حفظك الله ورعاك يا ابا غسان
موضوع مميز وكل ملاحظة في الموضوع تحتاج إلى دراسة وافية أسأل الله
أن يوفقني في بيان بعض جوانبها
فمن وجهة نظري أن أهم نقطة كان من الممكن أن يستغلها أتباع يسوع أو أعداء يسوع هي
هذه النقطة التي يبني عليها المسيحيون عقيدتهم والتي يتجاهل المسيحيون واقعها
فلو اعتبرنا أو صدقنا أن رؤساء الكهنة والشيوخ كانوا على علم بأن يسوع سيقوم من بين الأموات في اليوم الثالث
كان من الأولى أن لا تغيب تلك المعلومة عن تلاميذ يسوع
لن أقول لماذا فارق تلاميذ يسوع القبر ولم يبقوا حوله أو قريبين منه منتظرين عودته كما أخبرهم
ولكني أقول لماذا لم يحضروا إلى القبر في اليوم الثالث جميعا ليكونوا في استقبال يسوع ويحضروا معهم
بعض الملابس كي يستر يسوع عورته عندما يترك الأكفان وحتى لا يخرج عريانا ؟
فيسوع بحاجة إلى الملابس بعد قيامته وليس بحاجة إلى الحنوط
ثم لماذا سافرت أم يسوع إلى الناصرة بعد الصلب مباشرة ولم تفكر في الحضور إلى القبر لتستقبل ولدها ؟
فلو أن أم يسوع كانت تعلم أن يسوع سوف يقوم في اليوم الثالث من بين الأموات لما فارقت أورشليم ولما فارقت القبر
حتى مريم المجدلية التي جاءت قبل طلوع الشمس اشترت الحنوط وأحضرته معها ؟ وكان همها الأكبر في من يدحرج لها الحجر وكيف ستقوم بدخول القبر من أجل أن تدهن جسد يسوع بذلك الحنوط .
ولو أن مريم المجدلية كانت تعلم أن يسوع سوف يقوم من بين الأموات لما فارقت القبر أيضا ولما أحضرت الحنوط
حتى وإن أخذنا برواية حضور المريميات الثلاثة وهن حاملات الحنوط وهن يتسائلن من يدحرج لهن الحجر
لقلنا ان الأمر أشد لأنه لو افترضنا أن مريم المجدلية نسيت لتذكرت المريمتان الأخرتان أن
يسوع سيقوم من بين الأموات ولما أحضرن معهن الحنوط
كذلك لو كان تلاميذ يسوع يعلمون بأن يسوع سوف يقوم من بين الأموات بعد ثلاثة أيام لما أخذتهم الدهشة عندما شاهدوا يسوع أمامهم بشحمه ودمه
وكذلك لو كانوا يعلمون بقيامته لصدقوا دون أن يأكل السمك والشهد أمامهم
ولما ظنوه روحا عندما شاهدوه ولما أخذوا يجسونه ويتفقدوا مكان المسامير
والأهم من كل ذلك أن يسوع تلاميذ يسوع خسروا فرصة ذهبية وأضاعوها لو كانوا يعلمون حقا أن
يسوع سوف يقوم من بين الأموات
فقد أضاعها يسوع أولا
لقد كان من الأولى بيسوع أن يعلن أمام الجميع وهو على خشبة الصليب أنه سيرجع إليهم وسيقوم من بين
الأموات بعد ثلاثة أيام وثلاثة ليال
ولكن يسوع بدلا من ذلك شغل نفسه بالصرخ والبكاء والعتاب بقوله - إلهي إلهي لماذ شبقتني
فرصة ذهبية أضاعها تلاميذ يسوع ثانيا
لقد كان من الأولى بتلاميذ يسوع أيضا أن يعلنوا أمام الجميع أن يسوع سوف يقوم من بين الأموات بعد ثلاثة
أيام فانتظروا ونحن معكم من المنتظرين
وكان من الواجب عليهم أن ينتظروا وأن لا يبتعدون عن القبر أو عن محيط القبر
ولكنهم فروا وهربوا ولم يفكر أحد منهم بالحضور إلى القبر وذلك لعدم معرفتهم بأنه سوف يقوم من بين الأموات
نعم
فرصة ذهبية -لو كانت القصة حقيقية - لاستفاد منها أحد الفريقين كما هو واضح في هذا الإقتباس
اقتباس
لأنه لو صح ذلك ...لذهب الجميع الي القبر بعد ثلاثة أيام ينتظرن هذا الحدث الهام
اقتباس
رؤساء الكهنة والشيوخ.....للتأكيد..للعامة ...انه دجال كما قالوا وانه كاذب لأنه لم يقم كما وعد تلاميذه ..فيكفر به الجميع
تلاميذ المسيح وإتباعه..... للتأكيد..للعامة ... انه صادق لأنه قام من الأموات كما وعد ..فيؤمن به الجميع
لقد
زعم
كاتب الإنجيل أن رؤساء الكهنة والفريسيين والشيوخ
تذكروا
أن يسوع قال انه سوف يقوم من بين الأموات بعد ثلاثة أيام وأخبروا بيلاطس بذلك
وطلبوا
منه أن يتم حراسة القبر ثلاثة أيام خوفا من الفتنة
فاستجاب بيلاطس وتم تشميع القبر ووضعت قوة من الجند لتحرسه كما يقول الكاتب
ولكن
جاءت مريم المجدلية قبل طلوع شمس اليوم الثالث ولم تجد أحدا من الحرس أي أنه لم يكن هناك حراسة
ثم لو كان هناك حراسة كما زعم كاتب الإنجيل
ألا يكون الجنود هم أول من علم أو شاهد يسوع وهو يخرج من القبر ؟
أليس من الواجب أن يقوم بيلاطس بالتحقيق مع الجند الذين كلفهم بحراسة القبر ؟
قد يقول أحدهم أنه حدثت زلزلة عظيمة فخاف الجند وارتعدوا واصبحوا كالأموات
لو أن هذه الزلزلة العظيمة قد حدثت لشعر بها جميع سكان أورشليم ، فمساحتها أقل من واحد كيلومتر مربع
بمعنى لو صرخ أو استغاث من كان في غربها لسمع صراخه من كان في شرقها
ولا تزال لو أطلقت رصاصة واحدة في أي مكان منها لسمعها جميع سكان المدينة ومن كان متواجدا فيها ومن حولها
فنحن أبناءها ونحن أدرى بشعابها
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
تقبل مروري أيها الأخ الكريم
المفضلات