السؤال : يوجد في القرية عندنا رجل مسيحي وهو يصوم شهر رمضان ولا يصلي . فهل صيامه هذا صحيح؟


الجواب :الحمد لله"هذا النصراني الذي يصوم ولا يصلي يُنظر في أمره ويدعى إلى الإسلام ، فإن الصيام بدون دخوله الإسلام لا ينفعه ؛ فالكفر يبطل الأعمال ، كما قال عز وجل : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ) المائدة/5 ، ويقول سبحانه : (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأنعام/88 .فلابد أولاً من تصديقه بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ودخوله الإسلام ، فإن صدق محمداً صلى الله عليه وسلم ودخل الإسلام فحينئذ يطالب بالصلاة والصوم والزكاة والحج وغير ذلك، أما كونه يصوم أو يصلي وهو على مسيحيته وعلى نصرانيته ، فهذا لا يصح منه ، وصلاته باطلة ، وصومه باطل ، ولا ينفعه ذلك ؛ لأن شرط هذه العبادات : الإسلام ، فإذا صلى وهو غير مسلم أو صام وهو غير مسلم فعبادته باطلة .فعليكم أيها الإخوة الذين بقربه أن تنصحوه وتوجهوه إلى الإسلام ، وتعلموه أنه لابد من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقه ، وأنه رسول الله حقاً إلى الناس عامة والجن والإنس ، وأن عليه أن يلتزم بالإسلام بإخلاص العبادات لله وحده وترك ما عليه النصارى من القول بأن المسيح ابن الله أو بالأقانيم الثلاثة ، يترك هذا كله ويؤمن بأن الله إله واحد ليس له شريك ، وأن المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله ، وليس هو ابن الله ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً ـ فإن الله سبحانه ليس له صاحبة ولا ولد ، قال الله عز وجل : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) الإخلاص .فإذا ترك ما عليه النصارى من هذا القول الشنيع وإذا آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وصدق ما جاء به والتزم بالإسلام فهذا حينئذ يكون مسلماً ، له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين ، وعليه أن يصلي ويصوم ، وعليه أن يزكي إذا كان عنده مال ، وعليه أن يحج مع الاستطاعة ، وهكذا سائر المسلمين" انتهى .سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله"فتاوى نور على الدرب" (3/1217) .