بسم الله الرحمن الرحيم
-----------------------
من هم الكافرون؟الجزء التاسع
-----------------------------
الكافرون على غرار كفر ابليس-(4)
---------------------------------
وفى مقام أخر قال ربنا:بسم الله الرحمن الرحيم(واذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه)صدق الله العظيم،50-سورة الكهف.
وفى مقام أخر قال ربنا:بسم الله الرحمن الرحيم(واذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا الا ابليس أبى(رفض باصرار))،صدق الله العظيم،116-سورة طه.
سجد الملائكة كلهم أجمعون،الا ابليس أبى أن يكون مع الساجدين،رأى كل الملائكة وكل الجن يمتثلون لأمر الله العليم الحكيم القدير،فسجدوا سجود تعظيم وتشريف لخلق الله فى أدم(ص) كما أمرهم ربهم،وليس سجود عبادة،ولم يتراجع عن موقفه هذا أمام أمر ربه لهم جميعا،خالقه وخالق كل شىء،ولم يتب،ولم يطلب مغفرة ربه عن تأخره فى الاستجابة والامتثال لأمر الله خالقه وخالق كل شىء،ويمر الوقت وهو يرى كل الملائكة ساجدين،وأمامه الوقت ليتراجع،ويطلب غفران الله ليتوب عليه،وكلما مر الوقت ازداد ابليس صلفا(تكبرا) وعنادا فى مواجهة أمر الله ملك،ومالك الدنيا والأخرة،وخالقه وخالقتا جميعا.
ومر الوقت ولم يتراجع ابليس عن موقفه،سولت له نفسه بغرورها أن يتحدى أمر الله الجبار المتكبر،العلى العظيم.
رفض ابليس الاذعان(الاستجابة) لأمر الله،وأصر على رفضه فقال عنه ربنا سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(واذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا الا ابليس،أبى(رفض باصرار)،واستكبر،وكان من الكافرين)،صدق الله العظيم،34-سورة البقرة.
وفى مقام أخر قال ربنا:بسم الله الرحمن الرحيم(فسجد الملائكة كلهم أجمعون * الا ابليس استكبر،وكان من الكاقرين)،صدق الله العظيم،74،73-سورة ص.
فكان رفض ابليس لأمر ربه باصرار،واستكباره عن الامتثال(الرضوخ) لها سببا فى كفره.
لم يكن ابليس ملحدا،ناكرا لوجود خالق للكون،وهو الله،خالق ومالك الدنيا والأخرة.
ولم يكن ابليس وثنيا،ناكرا لوجود الله،عابدا لشىء على أنها الأحق بالعبادة من دون غيرها.
ولم يكن ابليس مشركا بالله،عابدا لشىء من الأشياء على أنها تمثل الله،أو أن روح الله قد تجسدت فيها،أو أنها تقربهم الى الله زلفى،أو أنها ابن لله،أو بينها وبين الله نسبا،أو لهم نصيب فى الملك.
تعالى الله عما يصفون.
كفر فقط لأنه كما قال عنه ربنا سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(الا ابليس أبى،واستكبر،وكان من الكافرين)،صدق الله العظيم،34-سورة البقرة.
وسبق علم الله - خالق ابليس - وخالقنا وخالق كل الأشياء أن نفس ابليس قد اتبعت هواها الى أقصى حدودها،وغرته الحياة الدنيا الى أقصى حدودها،فلا يرى من دنياه الا نفسه وتكبره وغروره،حتى أنه لا يخشى غضب الله عليه،ولا يخاف من عذابه الشديد المهين،فهو لم يقدر الله حق قدره،بما سولت له نفسه وهواه ودنياه من اباء مغشوش واستكبار بغير الحق،ولن يتوب الى الله من قريب أو من بعيد.
فالذى جعل ابليس من الكافرين هما أمران كما أوضح لنا ربنا،وهما الاصرار على المعصية دون أدنى ندم أو توبة،أو مجرد النية لأى منهما،والاستكبار على طاعة الله دون أدنى ندم أو توبة،أو مجرد النية لأى منهما.
وكان الله سبحانه قادرا أن يميته على ذلك،ويكفينا شره،وكفى بالله عليه شهيدا،ولكن ليقضى سبحانه أمرا من لدنه كان مفعولا.
والله قادر على أن يأخذ الكافرين على غرار كفره،ولا يمهلهم لتوبة،فيموتوا وهم كافرون،دونما يكونوا ملحدين،أو وثنيين،أو مشركبن،،أعاذنا الله الرحمن الرحيم من ذلك.
ولم يمهله ربه كثيرا،فبادره الله سبحانه بقوله:بسم الله الرحمن الرحيم(قال(الله سبحانه):يا ابليس،ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى،استكبرت أم كنت من العالين(المتكبرين) * قال(ابليس):أنا خير منه،خلقتنى من نار وخلقته من طين)،صدق الله العظيم 76،75- سورة ص.
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.