بسم الله الرحمن الرحيم

نظرات فى قصة أدم
-------------------
يقول الكتاب المقدس عن قصة ادم ووضعه فى الجنه
(16 واوصى الرب الاله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل اكلا.
17 واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.لانك يوم تأكل منها موتا تموت.) التكوين 2-16:17
1- يفهم من هذه القصه ان الانسان كان جاهلا بالخير والشر وان الذى كان يعلم الخير والشر هو الله فقط
ولكن بعد اكل ادم من الشجره اصبح كالله عارفا الخير والشر (22 وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر) التكوين 3-22
معنى هذا ان الانسان قبل الاكل وحال الاكل كان جاهلا
غير عارف الخير والشر ولا يستطيع التفريق بينهما
ومن المعلوم بداهة ان العقل هو مناط التكليف فلا حساب
على ناقص العقل او الجاهل .
فكيف يكلف الله ادم بامر وهو يعلم جيدا انه جاهل لا يستطيع التفريق بين الخطأ والصواب ولماذا يحاسبه على اكله من الشجره ؟
ان حكم ادم هنا هو نفس حكم المجنون او ناقص العقل
فلا تكليف عليه ولا حساب .
لقد وصف لنا الكتاب مدى جهل ادم وامراته بقوله
(25 وكانا كلاهما عريانين آدم وامرأته وهما لا يخجلان)
التكوين 3-22
ولم يعلما انهما عاريين الا بعد الاكل
(7 فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان)التكوين 3-7
ان انسانا وصل مدى جهله انه لا يعرف انه عارى هو
رجل لا تكليف عليه ولا مسائله على ما يفعل.
2- مما سبق نعلم ان ادم وحواء كانا جاهلين لا يعرفون
الخير والشر وهى صفة نقص ولا شك والانسان مطالب
دائما ان يكون كاملا كما ان الله كامل كما قال المسيح
(48 فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل) متى 5-48
هل كان المسيح مخطئا حينما امر اتباعه بأن يكونوا كاملين كالله ؟
بالتأكيد لا .. واذا كان الامر كذلك فأن ادم وحواء لم يكونا
مخطئين حينما حاولا ان يكملا نقصهما ويصبحا كاملين
كالله عارفين الخير والشر .
قد يعترض احد النصارى قائلا ان المسيح كان يقصد
كاملين فى اعمال البر .
حسنا وكيف كان ادم سيكمل اعمال البر اذا كان لا يستطيع التفريق بين الخير والشر ؟ ان معرفة الخيروالشر هو رأس البر وبه نعرف الخير فنأتيه ونعرف
الشر فنجتنبه ونقصيه . فحسب الكتاب المقدس فأن
ما فعله ادم هو عمل بر يستحق المكافأه لا العقاب.
3- يقول الكتاب المقدس عن عقوبة ادم اذا ما اكل من الشجره ( يوم تأكل منها موتا تموت ) والغريب ان ادم وأمرأته اكلا من الشجره ولم يموتا بل ان الاصحاح
الثالث من سفر التكوين يذكر لنا العقوبات التى عاقب
الله بها ادم وامراته وليس من هذه العقوبات الموت
بل ان ادم عاش بعد هذه الواقعه 930 سنه كما يقول
سفر التكوين ( 5 فكانت كل ايام آدم التي عاشها تسع مئة وثلاثين سنة ومات ) تكوين 5-5
فهل اليوم فى عرف الكتاب المقدس يعنى 930 سنه ؟
ربما اعترض احد النصارى قائلا ان المعنى ان ادم
بأكله من الشجره اصبح مخلوقا فانيا يتحتم ان يموت فى
يوم من الايام .
حسنا اذا كان الوضع كذلك فهذا يعنى ان ادم قبل اكله
من الشجره كان غير فانى يمكن ان يعيش الى الابد .
وهذا غير صحيح لان الكتاب يقول
( وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر.والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة ايضا ويأكل ويحيا الى الابد.) التكوين 3-22
وهذا يعنى ان ادم قبل اكله من الشجره كان انسانا فانيا
نهايته الموت سواء اكل من الشجره ام لم يأكل وكأن الموت او الخلود مرهون بالأكل من شجرة الحياه وليس بطاعة الله او معصيته .
قد يعترض اخر قائلا ان الموت هنا ليس معناه الموت
الحسى بل هو موت معنوى بمعنى الانفصال عن الله
او الطرد من ملكوته كما قال حزقيال
(النفس التي تخطئ هي تموت) حزقيال 18-4
والمعنى هنا بالتأكيد ليس المعنى الحسى للموت وانما
الموت المعنوى .
حسنا الرد على هذا الاعتراض من وجهين
ا- يجب اقامة الدليل على كون الموت المذكور فى سفر التكوين هو الموت المعنوى وليس الموت الحسى ولا نصرفه عن معناه الظاهر الا بدليل
ب- هناك الكثير من الشواهد على ان الشرير يموت الموت الحسى
(7 وكان عير بكر يهوذا شريرا في عيني الرب.فأماته الرب.) التكوين 38-7
فهل الموت هنا موتا معنويا ؟ لا بالطبع هذا رجل عصى الله فاستحق الموت ومثله اونان ابن يهوذا
(10 فقبح في عيني الرب ما فعله.فاماته ايضا.)
التكوين 38-10
وعلى هذا فأن خطيئة عير واونان عند النصارى ليست
بشيئ جوار خطيئة ادم التى بسببها استحق جميع نسله
نار جهنم وعلى هذا كان يجب ان يموت من باب اولى .
وما دمنا قد اتينا الى سفر حزقيال 18 فلماذا لا نكمل
القرأه فى الاصحاح .
( 21 فاذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقا وعدلا فحياة يحيا.لا يموت.22 كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه.في بره الذي عمل يحيا ) حزقيال 18-21:22
وهذا معناه ان الشرير اذا تاب وندم على فعله الشرير
وعاد الى الله وفعل الخير يغفر له ذنبه ويدخله ملكوته
والسؤال هل عاد ادم عن ذنبه وتاب الى الله وحفظ فرائضه ؟ نعم ام لا ؟
هذا ما سنعد له ان شاء الله بحث منفصل .
4-يقول الكتاب المقدس عن شجرة الحياه
(9 وأنبت الرب الاله من الارض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل.وشجرة الحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر.) التكوين 2-9
وعندما وضع الرب ادم فى الجنه امره قائلا
(16 واوصى الرب الاله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل اكلا.
17 واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.لانك يوم تأكل منها موتا تموت) تكوين 2-17
معنى هذا ان شجرة الحياه لم تكن محرمه على ادم وكان فى استطاعته الاكل منها دون الخوف
من عقاب ولكن الغريب ان الرب بعد اكل ادم من الشجره يقول.
(22 وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر.والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة ايضا ويأكل ويحيا الى الابد.) التكوين 3-22
فما سبب الخوف من ان يأكل ادم من شجرة الحياه الم تكن متاحه له من قبل يأكل منها كما يشاء
ثم ماذا اذا كان ادم قد بدأ اولا بالاكل من شجرة الحياه وبعد ذلك اكل من شجرة الخير والشر ؟
لابد ان ذالك كان سيكون مأزقا رهيبا للرب . حاشا لله
وهل ادم من الشجره سيكفل له الحمايه من الله فلا يستطيع ان يميته وقتما يشاء؟ ظاهر النص يقول ذلك بل الظاهر ايضا ان طرد ادم من الجنه لم يكن فقط بسبب ارتكاب الخطيئه بل بسبب
خوف الرب ان يأكل ادم من شجرة الحياه ودليل ذلك
( 24 فطرد الانسان واقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة ) التكوين 3- 24
لماذا الخوف من اكل ادم من شجرة الحياه ؟ هل شجرة الحياه ستمنح ادم حصانه ضد الله ولن
يستطيع القضاء عليه ؟
5- يحكى لنا الكتاب المقدس ذلك الحوار الذى دار بين المرأه والحيه ( الشيطان ) قائلا
(1 وكانت الحيّة أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله.فقالت للمرأة أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة.
2 فقالت المرأة للحيّة من ثمر شجر الجنة نأكل.
3 واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموتا.
4 فقالت الحيّة للمرأة لن تموتا.
5 بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر.) التكوين 3-1
ويمكن ان نلخص وعود الحيه للمرأه فى ثلاث وعود
ا- لن تموتا ( طمأنتها الحيه ان تهديد الله لهما بالموت اذا اكلا من الشجره تهديد اجوف )
ب- تنفتح اعينكما
ج- تكونان كالله عارفين الخير والشر
والان دعونا نتاكد هل تحققت وعود الحيه ام لا ؟
ا- بالنسبه للموت بالفعل لم يموتا بعد اكلهمامن الشجره بل ان ادم عاش بعد هذه الواقعه 930 عام
ب- تنفتح اعينكما وبالفعل ( 7 فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان) التكوين 3-7
ج- بالنسبه للمثليه مع الله تحققت بالفعل (22 وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر) التكوين 3-22
وكما ترون فان وعود الشيطان الثلاثه قد تحققت كما يشهد بذلك الكتاب المقدس فى حين ان الوعد
الوحيد الذى توعد الله به ادم فى حالة اكله من الشجره ( لانك يوم تأكل منها موتا تموت) لم يتحقق
والسؤال الذى يطرح نفسه الان هل الشيطان ابر بوعده من الله ؟ حاشا لله