والحكمة إِنَّ الله كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً} [الأحزاب: 34].
كتاب الله المقصود هنا هو القرآن الكريم، والحكمة هي كلام الرسول عليه الصلاة والسلام. فالرسول له كلام يتلقاه ويبلغه، ويعطيه الحق أيضا أن يقول الحكمة، أما التوراة التي علمها الله لعيسى عليه السلام فقد علمها له الله، لأننا كما نعلم أن مهمة عيسى عليه السلام جاءت لتكمل التوراة، ويكمل ما أنقصه اليهود من التوراة، فالتوراة أصل من أصول التشريع لعصره والمجتمع المبعوث إليه فهو بالنص القرآني: {وَرَسُولاً إلى بني إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ...}.
تفسير الشعراوى
_______________________________
الله هو منزل الكتب السابقة و منزل التوراة و الإنجيل والآيه التى ذكرتها تُبين أنّ الذى يُعلمه هو الله فهذا العلم خاص بالمسيح حتى يَعلموا أنه رسول مِن الله لعِلمه بما أخفوا والآيتان اللتين ذكرتهم لم يقولا بصحة التوراة التى مع اليهود
فاليهود بعدما أبدلوا وغيروا و حرفوا فى التوراة أتاهم المسيح ليُبين و يوضح ما أخفوا و مُكمل لرسالة موسى و ليُحل عليهم بعض ما حُرم عليهم و يأتيهم ببعض أحكام جديدة فى رسالته و الواقع من كتبهم يشهد لذلك لأنه لم يثبت عندهم أنّ المسيح أملاهم أو كتب بيديه الإنجيل فى حياته فكيف سيمليهم أو يكتب لهم التوراة
وقلت لك سابقاً
أما إذا فرضت جدلاً أنّ التوراة كانت مع المسيح فما الدليل أنها هى هى التى كانت مع اليهود فى ذلك الوقت !؟ و هم أصلاً رافضين نبوة المسيح فكيف يُصدقوا ما معه
و ما الدليل أيضاً أنّ التوراة التى معه فرضاً هى هى الموجودة الأن !؟
فحتى رسالته الإنجيل لم تثبت أنها هى هى الموجوده الأن فكاتب أصل الأناجيل الأربعه هو بولس
فإذا كان أصل التوراة موجود فكان الأولى أصل الإنجيل أن يكون موجود
فالتحريف ثابت و بشهادتهم و إعترافهم حتى و إن كانت التوراة و الإنجيل مع المسيح فى ذلك الوقت فكما حُرفت سابقاً و لم يُمنع ذلك فقد حُرفت لاحقاً و الواقع شهد بذلك .
المفضلات