الرد على شبهة أن البخاري - رحمه الله - أول من كتب الحديث

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الرد على شبهة أن البخاري - رحمه الله - أول من كتب الحديث

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الرد على شبهة أن البخاري - رحمه الله - أول من كتب الحديث

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,741
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    15-04-2024
    على الساعة
    12:00 AM

    افتراضي الرد على شبهة أن البخاري - رحمه الله - أول من كتب الحديث





    يزعم المغرضون أن البخاري - رحمه الله- أول من كتب الحديث، ولم يفعل ذلك أحداً حتى جاء البخاري، ويتسألون: كيف عرف المسلمون الذين عاشوا قبل ميلاد البخاري دينهم؟ وكيف فهموا تشريعات دينهم من خلال القرآن وحده ووفاة النبي - صلى الله عليه وسلم- كانت سنة (11) هجرية إلى أن ولد البخاري سنة (194) هجرياً أي ما يقرب من (183) سنة؟

    وسر هذا الاعتراض جهلهم بتاريخ علوم الحديث؛ إذ كتابة الأحاديث كانت موجودة في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم-، وفي عصر الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وليس البخاري أول من كتب في الحديث، فالصحابة أول من كتبوا الأحاديث في الصحف، وكانت هذه الصحف هي النواة الأولى لما صنف في القرنين الثاني والثالث الهجري من الجوامع والمسانيد والسنن وغيرها، فهذا أبو بكر - رضي الله عنه- لما استخلف بعث أنس بن مالك إلى البحرين وكتب له كتاباً فيه فرائض الصدقة، وقال في أوله: " هَذِهِ فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمُسْلِمِينَ"[1].

    وغير صحيفة أبي بكر صحيفة علي بن أبى طالب - رضي الله عنه-، فعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ إِلَّا كِتَابَ اللهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ، قَالَ: وَصَحِيفَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي قِرَابِ سَيْفِهِ، فَقَدْ كَذَبَ[2] وقال أَبو جُحَيْفَةَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ - رضي الله عنه-: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الوَحْيِ إِلَّا مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ: «لاَ وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا فَهْمًا يُعْطِيهِ اللَّهُ رَجُلًا فِي القُرْآنِ، وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ»، قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: «العَقْلُ[3]، وَفَكَاكُ الأَسِيرِ[4]، وَأَنْ لاَ يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ»[5]

    وغير صحيفة علي صحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص، المعروفة بالصحيفة الصادقة فعن مُجَاهِدٌ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَتَنَاوَلْتُ صَحِيفَةً مِنْ تَحْتِ مَفْرَشِهِ، فَمَنَعَنِي، قُلْتُ: مَا كُنْتَ تَمْنَعُنِي شَيْئًا، قَالَ: هَذِهِ الصَّادِقَةُ، هَذِهِ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَحَدٌ[6].

    وغير صحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص صحيفة عبد الله بن أبي أوفى، وقد ذكرها البخاري في كتاب الجهاد من "صحيحه" باب الصبر عند القتال.ولما جاء التابعون تهيأ لهم من كتابة الأحاديث والسنن ما لم يتهيأ لغيرهم، فأكثروا من التقييد والكتابة فقد تمت معظم الفتوحات، وسكن الصحابة الذين حملوا الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الأمصار الإسلامية، وأصبح هناك تفرغ للعلم والرواية والفتوى، وتكونت المدارس العلمية في الحجاز وغير الحجاز، وأضحى لهذه المدارس أساتذة وأئمة، وطلاب كثيرون، وأصبح للعلم ولا سيما علم القرآن والسنة في المجتمع الإسلامي منزلة تفوق منزلة الإمارة، بل والخلافة، فلا عجب أن أقبل التابعون على العلم بنهم غريب، وكان لرواية الأحاديث والسنن من ذلك حظ كبير [7].وممن كتب الحديث منهم أو أجاز كتابته لحفظه سعيد بن المسيب، والشعبي، والحسن البصري، وبشير بن نهيك، وهمام بن منبه، وكثير بن أفلح، وسعيد بن جبير، وعبيدة بن عمرو السلماني، وابن عقيل، ومحمد بن علي أبو جعفر، ومحمد بن الحنفية، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن يزيد الجرمي، وأبو المليح عامر بن أسامة بن عمير، وقتادة بن دعامة السدوسي وغير هؤلاء كثيرون[8].ولقد حَرَصَ التابعون على ملازمة الصحابة وحفظ مروياتهم وتدوينها، ولقد سجلت أمهات الكتب أن علماء التابعين دوَّنوا ثروة هائلة من الحديث الشريف، وكانت لديهم كتب وصحف ونسخ شهيرة دوَّنوا فيها هذه الأحاديث، وقد حفظ لنا التاريخ بعض صحائفهم وكتبهم التي دوَّنوها عن الصحابة، والتي منها ما يأتي:

    - كُتُب أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي "ت104هـ، وقيل بعدها" التي كتبها عن: سمرة بن جندب، وأنس بن مالك، وثابت بن الضحاك، وعمرو بن سلمة وغيرهم.- صحفية حُجْر بن عدي "51هـ" عن السيدة عائشة وعلي بن أبي طالب وغيرهما.- كتاب محمد بن عمرو بن حزم "63هـ" عن عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص ووالده عمرو بن حزم والي نجران من قِبَلِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.- صحيفة محمد ابن الحنفية "73هـ" عن جابر بن عبد الله وغيره.- كتاب بشير بن نهيك "80هـ" عن أبي هريرة. - صحيفة سعيد بن جبير "95هـ" عن ابن عمر وابن عباس وغيرهما، ويقال: إنه جمع تفسيرًا للقرآن بأمر من الخليفة عبد الملك، واحتفظ بهذا التفسير في مكتبة القصر بعد موته.- نسخة شهر من حوشب الأشعري "100هـ" عن أبي هريرة وعائشة وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن عمر وغيرهم.- نسخة حبان بن جزء السلمي "100هـ" عن ابن عمر وأبي هريرة.- نسخة عقبة بن أبي الحسناء عن أبي هريرة. كتاب خالد بن معدان الكلاعي "103هـ" يتضمن مجموعة ضخمة من الأحاديث جمعها من الصحابة وجعلها في كتاب مجلد بلوحين من الخشب وملتحمين معًا، وورثها تلميذه بشير بن سعد.- صحيفة الحسن البصري "110هـ" قال عفان بن مسلم: "إنها كانت في حجم إبهامين وبنصرين إذا ضممناهما معًا"، وكانت له كتب عديدة غير هذه الصحيفة الشهيرة عند المحدثين.

    - نسخة قاسم بن عبد الرحمن الشامي، وقد نقلها تلميذه علي بن يزيد.- نسخة عبد الله بن بريدة الأسلمي "115هـ" أخذها عن والده وغيره من الصحاب.- نسخة سليمان بن موسى الأسدي "115هـ" عن واثلة بن الأسقع.- صحيفة طلحة بن نافع "117هـ" عن عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وغيرهما.- نسخة محمد بن سيرين، وقد نقلها عنه الأوزاعي.- صحيفة عطاء بن أبي رباح "117هـ"، عن عدد من مشاهير الصحابة.- صحيفة محمد بن شهاب الزهري "124هـ" وعدد من الكتب في المغازي والحديث والأنساب، وبسبب اهتمام الزهري وتلاميذه بكتابة الحديث وإملائه عُرفوا باسم: "أصحاب الكتب"، وسُميت فترته باسم "عصر الكتب"، وقد ذكرت المصادر للزهري نحو عشرة كتب.- صحيفة همام بن منبه "131هـ" عن شيخه أبي هريرة -رضي الله عنه- ونقلها تليمذه معمر بن راشد، وحفظها عبد الرزاق بن همام منفصلة عن مصنفه الكبير، ثم أخذها تلميذاه: أحمد بن حنبل وأبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي.- صحيفة هشام بن عروة بن الزبير "146هـ" عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمرو وغيرهما.- وصحيفة حميد بن أبي حميد الطويل "142هـ"، نسخها من مخطوطة الأحاديث للحسن البصري[9] وفي القرن الثاني الهجري وبداية القرن الثالث الهجري ألف العلماء المسانيد والمصنفات والجوامع أهم كتب المسانيد والمصنفات والسنن والموطآت:

    1- موطأ مالك(ت 204 هـ)2- مسند الشافعي (ت 179 هـ)3- مسند أبي حنيفة (ت 150 ه)4- مسند الإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ)5- المسند لأبي داود الطيالسي الحافظ (ت 203 أو 204هـ)6- مسند أبي محمد عبيد الله بن موسى بن أبي المختار العبسي الكوفي (ت 213هـ).7- مسند أبي إسحاق بن نصر بن إبراهيم المطوعي (ت 213هـ).8- مسند إسحاق بن إبراهيم بن راهوية (ت 238هـ) وهو من كبار شيوخ البخاري.9 - مسند أبي بكر ومسند عثمان ابني محمد بن أبي شيبة وهما من كبار شيوخ البخاري.10 - مسند أبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي (ت 219هـ) وهو من كبار شيوخ البخاري.11- مسند أسد بن موسى الأموي المعروف بأسد السنة (ت 212هـ)12- مسند مسدد بن مسرهد الأسدي البصري (6) (ت 221هـ).13 - سنن سعيد بن منصور (ت 227هـ).14 - سنن محمد بن الصباح (ت 227هـ)15- سنن الدارمي (ت 255هـ)16- جامع أبي عروة معمر بن راشد الأزدي (153هـ أو 154 هـ)17- جامع سفيان الثوري (161 هـ).18- مصنف حماد بن سلمة (ت 167 هـ).19- كتاب الآثار لمحمد بن الحسن الشيباني (ت 189هـ).20 - مصنف وكيع بن الجراح (197 هـ).21- جامع سفيان بن عيينة (ت 198هـ).22- مصنف الليث بن سعد (ت 175 هـ)23 - مصنف عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211هـ).24- مصنف أبي بكر بن أبي شيبة (ت 235هـ).

    نخلص من هذا أن الأمّة لم تنتظر البخاري حتى يكتب الحديث ويجمع السنة فالبخاري ليس أول من كتب في الحديث فقد سبقه عشرات الكتب في الحديث لغيره من الحفاظ من أمثال هذه الكتب جامع سفيان الثوري، وجامع معمر بن راشد، ومصنف حماد بن سلمة، ومصنف الليث بن سعد، ومصنف وكيع بن الجراح، وموطأ مالك بن أنس، ومسند أبي حنيفة النعمان، ومسند الشافعي، ومسند أحمد بن حنبل، وغيرهمــــــــــــــــــــــــــ[1]- سنن أبي داود 2/96 مسند الشافعي 1/235 مسند البزار 1/102 صحيح بن خزيمة 4/14 مستدرك الحاكم 1/548 معرفة السنن والآثار للبيهقي 6/16 تقييد العلم ص: 87[2]- صحيح مسلم 2/1147[3] - العقل أي الديات سميت الإبل عقلا لأنهم كانوا يعقلونها بالعقل -أي الحبال- حين يقدمونها في الديات.[4] - العمل على تخليصه من الأسر ولو كان بفداء[5]- صحيح البخاري 4/69 سنن أبي داود 2/216 مصنف بن أبي شيبة 5/409 السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل 2/583 مسند أحمد 2/221 مسند أبو يعلى الموصلي 1/350 المنتقى من السنن المسندة لابن الجارود ص 200 مستخرج أبي عوانة 3/239 السنن الصغير للبيهقي 3/206[6]- تقييد العلم للخطيب البغدادي ص 84 جامع بيان العلم وفضله 1 / 73[7]- الوسيط في علوم ومصطلح الحديث لمحمد أبي شهبة ص 60[8]-توثيق السنة في القرن الثاني الهجري أسسه واتجاهاته لرفعت فوزي ص 80[9]- منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري لعلى عبد الباسط ص 217- 220


    ربيع احمد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,741
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    15-04-2024
    على الساعة
    12:00 AM

    افتراضي

    يقول المغرضون: أن البخاري لم يلتق بالنبي - صلى الله عليه وسلم – مباشرة، فكيف يروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم- وبينه وبين النبي عشرات السنين، فقد ولد سنة أربع وتسعين ومائة هجرياً، ومات سنة ست وخمسين ومائتين هجرياً؟
    وسر هذا الاعتراض عدم الإطلاع على ما كتبه أهل الاختصاص في تدوين الحديث، فكل من يطالع كتب علم الحديث يعلم أن البخاري في صحيحه لا يروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مباشرة، بل هو يروي عن شيوخ ثقات، عن مثلهم إلى أن يصل إلى الصحابة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالصحابة تلقوا الأحاديث من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن الصحابة تلقى التابعون، ومن التابعين تلقى أتباع التابعين، ثم زمن البخاري، بيان ذلك أنه قد ثبت عن عدد كبير من الصحابة -رضوان الله عليهم- أنهم كتبوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مباشرة، ومن هؤلاء:
    عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال في الحديث الذي رواه الدارمي وغيره: "فأما الصادقة فصحيفة كتبتُها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وصحيفته الصادقة مشهورة عند المحدثين وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: ما من أصحاب النبي أحد أكثر حديثًا عنه مني؛ إلا ما كان من عبد الله بن عمرو؛ فإنه كان يكتب ولا أكتب.....
    وكانت مع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- صحيفة في جراب سيفه سأله أبو جحيفة عما فيها فقال: العقل "أي: الأحكام المتعلقة بالدية" وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر، وهذا الحديث رواه البخاري وغيره[1].
    وعن يحيى بن جابر الطائي أخبرني ابن أخي أبي أيوب الأنصاري أنه كتب إليه أبو أيوب: يخبره أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -... فذكره. [2].
    وعن ‏محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري،‏ ‏قال: حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏ثمامة بن عبد الله بن أنس ‏ ‏أن ‏ ‏أنساً ‏حدثه أن ‏أبا بكر -‏رضي الله عنه-‏ ‏كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى ‏البحرين:‏ " ‏بسم الله الرحمن الرحيم، ‏هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله ‏- صلى الله عليه وسلم - ‏على المسلمين، والتي أمر الله بها رسوله، فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها، ومن سئل فوقها فلا يعط"..... [3]
    ‏وعن عبيد الله بن علي عن جدته سلمى قالت: رأيت عبد الله بن عباس معه ألواح يكتب عليها عن أبي رافع شيئاً من فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [4].
    وعن وراد مولى المغيرة بن شعبة قال كتب المغيرة إلى معاوية بن أبي سفيان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دبر كل صلاة إذا سلم: (( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد))[5].
    وعن موسى بن طلحة قال عندنا كتاب معاذ عن النبي - صلى الله عليه وسلم-: " إنه إنما أخذ الصدقة من الحنطة والشعير والزبيب والتمر" [6]
    وعن النضر بن أنس: أن زيد بن أرقم كتب إلى أنس بن مالك زمن الحرة يعزيه فيمن قتل من ولده وقومه، وقال: أبشرك ببشرى من الله - عز وجل-، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: (( اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار، واغفر لنساء الأنصار ولنساء أبناء الأنصار ولنساء أبناء أبناء الأنصار))[7]
    وكان الصحابة يحرصون على التثبت عندما يسمع بعضُهم من بعضٍ أي أن بداية التحري في رواية الحديث، والسؤال والتفتيش عن الرِّجال منذ عصر الصحابة وكان أبو بكر -رضي الله عنه- أولَ من احتاط في قبول الأخبار وتبعه في ذلك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-، فكانوا يطلبون من الراوي أن يأتي بشاهدٍ يشهد معه أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قد قال هذا الحديث، وليست قصة أبي بكر مع المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه- منا ببعيد، فحين روى المغيرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ورَّث الجدةَ السدسَ من تركة حفيدها المتوفى، طلب أبو بكر منه شاهداً على ذلك، فشهد معه محمد بن مسلمة -رضي الله عنه-[8] وكذلك فعل عمر مع أبي موسى الأشعري - رضي الله عنهم- في حديث الاستئذان ثلاثاً؛ إذ لم يقبله منه حتى شهد معه أبو سعيد الخدري[9]
    وعن مجاهد قال: جاء بشير العدوي إلى بن عباس فجعل يحدث، ويقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل بن عباس لا يأذن لحديثه، ينظر إليه، فقال: " يا بن عباس ما لي لا أراك تسمع لحديثي أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تسمع، فقال بن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول لم ينفذ من الناس إلا ما نعرف [10].
    وانتقلت مرويات الصحابة إلى الجيل الثاني (التابعين)، وعن سعيد بن جبير قال: " كنت أكتب عند ابن عباس في صحيفتي حتى أملأها، ثم أكتب في ظهر نعلي، ثم أكتب في كَفِّي" [11]
    وقد ورث التابعون من الصحابة حفظ الحديث وتبليغه وفقهه والتزم التابعون بما كان يفعله الصحابة فكانوا يطلبون الوثوق من صحة الحديث قبل تحمله وروايته، وأخذوا في التفتيش على الأسانيد، حتى لا يُدخلوا في الدين ما دسَّه الوضَّاعون والمغرضون وعن عاصم الأحول، عن ابن سيرين؛ قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم[12].
    ومحمد بن سيرين توفى في 110هـ وهو يخبر عمن سبقه يعني عن أناس عاشوا في القرن السابق أي في القرن الأول الهجري. قال ابن حبان: " ثم أخذ مسلكَهم[13]، واستنَّ بسُنتهم، واهتدى بهديهم فيما استنُّوا من التيقظ من الروايات جماعةٌ من أهل المدينة من سادات التابعين، منهم: سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبى بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر، وعلى بن الحُسين بن على، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعروة بن الزبير بن العوَّام، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وسليمان بن يسار" [14].
    يقول الدكتور محمد طاهر الجوابي: " في المدينة حدث الرسول - صلى الله عليه وسلم - جل أحاديثه و فيها بلغ الصحابة ما نقلوه عنه و خلفهم من بعد التابعون فأدوا ما تحملوه عنهم من أحاديث و جاء بعدهم أتباعهم ثم من بعدهم و في المدينة وضعت القوانين الأولى للرواية من التثبت فيها و نقد المتن و بداية اعتماد الإسناد و التفتيش عن الرجال و مراعاة مستوى طلاب الحديث والرحلة في طلبه و اشتهر بالحديث عدد من الصحابة و التابعين منهم من بقي بها... ومنهم من انتقل إلى غيرها من الأمصار فأسس مدرسة بها" [15]
    وممن كان يكتب الحديث من التابعين أبان بن عثمان وإبراهيم النخعي وأبو سلمة بن عبد الرحمن عن محمد بن إسحاق وأبو قلابة عبد الله بن زيد البصري وعمر بن عبد العزيز يقول ابن سعد في حديثه عن المغيرة بن عبد الرحمن: " وكان ثقة قليل الحديث إلا مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها عن أبان بن عثمان فكان كثيراً ما تقرأ عليه ويأمرنا بتعليمها". [16]
    " وكتب قتادة إلى إبراهيم النخعي سائلاً بعض المسائل الخاصة بالحضانة والرضاع فرد عليه إبراهيم ذاكراً الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وأقوال الصحابة[17] وعن محمد بن إسحاق: رأيت أبا سلمة بن عبد الرحمن يأخذ بيد الصبي من الكتاب فيذهب به إلى البيت فيملي عليه الحديث يكتب له[18] وقد أوْصَى أَبُو قِلَابَةَ فَقَالَ: " ادْفَعُوا كُتُبِي إِلَى أَيُّوبَ إِنْ كَانَ حَيًّا، وَإِلَّا فَاحْرِقُوهَا"[19] وكان عمر بن عبد العزيز التابعي الجليل (61 - 101 هـ) يكتب الحديث وعن أبي قلابة قال: خرج علينا عمر بن عبد العزيز لصلاة الظهر ومعه قرطاس، فقلت له: يا أمير المؤمنين، ما هذا الكتاب؟ قال: حديث حدثني به عون بن عبد الله فأعجبني فكتبته" [20] وكان فيما كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل المدينة: "انظروا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاكتبوه، فإني خفت دروس العلم وذهاب أهله" [21]
    وعن عبد الله بن دينار قال: " كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم: انظر ما كان من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء، ولا تقبل إلا حديث النبي - صلى الله عليه وسلم-، ولتفشوا العلم، ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سراً" [22]
    وعن ابن شهاب الزهري قال: " أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن فكتبناها دفتراً دفتراً، فبعث إلى كل أرضٍ له عليها سلطان دفتراً"[23] ومن التابعين انتقلت أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الجيل الثالث تابعي التابعين وورثوا من التابعين حفظ الحديث وتبليغه وفقهه ولقد كان لهذا الجيل أثره الرائد في التصدي لأصحاب البدع والأهواء، ومقاومة الكذب الذي فشى في هذا العصر على أيدي الزنادقة الذين بلغوا ذروة نشاطهم ضد السُّنَّة ورواتها في منتصف هذا القرن، حتى اضطر الخليفة المهدي - رحمه الله- إلى تكليف أحد رجاله بتتُّبع أخبارهم والتضييق عليهم في أوكارهم، فأصبح ذلك الرجل يعرف بصاحب الزنادقة.
    وقد نشط الأئمة والعلماء من هذا الجيل في خدمة السُّنَّة لومها وحمايتها من كل ما يشوبها وعلى أيديهم بدأ التدوين الشامل المبوَّب المرتَّب، بعد أن كان من قبلهم يجمع الأحاديث المختلفة في الصحف والكراريس بشكل محدود وكيفما اتفق بدون تبويب ولا ترتيب.
    كما نشأ وتفتَّق على أيديهم علم الرجال، بعد أن كان السؤال عن الإسناد قد بدأ في أواخر عصر الصحابة وكبار التابعين.
    وكما كان لهذا الجيل الريادة في ابتداء التدوين المرتَّب على الأبواب والفصول، كذلك كانت له الريادة في ابتداء التصنيف في علم الرجال، حيث أَلَّف في تاريخ الرجال كل من: الليث بن سعد (ت 175 هـ)، وابن المبارك (ت 181 هـ)، وضمرة بن ربيعة (ت 202 هـ)، والفضل بن دكين (ت 218 هـ) وغيرهم. ويعتبر هذا الجيل جيل التأسيس لعلوم السُّنَّة المطهَّرة ولا غروَّ، ففيه عاش جهابذة رجال السُّنَّة أمثال الأئمة: مالك، والشافعي والثوري، والأوزاعي، وشعبة، وابن المبارك، وإبراهيم الفزاري، وابن عيينة، والقطان، وابن مهدي، ووكيع وغيرهم كثير [24]. وفي القرن الثالث الهجري استمر نشاط العلماء في التدوين وبدأوا يقصرون المصنفات على الأحاديث حاذفين أقوال الصحابة والتابعين من كتب الحديث، وقد رتبوا الأحاديث على طريقة المسانيد بأن جمعوا أحاديث كل صحابي على حدة وإن تباينت المواضيع التي تناولتها[25] وقد اتجه المصنفون فيه إلى تطوير ما فتقه شيوخهم في هذا الميدان وبلورته وترسيخه على أسس متينة وقوية، وهكذا توالت المصنفات وعمت كل البلاد الإسلامية، وبلغت في الكثرة والتنوع مدى بعيدا، ويمكن أن نذكر من هؤلاء المصنفين: أسد بن موسى الأموي (ت212هـ)، وعبيد الله بن موسى العبسي (ت213هـ)، وعبد الله بن الزبير الحميدي (ت219هـ) وأحمد بن منيع البغوي (ت224هـ)، وسعيد بن منصور (ت227هـ)، ونعيم بن حماد الخزاعي (ت228هـ)، ومسدد بن مسرهد البصري (ت228هـ)، وعلي بن الجعد الجوهري (ت230هـ)، وعبد الله بن محمد الجعفي المسندي (ت229هـ)، ويحيى بن معين (ت233هـ)، وعلي بن المديني (ت234هـ)، وأبا خثيمة زهير بن حرب (ت234هـ)، وأبا بكر بن أبي شيبة (ت235هـ)، وإسحاق بن راهويه (ت238هـ)، وخليفة بن خياط (ت240هـ)، وأحمد بن حنبل (ت241هـ)، وإسحاق بن إبراهيم بن نصر السعدي (ت242هـ)، والحسن الحلواني (ت242هـ)، وأحمد بن منيع (ت 244هـ)، وعبد بن حميد (ت249هـ)، وإسحاق بن منصور (ت251هـ)، ومحمد بن هشام السدوسي (ت251هـ)، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت255هـ) ومحمد بن إسماعيل البخاري (ت256هـ)، ومسلم بن الحجاج القشيري (ت261هـ) ومحمد بن يزيد ابن ماجه (ت273هـ)، وأبا داود سليمان بن الأشعث (ت275هـ)، وأبا عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت279هـ)، وأبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت303هـ) [26].
    ــــــــــــــــــــــــــ
    [1] - منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر ص 45
    [2]- مسند أحمد حديث رقم 140148
    [3] - رواه البخاري في صحيحه رقم 1454
    [4]- الطبقات الكبرى لابن سعد
    [5] - رواه البخاري في صحيحه
    [6]- مسند أحمد بسند صحيح
    [7]- مسند أحمد بسند صحيح
    [8]- رواه أبو داود في سننه و صححه الألباني
    [9] - رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما
    [10] - رواه مسلم في مقدمة صحيحه
    [11]- تقييد العلم الخطيب البغدادي ص: 102 -103
    [12] رواه مسلم في مقدمة صحيحه
    [13] - يتكلم عن الصحابة
    [14] - المجروحين لابن حبان
    [15] - جهود المحدثين في نقد متن الحديث النبوي للدكتور محمد طاهر ص 19
    [16]- الطبقات الكبرى لابن سعد 5 / 156
    [17] - سنن النسائي
    [18] - العلل ومعرفة الرجال لإمام أحمد 2 /95 رقم 1674
    [19]- المحدث الفاصل بين الراوي والواعي أبو محمد الرامهرمزي ص 459
    [20] - سنن الدارمي 1/130
    [21] - سنن الدارمي 1/126
    [22]- رواه البخاري في صحيحه
    [23]- جامع بيان العلم وفضله 1 / 76
    [24]- تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره لمحمد مطر ص 87- 88
    [25]- بحوث في تاريخ السنة المشرفة لأكرم ضياء ص 234
    [26]- تدوين السنة النبوية في القرنين الثاني والثالث للهجرة لمحمد بن صادق بن كيران ص 22
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

الرد على شبهة أن البخاري - رحمه الله - أول من كتب الحديث

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على شبهة انتقاد رسول الله صلى الله عليه و سلم للقراءات المتواترة
    بواسطة أبو جاسم في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 11-05-2013, 06:02 AM
  2. شرح اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير رحمه الله - الشيخ إبراهيم بن عبد الله اللاحم ح
    بواسطة ابو ياسمين دمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-05-2011, 02:21 PM
  3. الرد على شبهة ان حديث النبى عن الرعد مناقض للعلم الحديث
    بواسطة Brave Lion في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 31-10-2009, 07:53 PM
  4. شرح صحيح البخاري لشيخنا العلامه ابن عثيمين رحمه الله
    بواسطة ابو ياسمين دمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-05-2009, 02:00 PM
  5. مطلوب الرد على شبهة احتمال التحريف في صحيح البخاري
    بواسطة aiesh في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 01-05-2008, 12:06 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على شبهة أن البخاري - رحمه الله - أول من كتب الحديث

الرد على شبهة أن البخاري - رحمه الله - أول من كتب الحديث