عاجل جداً

[احمد العربى]

فى أحد المواقع القبطية وجدت هذا المقال أرجوا من الاخوة والاخوات التعقيب عليه حيث أن تعقيباتكم مهمة جداً على هذا الامر وإليكم المقال

استياء من تلويح عضو كونغرس بتدمير الكعبة إذا تعرضت أميركا لهجوم إرهابي كبير



واشنطن: منير الماوري
أثارت التصريحات التي أدلى بها أمس عضو الكونغرس الأميركي توم تانكريدو ولوح فيها بقدرة الولايات المتحدة على إزالة الأماكن المقدسة للمسلمين من الخريطة «إذا ما نفذ متطرفون إسلاميون هجوما على أميركا».

وكان تانكريدو قال في حديث لمحطة WFLA-AM في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا إن الولايات المتحدة تستطيع أن تفعل ذلك إذا ما اتضح لها أن أي هجوم قادم يتحمل مسؤوليته متشددون إسلاميون. وسئل النائب الأميركي عما إذا كان يقصد من كلامه قصف مكة المكرمة فقال: نعم.

وفي وقت لاحق قال إنه قصد من كلامه إلقاء بعض الأفكار عما يمكن أن يصل إليه التهديد النهائي وكيف يمكن أن ترد عليه الولايات المتحدة بقوة وصرامة. كما قال متحدث باسم تانكريدو إنه يتحدث فقط عن حالة افتراضية لما يمكن أن ينجم عن عمل إرهابي إسلامى.

وهذا هو رد السماء[/SIZE]
حادثة الفيل

إن غزوة أبرهة الحبشي لمكة وعقده الخناصر على هدم الكعبة وإخفاقه فيما غادر بلاده من أجله بفضل ابتهال عبد المطلب لله وطلبه الحماية والنصرة منه لأمر جدير بالتروي فيذكر المؤرخون أن ذي نواس واسمه يوسف بن شرحبيل قد حفر الأخاديد لأهالي نجران وخيرهم بين الارتداد عن النصرانية وتغيير عقيدتهم إلى اليهودية وإما أن يقتلوا ويحرقوا في هذه الأخاديد، فاختاروا القتل والحرق، وراح الجنود يسوقونهم إلىالموت طائفة إثر طائفة (العرب في الجاهلية بين القرآن والتاريخ صـ 133) حتى بلغ عدد من سبق منهم عشرين ألفا واستطاع أحدهم ويسمى "ذو ثعلبان" الإفلات من قبضة الملك وفر هاربا حتى أتى قيصر الروم مستغيثا من ذي نواس الذي قتل إخوانه من النصارى وخد لهم اخدودا وأحرقهم فيه فكتب كتابا وأرسله مع الرجل إلى النجاشي حاكم الحبشة طالبا منه أن ينتصر لأهل دينه وأرسل السفن لحمل الجيش الذي سيحشده النجاشي وكان قوامه سبعين ألفا أسند الملك قيادته إلى رجل يسمى أرياط وأمره أن يجرع أهل اليمن وملكهم ذى نواس كئوس من الضيم والذل ففعل وانقاد اليمن كله للأحباش ورأى ذلك أبرهة وكان الرجل الثاني في الجيش وبينه وبين الرجل وصار اليمن كله في يد أبرهة، لكن هذا لم يعجب النجاشي فغضب وأقسم ليذهبن إلى بلاد أبرهة ويشرب من دمه ويجز ناصيته، وخاف أبرهة وحلق شعره وملء قارورة من دمه وزجاجة من تراب بلاده وبعث كل ذلك إلى النجاشي مع رسالة يبرر فيها صنيعه مع أرياط وأن هذا القائد قد أهانني وطعني وأنني خشيت أن يصير الجنود الأحباش ضحايا لمطامعه فبارزته حتى دارت الدائرة عليه وأنا عبدك وطوع إرادتك وقد علمت أنك حلفت لتجزن شعري ولتشربن دمي ولتطئن تراب بلادي وهذا رأسي فجزه ودمي فاشربه وتراب بلادي ضعه بين قدميك فسر الملك بما صنعه أبرهة، وأمره أن يستمر في عمله ولكي يصل أبرهة إلى شغاف قلب مليكه فكر في بناء كنيسة له في صنعاء وجعلها أعظم كنائس الدنيا ولما أكمل بنائها وتذهيبها كتب إلى النجاشي يقول: إني بنيت لك كنيسة لم يبن مثلها له لملك قبلك، ولست بمنته حتى اصرف إليها حجيج العرب.
ونصب رجلا من أشراف العرب على قبائل مضر وأمره أن يسير في بلاد العرب ويدعو أهلها إلى القليس الذي بناه *********) والهدف الذي من أجله بناه صاحبه.
وقد أغضب هذا الصنيع القبائل العربية وانكروا على أبرهة ما صنع فخرج رجل من بطن من قبيلة يقال لها فقيم حتى أتى القليس وأحدث في هيكله، وهنا ثارت تائرة أبرهة وأشتد غضبه وأقسم ليأتين مكة وليهدمن الكعبة وحشد جيشا جرارا وولى وجهه شطر البيت الحرام.
يقول صاحب كتاب العرب في الجاهلية بين القرآن والتاريخ ص 134 وما بعدها لم يكن العرب ليتركوه يمض إلى هدفه من غير أن يناوشوه ويقاتلوه على الرغم من الفرق الهائل بينه وبينهم في العدد والعدة فقد اعترض طريقه أحد أشراف العرب ويسمى ذو نفر في كتائب من قومه واعترضه كذلك نفيل بن حبيب غير أن أبرهة أنزل الهزيمة بهما وحملهما أسيرين معه إلى حيث أراد، وفي الطائف خرج مسعود.

ابن معتب في طائفة من ثقيف فلما دخل قال له:
أيها الملك نحن عبيدك وطوع إرادتك وإن بيتنا ليس هو البيت الذي تقصده، ونحن مرسلون معك من يدلك عليه.
وفي الطريق أرسل أبرهة رجلا يُدعى الأسود بن مقصود في خيل فنهب أموال تهامة ومن بينها مائة بعير لعبد المطلب بن هاشم وعاد أدراجه إلى أبرهة الذي أرسل حناطة الحمير إلى مكة وقال له: سل عن أمير هذا البلد فإن رأيته فأبلغه أن الملك لم يأت لحربكم وإنما أتى يريد هدم هذا البيت، فإن خليتم بينه وبينه قضى حاجته وغادركم إلى بلاده، ثم سأل حناطه أهل مكة عن سيدهم فقالوا جميعا: إنه عبد المطلب (شيبة الحمد) بن هاشم فلما وصل إليه أبلغه رسالة أبرهة، فقال عبد المطلب إنا والله ما نريد الحرب وليست عندنا القدرة على خوضها وهذا بيت الله يمنعه ويدفع عنه.
قال حناطة أمرني أبرهة أن أصحبك، فخرج معه حتى إذا أتيا العسكر سأل عبد المطلب عن ذي نفر، وكان صديقا له من قبل فلما دخل عليه أي على ذي نفر سأله عبد المطلب إن كان يستطيع أن يتوسط له عند الملك فقال ذي نفر: إنما أنا أسير في قبضة أبرهة إن شاء قتلني اليوم وإن شاء غدا، ولكني أدلك على رجل له حظوة عند الملك وهو صديق لي وسأطلب منه أن ينفعك عنده إن استطاع، وأنجز ذو نفر وعده وتمكن صديقه أن يقول في عبد المطلب ما جعل الملك يجعله ويعجب به، فلما أذن الملك لعبد المطلب بالدخول نزل عن سريره، وجلس إلى جواره وقال لترجمانه قل له أن يسألني عن حاجته فقال عبد المطلب: حاجتي أن ترد إلي إبلي.
فقال الملك لترجمانه: قل له لقد أعجبني حين رأيتك وزهدتني فيك حين كلمتني، تسألني عن الإبل وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك، فقال عبد المطلب: أما الإبل فهي لي وأما البيت فله رب يحميه.
وغادر الرجل المجلس ومضى حتى آتى الكعبة فطاف حولها وراح معه نفر من قريش يضرعون إلى الله تعالى، ويسألونه أن يدفع عن بيته وألا يخلي بينه وبين أبرهة وجنده وجاده قريحة عبد المطلب بهذه الأبيات التي ذكرها صاحب الطبقات الكبرى جـ 1 صـ 92.
لا هم إن العبد يمنع رحلة فامنع حلالك
لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدوا محالك
فلئن فعلت فربما أولى فأمر ما بدالك
ولئن فعلت فإنه أمر تتم به فعالك
جروا جموع بلادهم والفيل كي يسبوا عيالك
عمدوا أحمالك بكيدهم جهلا ومارقبوا حلالك

ويعلق الدكتور عبد العزيز على ذلك بقوله: واضح من هذه الأبيات أسى ولوعة وأن عبد المطلب يلح في الدعاء إلى ربه لحماية بيته والدفاع عن حرمه، ويؤكد أن عدوه قد غره عدده وعُدده، فأقبل في صلف5 إلى بيته لهدمه، ويقول صاحب كتاب سبل الهدى والرشاد جـ 1 ص ـ 24 إن عبد المطلب قال أيضا.

يا رب لا أرجو سواك يا رب فامنع منهم حمال
إن عدو البيت من عاداك إمنعهم أن يخربوا قراك

وما كاد الرجل ينتهي من دعائه حتى أمر قومه أن يهرعوا إلى قمم الجبال القريبة من الكعبة لينظروا ما الله فاعل بأبرهة وحنوده.

وجاءت ساعة الزحف فأمر الملك جيشه بالتحرك، وسارت الفيلة في مقدمته حتى إذا أصبحوا على كثب من البيت الحرام برك كبير الفيلة وكا ن يسمى محمود فأرادوه سواسه على السير نحو الكعبة فأبى فأرادوه على التوجه جهة أخرى فوثب وهرول، وعبثا حاول ضربه ونخسه.
وبينما هم على هذه الحال إذا سحب سوداء قاتمة قد أقبلت من ناحية البحر فلما أظلمتهم بدت أسراب لا تحصى من الطير مع كل طائر ثلاثة أحجار أحدها في منقاره والثاني والثالث في رجليه، وكان إذا أصاب الحجر واحدا منهم نفد من رأسه حتى سقط من دبره، وعبثا حاول الجنود الإبتعاد عن هذه الطيور والإفلات منها، فقد كانت تتعقبهم وتتبعهم حتى أفنتهم جميعا.

وقد أصاب أبرهة أحد هذه الأحجار فلم يمت حتى انصرع صدره وتساقطت أعضاؤه وحُمل إلى بلاده جسدا بلا روح وقد سجل القرآن الكريم هذا الحدث العظيم تخليدا له وتنويها به، وإجلالا لقدره ليكون عظة تجلو صدأ القلوب وعبرة تضيء أعماق النفوس، ودرسا يتعلم منه الناس أن الخاسر هو من عادى الله واعتدى على حرماته وظن أن سلاحه مانعه منه.

وإقرأ في تصوير هذا الحدث وبيانه إن شئت قوله:
(ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، ألم يجعل كيدهم في تضليل، وأرسل عليهم طيرا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول).
هذا هو رد السماء على كل من تسول له نفسه تحطيم بيته العتيق, وليكن جورج بوش أبرهة الأمريكي