يعاني الكثير منا من التهابات الجيوب الأنفية، وأكثر أعراضها انتشارا هو الصداع وكثرة الإفرازات المخاطية، بل تصل المضاعفات إلى ذهاب البصر إذا لم يحسن علاجها في الوقت المناسب.
والجيوب الأنفية هي عبارة عن تجاويف في عظمة الجمجمة محيطة بالأنف من الناحيتين اليمنى واليسرى، ومبطنة بغشاء مخاطي يشبه إلى حد بعيد ذلك الذي يبطن الأنف نفسه، ويفرز هذا الغشاء إفرازات تساعدها على القيام بالوظائف التي تناط بها، وتصرف هذه الإفرازات عن طريق ثقوب دقيقة جدا إلى تجويف الأنف ثم إلى البلعوم الأنفي حيث تستقر بعد ذلك في المعدة. وهي تعمل على تدفئة الهواء وتنقيته من الغبار.
فإذا حدث تراكم للإفرازات أو قلت عن المستوى المناسب يؤدي ذلك للالتهاب وأمراض الجيوب الأنفية عموما.
ورغم وجود الأدوية الكثيرة التي تعالج مشاكل الجيوب الأنفية فإن الكثير من المتخصصين لم ينتبهوا على سسن الوضوء في الإسلام والتي منها استنشاق الماء ثم الانتثار (إخراج الإفرازات الأنفية)، إذ تكمن عبقرية الحل النبوي في كفاءته وفاعليته في علاج التهاب الجيوب الأنفية والوقاية منه في ذلك، فعن لقيط بن صبرة قال: قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء. قال: "أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما".
والشاهد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: "وبالغ في الاستنشاق" وذلك بإيصال الماء إلى باطن الأنف. وبذلك أرشدنا النبي إلى غسول مستمر للجيوب الأنفية يكمن في المبالغة في استنشاق الماء حتى يصل إليها، ومن ثم تطهيرها وإخراج الإفرازات الزائدة أو المتراكمة بما لا يقل عن 5 مرات يوميا.
ومن ثم يتبين لنا الإعجاز في الطب النبوي الشريف فيما يخص هذا الأمر.

المصدر:
بوابة القاهرة الإسلامية
http://www.cairoportal.com/quran-and-biography/47400