إن المتأمل في سور القرآن الكريم يزداد يقينا و ايمانا في كونه من عند الله تعالى . وإذا ما أخذنا سورة النساء مثالا ، فسنجد أنها مكونة من 176 آية ونزلت بالمدينة
بعد سورة الممتحنة . وهي سورة مليئة بالأحكام التشريعية التي تنظم الشئون الداخلية والخارجية للمسلمين . ومن المعروف انها نزلت دفعة واحدة ولم تنزل مقسمة
فهل لمدعي النبوة فضلا عن اي شخص اي كانت قدراته ان يخرج علينا بنص يزعم انه من عند الله وهو يحتوي على هذا الكم العظيم من التشريعات ، فضلا عن القيم الاخلاقية السامية و الموعظة الربانية البليغة ؟ وكل هذا دفعة واحدة ؟ فمن يستطيع ذلك إلا من يوحى إليه من رب العالمين ؟



نعطي أمثلة عن كم التشريعات التي تضمنتها السورة :




الآيات من 2 الى 6 :


تشريع خاص بمعاملة اليتامى ماليا
تشريع بعدد الزوجات المتاح
تشريع صداق المرأة
تشريع معاملة السفهاء ماديا


الآيات من 7 الى 12 :


تشريع خاص بالتركات
التحذير من اكل اموال اليتامى
تقسيم التركات


الآيات 15 و 16 :


الشهود على الفاحشة والتصرف حيال مرتكبيها


الآيات 17 و 18 :


في متى تقبل التوبة


الآيات من 19 الى 21 :


النهي عن عضل المرأة ومعاملة المطلقة ماديا


الآيات من 22 الى 28 :


ما يحرم و ما يحل من النساء للزواج


الآيات 29 و 30 :


التحذير من اكل اموال الناس بالباطل


الآيات 32 و 33 :


النهي عن تمني ما فضل الله به فئة عن فئة


الآيات 34 و 35 :


قوامة الرجل و اسلوب فض المنازعات الزوجية


الآية 43 :


تشريعات خاصة بالطهارة


الآيات 58 و 59 :


في اداء الامانات والحكم بين الناس بالعدل وفض النزاعات بين المؤمنين حكاما و محكومين


الآيات 60 الى 70 :


التحذير من التحاكم الى الطاغوت ووجوب طاعة الله ورسوله


الآيات من 71 الى 78 :


تشريعات و مفاهيم خاصة بالجهاد


الآية 86 :


تشريع وجوب رد التحية


الآيات من 88 الى 91 :


تشريعات في معاملة المنافقين


الآيات 92 و 93 :


تشريعات في القتل الخطأ و العمد


الآيات من 101 الى 103 :


تشريعات صلاة الخوف


الآية 105 :


وجوب الحكم بين الناس بما انزل الله


الآيات من 106 الى 113 :


التحذير من رمي الناس بإثم غيرهم وبما لم يفعلوه ولو كانوا غير مسلمين


الآيات من 128 الى 130 :


تشريعات في شأن المرأة والاسرة والزواج والطلاق


الآيات من 138 الى 146 :


في شأن المنافقين والتحذير من الاستماع لاستهزائهم بالدين


الآيات من 150 الى 152 :


التحذير من الإيمان ببعض و الكفر ببعض الدين


الآية 176 :


في استكمال تقسيم التركات .




ونلفت النظر ان كل من حاول تحدي القرآن والاتيان بمثله ركز على اختلاق كلام يمتليء بالسجع لعله يحاكي القرآن به بينما القرآن يتضمن التشريع والقصص الديني والقيم الاخلاقية و المواعظ البليغة بالإضافة لرقي الاسلوب وجزالة العبارة والاعجاز العلمي و التاريخي والادبي مما يجعل محاكاته مستحيلة .
ولا يزال التحدي القرآني قائما للعالمين ان يأتوا بمثله وهيهات هيهات ان يفعلوا .
والحمد لله رب العالمين