هل حقا أن عثمان هو أول من تشبث بالحكم؟


قال أحدُهم إن أول شخص في التاريخ الإسلامي هو عثمان الذي تشبث بالحكم تمسك بالكرسي حفاظًا على عرشه ومنصبه... وقد حدثت فتنةٌ عظيمةٌ حتى قتل وهو متشبث بكرسيه، وحدث من بعده أقتال عظيم... ثم أشار بما قد حدث بمصر...

الرد على الافتراء

أولًا: إن عثمان t رجل شهد له النبي بالجنة ، وشهد له بالشهادة في سبيل الله، وقال عنه تستحي منه الملائكة ، وزوجة لبنتيه فهو ذو النورين، وهو المشتري بيته في الجنة ،والمقتول ظلمًا ،والمجهز لجيش العسرة أنفق ماله في سبيل الله، وكان من الزهاد العباد ...الذين لا يبحثون عن الدنيا وزينتها حتى أنه لما قتل كان يقرأ كتاب الله....
وعليه: فإن وقاحة المعترض قد فاقت حدود مسلم يتعامل مع أصحاب النبيr خصوصًا عثمان t ...


ثانيًا: إن فهم هذا الدعي فهم معوج وهذا يدل على جهل عريض أو أنه كاذب كبير....
كلُّ ما هنالك أن عثمان t نفذ أمرَّ النبيِّ r بأن الله سوف يلبسه قميص ( الحكم ) فلا تخلعه أي :(تترك الحكم للمنافقين حتى تقتل) وقد نفذ عثمان وصية رسول الله r جاء ذلك في مسند أحمد برقم 23326 عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ r فَقَالَ يَا عَائِشَةُ لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مَنْ يُحَدِّثُنَا قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَبْعَثُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مَنْ يُحَدِّثُنَا فَقُلْتُ أَلَا أَبْعَثُ إِلَى عُمَرَ فَسَكَتَ قَالَتْ ثُمَّ دَعَا وَصِيفًا بَيْنَ يَدَيْهِ فَسَارَّهُ فَذَهَبَ قَالَتْ فَإِذَا عُثْمَانُ يَسْتَأْذِنُ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَنَاجَاهُ النَّبِيُّ r طَوِيلًا ثُمَّ قَالَ: يَا عُثْمَانُ إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- مُقَمِّصُكَ قَمِيصًا فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى أَنْ تَخْلَعَهُ فَلَا تَخْلَعْهُ لَهُمْ وَلَا كَرَامَةَ يَقُولُهَا لَهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا".

وأخرج ابن عساكر (39/284) عن عائشة قال r: "يا عثمان إن الله مقمصك قميصا يريدك الناس على خلعه فلا تخلعه فإن أنت خلعته لم ترح رائحة الجنة" .
وبعد هذا العرض كيف يخالف عثمانt رسول الله في نبوءة أخبره بها وهو الصادق الصدوق r...وليس هناك ما يدعي هذا الجاهل الجهول المجهال الجهل من أكاذيب على فضائيات يرها ملايين من الناس تشويها لسمعة رجل من أحب خلق الله إلى الله وإلى رسول الله وإلى قلوبنا....


ثالثًا: إن ادعاء المعترض فيه خيبة أمل إضافة إلى جهله الذي قمتُ بإثباته...فخيبة الأمل له هو أن هذا الأمر فيه معجزة للنبي r فقد تنبأ أنه سيكون خليفة وأنه سيحكم وأن المنافقين يريدون خلعه وأنه سيقتل على خلافته t ...

ويبقى السؤال: من الذي أخبر النبيَّ عن هذه الأمور التي حدثت بعد موته بسنوات بعيدة ؟

الجواب: إنها النبوءة من نبي صادق r.

وعلى ما سبق أكونُ قد نسفتُ الافتراء نسفًا وأظهرتُ حقدَه وجهله ، وأما أصحاب الكراسي فهم يقتلون ويعتقلون ويعذبون كل من يقف أمامهم أو يفكر ضدهم أو يعبر عن ظلمهم، وهذا بخلاف عثمان الذي رفض قتل المنافقين ورضي لنفسه أن يموت مقتولًا مظلومًا حتى لا تكون سنة من بعده فكل خليفة لا يعجبهم يخلعه الناس وإن كان صالحًا....

كتبه / أكرم حسن مرسي
باحث في مقارنة الأديان