الرد على سلسلة تدليس بعنوان أخطاء القرآن الأخلاقية

تدليس رقم 7 / 9 " الادعاء بتحليل الكذب "

نشر أحد النصارى على موقع YOUTUBE فيديو بالعنوان أعلاه ادعى فيه أن الإسلام يحلل الكذب .. و لماذا .. قال المدلس :

قال الربيع بن سليمان عن أم كلثوم بنت عقيلة " ما سمعت رسول الله يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث .. كان رسول الله يقول لا أعده كذبا ...الرجل يصلح بين الناس ( ..... XXXX حذف المدلس هنا كلمات جوهرية من نص الحديث سنذكرها عند ردنا عليه !!!! ) و الرجل يقول في الحرب ... و الرجل يحدث امرأته .. و المرأة تحدث زوجها " رواه أبو داود في سنته في كتاب الأدب و رواه أبو حنبل في مسنده باب 6 ..
هذا و يضيف المدلس فيقول .. ألا تفتح هذه الأقوال للكذب على مصراعيه ؟؟ ... هل الأخلاق الكريمة و صنع السلام يقوم على الأكاذيب ؟؟ وكيف يكون حال بيت يكذب فيه الزوجان على بعضهما ؟؟ و كيف يكون حال الأبناء فيه ؟؟
يقول الإنجيل .." و أما الخائفون و غير المؤمنين و الرجسون و القاتلون و الزناة و السحرة و عبدة الأوثان و جميع الكذبة .. فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار و كبريت .. الذي هو الموت الثاني " رؤيا 21 / 8

الرد على التدليس

§ بدايةً الكذب في الإسلام محرم تماما و ليس من مقومات النبل و الشرف أن يكذب الإنسان بالطبع ؟؟؟؟ وما الدليل ؟؟
قال تعالى :
" إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ " النحل 105
" إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب "
غافر 28
" ويل لكل أفاك أثيم" الجاثية 7 و الأفاك هو الكذاب في أقواله، ... والأثيم في أفعاله
" ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين "
الزمر 60
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " التوبة 119

قال صلى الله عليه و سلم

*
" عليكم بالصِّدْقِ ، فإنَّ الصدْقَ يهدي إلى البِرِّ ، وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنةِ ..... ومَا يَزالُ الرجُلُ يَصدُقُ ، ويتحَرَّى الصدْقَ حتى يُكتَبَ عند اللهِ صِدِّيقًا .. وإيّاكُمْ والكذِبَ ؛ فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفُجُورِ ، وإنَّ الفُجورَ يهدي إلى النارِ ، وما يَزالُ الرجلُ يكذِبُ ويتَحرَّى الكذِبَ حتى يُكتَبَ عند اللهِ كذَّابًا " الراوي:عبد الله بن مسعود المحدث : الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم :4071 خلاصة حكم المحدث : صحيح

*" آيةُ المنافِقِ ثلاثٌ : إذا حدَّثَ كذَبَ ، وإذا وعَدَ أخلَفَ ، وإذا اؤتُمِنَ خانَ " الراوي:أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم :6095 خلاصة حكم المحدث:[صحيح]

* قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : " أيكونُ المؤمِنُ جَبانًا ؟ قال : نَعَمْ .. فقيل : أيكونُ المؤمِنُ بَخيلًا ؟ قال : نَعَمْ .. فقيل له : أيكونُ المؤمِنُ كَذَّابًا ؟ قال : لا " .. الراوي:صفوان بن سليم المحدث :ابن عبد البر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم : 16 /253 خلاصة حكم المحدث : حسن



§
و لكن ما حقيقة هذا الحديث الذي ذكره المدلس .. ولكن بعد كتابته كاملا دون الحذف الذي حذفه سيادته ...

*" ما سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يرخصُ في شيءٍ من الكذبِ إلا في ثلاثٍ كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ : لا أعدُّه كاذبًا ... الرجلُ يصلحُ بين الناسِ .. يقولُ القولَ ولا يريدُ به إلا الإصلاحَ ... والرجلُ يقولُ في الحربِ ... والرجلُ يحدثُ امرأتَه .. والمرأةُ تحدثُ زوجَها " . الراوي : أم كلثوم بنت عقبة المحدث :الألباني - المصدر : صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم : 4921 خلاصة حكم المحدث : صحيح ..

*" ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس .. فيقول خيرا أو ينمي خيرا .. قالت : و لم اسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس من الكذب إلا في ثلاث : الإصلاح بين الناس .. و حديث الرجل امرأته .. و حديث المرأة زوجها " . الراوي: أم كلثوم بنت عقبة المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم :297 خلاصة حكم المحدث : صحيح

§ مما تقدم فإن القارئ الذكي قد لاحظ بالطبع أن المدلس قد حذف من الحديث الذي أورده كلمات ...
" يقولُ القولَ ولا يريدُ به إلا الإصلاحَ " و التي يرادفها كلمات " فيقول خيرا أو ينمي خيرا " في الحديث الآخر .. و ذلك لتحقيق هدفه في الطعن في الإسلام .... علما بان هذه الكلمات يفهمها كل صاحب عقل على أنها هي المغزى من هذا الحديث .. و هو تحقيق الخير و الصالح بصفة عامة .. و ليس تحقيق الشر أو جلب لمفسدة

§ و بعد أن علمنا أن الكذب في الإسلام محرم تماما و بصفة عامة .. إلا أن هذا الحديث قد رخص بالكذب في مواضع ثلاث لا رابع لها .. فمن كذب في أي موضع غيرهم فقد وقع في ما حرمه الله ...... ولكن ما هو المقصود بالكذب الذى رُخص فيه فى هذه المواضع الثلاث ؟؟؟

§ إن الضرورات تبيح المحظورات .. و إذا تزاحمت المصالح أو المفاسد روعي أعلاها .... بتحصيل أعلى المصالح .. ودرء أشد المفاسد ... و ارتكاب أخف الضررين .. و لكن كيف ذلك ...... إن الذي رُخص فيه هو المعاريض ( أي بألفاظ تحتمل وجهين ) .. وهو قول سفيان وجمهور العلماء .. وقال المهلب : ليس لأحد أن يعتقد إباحة الكذب .. وقد نهى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن الكذب نهيًا مطلقًا .. وأخبر أنه مجانب للإيمان ........ قال الطبري : والصواب في ذلك قول من قال : الكذب الذي أذن فيه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) هو ما كان تعريضًا .. ينحو به نحو الصدق .. شرح صحيح البخاري لابن بطال

§
و المعاريض هي :الألفاظ التي تحتمل وجهين .. بمعنى أن يتكلم الرجل في هذه الحالات الثلاث فقط بكلام غير صريح .. فيفهم منه السامع شيئاً آخر .. و هذا من باب الفطنة و فصاحة الكلام .." إنَّ في المَعاريضِ لَمَندوحَةً ( أَي سعة وفُسْحة ) عن الكذبِ " الراوي عمران بن الحصين المحدث : السفاريني الحنبلي المصدر : شرح كتاب الشهاب - الصفحة أو الرقم :217 خلاصة حكم المحدث : حسن


§
إذن فما ورد من الترخيص بالكذب في الحالات الثلاث الحرجة و الضرورية هو من باب المعاريض .. و ليس من باب الكذب .. فليس فيه ما يعاب .. وَأما صَرِيح الْكَذِب فَلَيْسَ بجائز لأحد ...

§ و لكن ما هي هذه المواضع الثلاث التي رُخّصَ بالكذب فيها .. و كيفية تطبيق " المعاريض " فيهم ... و هل الصدق و الصراحة التامة في هذه المواضع الثلاثة سيكون انفع و يحقق المصلحة .. أم ماذا ؟؟



§
الموضع الأول : الرجلُ يصلحُ بين الناسِ .. يقولُ القولَ ولا يريدُ به إلا الإصلاحَ ... أو .. فيقول خيرا أو ينمي خيرا

* صدقت يا رسول الله الرجلُ يصلحُ بين الناسِ .. نعم يصلح و ليس يفسد .. و كيف ؟؟؟يقولُ القولَ ولا يريدُ به إلا الإصلاحَ ... أو .. فيقول خيرا أو ينمي خيرا .. و هذه هي الكلمات التي حذفها المدلس من تدليسه عندما طعن في الحديث .. لأنه يعلم أهميتها .. وأنها المغزى و الهدف من الترخيص بالكذب في هذا الموضع .. و كيف ؟؟

* جاء في شرح صحيح البخاري لابن بطال .. أما الكذب فلا يجوز استباحة شيء منه وإنما أطلق ( صلى الله عليه وسلم ) للصلح بين الناس .. أن يقول ما علم من الخير بين الفريقين .. ويسكت عما سمع من الشر بينهم .. ويعد أن يسهل ما صعب .. ويقرب ما بعد .. لا .. أنه يخبر بالشيء على خلاف ما هو عليه لأن الله قد حرم ذلك ورسوله ..

*وَقَالَ الْمُهلب في عمدة القارئ في شرح صحيح البخارى .. لَيْسَ لأحد أَن يعْتَقد إِبَاحَة الْكَذِب .. وَقد نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْكَذِب نهيا مُطلقًا .. وَأخْبر أَنه مُخَالف للْإيمَان .. فَلَا يجوز اسْتِبَاحَة شَيْء مِنْهُ .. وَإِنَّمَا أطلق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للمصلح بَين النَّاس أَن يَقُول مَا علم من الْخَيْر بَين الْفَرِيقَيْنِ .. ويسكت عَمَّا سمع من الشَّرّ بَينهم .. ويعد أَن يسهل مَا صَعب .. وَيقرب مَا بعد .. لَا أَنه يخبر بالشَّيْء على خلاف مَا هُوَ عَلَيْهِ .. لِأَن الله قد حرم ذَلِك وَرَسُوله ..

*و في تحفة الأحوذي .... قَوْلُهُ ( لَيْسَ بِالْكَاذِبِ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ) أَيْ لَيْسَ بِالْكَاذِبِ الْمَذْمُومِ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ بَلْ هَذَا مُحْسِنٌ ( فَقَالَ خَيْرًا ) أَيْ قَوْلًا مُتَضَمِّنًا لِلْخَيْرِ دُونَ الشر .. بأن يقول للإصلاح مَثَلًا بَيْنَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو .. يَا عَمْرُو يُسَلِّمُ عَلَيْكَ زَيْدٌ وَيَمْدَحُكَ وَيَقُولُ أَنَا أُحِبُّهُ ... وَكَذَلِكَ يَجِيءُ إِلَى زَيْدٍ وَيُبَلِّغُ مِنْ عَمْرٍو مِثْلَ مَا سَبَقَ .. ( أَوْ نَمَّى خَيْرًا ) .. يُقَالُ نَمَيْتُ الْحَدِيثَ .. إِذَا بَلَّغْتُهُ عَلَى وَجْهِ الْإِصْلَاحِ وَطَلَبِ الْخَيْرِ .. وَإِذَا سَعَى فِي الْإِصْلَاحِ نَقَلَ عَنْ هَؤُلَاءِ إِلَى هَؤُلَاءِ كَلَامًا جَمِيلًا وَمِنْ هَؤُلَاءِ إِلَى هَؤُلَاءِ كَذَلِكَ ... وَ وَرَّى ..

*و هذا يدل على أنّ المُصلح بين الناس ليس بكذاب ، فالذي يُصلح بين الناس أو بين قبيلتين أو بين أسرتين ، أو بين شخصين تنازعا ... فأصلح بينهما و نقل عن هؤلاء إلى هؤلاء كلاما جميلا ... ومن هؤلاء إلى هؤلاء كذلك .. و وري
لأنه أراد الإصلاح .. فإذا أتى إحدى القبيلتين أو إحدى الأسرتين أو أحد الشخصين .. فقال له قولاً طيباً عن صاحبه .. و أنه يرغب في الصلح .. و أنه يُثني عليه .. و أنه يحب المصالحة .. فإنه لا يَضر أحداً بذلك .. بل ينفع المُتنازعَيْن. .

*و نحن نسأل المدلس : .... ماذا ستكون إجابتك على من جاءك يطلب منك حرفية ما سمعته من شخص آخر .. هو على خلاف معه .. هل ستخبره بكل صدق عن حرفية ما سمعته .... مهما تكن العواقب ..

§
الموضع الثانى : والرجلُ يقولُ في الحربِ :

§
ورد في " شرح سنن ابن داود للعباد " .. أن معنى الحديث " أن الكذب الأصل فيه التحريم ....... ولكنه رخص في هذه الأمور الثلاثة .. وذلك لأن الكذب فيها يترتب عليه مصلحة كبيرة ومصلحة عظيمة - وتغتفر مفسدة الكذب بجانب المصالح العظيمة المترتبة على ذلك ...

§
وقوله : ( والرجل يقول في الحرب ) ... أي : يقول القول الذي فيه تشجيع للمسلمين وتقوية لنفوسهم .. وكذلك فيه إخافة العدو... والعمل الذي يكون فيه ضرر وحصول رعب بين الأعداء يكون فعله سائغاً .. وإذا حصل ذلك بالتورية فإن هذا هـو الذي ينبغي .. وإن حصل أنه يكذب لمصلحة كبيرة تترتب على نصرة المسلمين وعلى خذلان الكفار فلا بأس - لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رخص في ذلك - ولكن إن حصل المقصود بدون التصريح بل بتورية فإنه هذا هو الذي ينبغي - فيقول مثلاً : إن المدد آتٍ .. وإن المدد كثير.. ويقصد أن المدد آتٍ من الله .. وأن الله تعالى يأتي بالمدد ...... والناس يفهمون أن المدد جيوش جاءت .. وهو وإن لم يكن هناك جيوش جاءت بالإمداد .. ولكن كونه يقول : إنه سيأتي مدد وإن المدد كثير.. فإنه يقصد أنه سيكون هناك عون من الله .. وما إلى ذلك من العبارات .. وقد جاء في الحديث : ( الحرب خدعة ) ...

§
ومن ذلك أيضا أن يخفي ويكتم الأخبار عن الأعداء حتى لا تصل إليهم .. والرسول صلى الله عليه وسلم كان من عادته أنه إذا أراد أن يغزو إلى جهة معينة .. وري عنها ... فكان إذا عزم أنه يذهب إلى جهة الجنوب - يجعل الناس يستعدون ولكن لا يدرون إلى أي اتجاه سيذهبون .. ويسأل عن الطرق في جهة الشمال .. فالذي يسمع السؤال يظن أنه سيذهب شمالاً ... فمادام أن الجيش الآن يهيأ وهو يسأل عن الطريق من جهة الشمال ... وهو عازم على أن يذهب جنوباً ...... فإن هذا من التورية .. والحاصل : أن الحرب خدعة .. كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأمير الجيش يأتي بكل ما يشجع قومه وجماعته الذين معه ويعمل كل ما يخيف أعداءهم ...

§
و جاء أيضاً في " شرح رياض الصالحين " المؤلف : محمد بن صالح بن محمد العثيمين

" وتنقسم التورية في الحرب إلى قسمين : قسم في اللفظ ... وقسم في الفعل مثل ما فعل القعقاع بن عمرو رضي الله عنه في إحدى الغزوات ... فإنه أراد أن يرهب العدو ... فصار يأتي بالجيش في الصباح ثم يغادر المكان ثم يأتي به في الصباح يوم آخر ... وكأنه مدد جديد جاء ليساعد المحاربين المجاهدين .... فيتوهم العدو أن هذا مدد جديد جاء ليساعد المحاربين المجاهدين فيتوهم العدو أن هذا مدد جديد .. فيرهب ويخاف وهذا جائز للمصلحة " ....

§
و نحن نسأل المدلس بماذا ينصح جندي وقع في الأسر ... و طلب منه عدوه المعتدى الإجابة على أسئلة يعرف منها العدو أسراراً هامة تمكنه من إلحاق أذى جسيم بجيش هذا الجندي الأسير ... والسؤال هل سيادته ينصح هذا الجندي بأن يدلى بتلك الأسرار بصدق تام ..... أم يستخدم أسلوب التورية المذكور إن أمكن ليخفى عن العدو المعتدى ما يمكن أن يفيده في طعن جيش هذا الجندي الأسير في مقتل .... أم ماذا ؟؟؟؟


§
الموضع الثالث : والرجلُ يحدثُ امرأتَه .. والمرأةُ تحدثُ زوجَها :

*ورد في شرح سنن ابن داود للعباد .. وقوله : ( والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها ) ..... أي : فيما يجلب المودة بينهما .. وما يكون سبباً في الألفة بينهما .. بحيث إنه يقول لها ما يجعلها تألفه .. وهي تقول له ما يكون سبباً في إلفه لها .

*" لا يَصْلُحُ الكَذِبُ إلا في ثلاثٍ : يُحَدِّثُ الرجلُ امرأتَه ليُرْضِيَها ، والكَذِبُ في الحربِ ، والكَذِبُ ليُصْلِحَ بين الناسِ " الراوي : أسماء بنت يزيد المحدث :الألباني - المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 7723 خلاصة حكم المحدث : حسن


* " أما المسألة الثالثة فهي أن يحدث الرجل زوجته وتحدث المرأة زوجها .. وهذا أيضا من باب التورية .... مثل أن يقول لها إنك من أحب الناس إلي .. وإني أرغب في مثلك .. وما أشبه ذلك من الكلمات التي توجب الألفة والمحبة بينهما ... ولكن مع هذا لا ينبغي فيما بين الزوجين أن يكثر الإنسان من هذا الأمر ..... لأن المرأة إذا عثرت على شيء يخالف مـا حدثها به فإنه ربما تنعكس الحال وتكرهه أكثر مما كان يتوقع وكذلك المرأة مع الرجل " .. شرح رياض الصالحين المؤلف : محمد بن صالح بن محمد العثيمين مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث النبوي

*قَالَ آخَرُونَ مِنْهُمُ الطَّبَرِيُّ .. لَا يَجُوزُ الْكَذِبُ فِي شَيْءٍ أَصْلًا .. قَالُوا وَمَا جَاءَ مِنَ الْإِبَاحَةِ فِي هَذَا الْمُرَادُ بِهِ التَّوْرِيَةُ وَاسْتِعْمَالُ الْمَعَارِيضِ لَا صَرِيحُ الْكَذِبِ .. وَ حَاصِلُهُ أَنْ يَأْتِيَ بِكَلِمَاتٍ مُحْتَمَلَةٍ يَفْهَمُ الْمُخَاطَبُ مِنْهَا مَا يَطِيبُ قَلْبُهُ ......... أَمَّا كَذِبُهُ لِزَوْجَتِهِ وَكَذِبُهَا لَهُ ... فَالْمُرَادُ بِهِ فِي إِظْهَارِ الْوُدِّ وَالْوَعْدِ بِمَا لَا يَلْزَمُ وَنَحْوِ ذَلِكَ ...... وأَمَّا الْمُخَادَعَةُ فِي مَنْعِ حَقٍّ عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهَا .. أَوْ أَخْذِ مَا لَيْسَ لَهُ أَوْ لَهَا ....... فَهُوَ حَرَامٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ ....... تحفة الأحوذى

*إنّ مما لا شك فيه أن لا بيت يخلو من المشاكل الزوجية .. والعاقل يُعالج المشاكل الزوجية بتمهل و تأني و حكمة و جواز كَذَبِ كل من الزوجين على الآخر ( على النحو الذي ذكرناه ) بشرطين اثنين :

الأول : أن يكون فيه مصلحة شرعية لهما كبقاء المودة و العِشرة و كإزالة الشحناء .. .

الثاني : أن لا يكون فيه ضرر على الآخرين ...

*مما تقدم فإن خلاصة جواز الكذب بين الزوجين .. يكون بتظاهر كل منهما للأخر بالحب في حال عدم ميل أحدهما للآخر وذلك من أجل تسيير سفينة المنزل ... ولعل هذا الميل المتصنع ينقلب إلي حب حقيقي بعد ذلك ... وقد جاء بالحديث الصحيح " إنما العلمُ بالتَّعلُّمِ ، و إنما الحِلمُ بالتَّحلُّمِ ، و من يتحرَّ الخيرَ يُعطَهْ ، و من يتَّقِ الشرَّ يُوَقَّه .... الراوي : أبو الدرداء و أبو هريرة المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم :2328 خلاصة حكم المحدث : حسن ..... هذا ولا يجوز الكذب في غير هذه الحال لأن الله سبحانه و تعالى " يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ " غافر 19

*و نحن نسال المدلس .. بماذا ينصح زوج سألته زوجته العجوز عن نفسها .. بعد أن طالت العشرة بينهما ..... و كيف يراها حالياً في عينيه .... مقارنة بالطبع بالجميلات صغيرات السن من قومها .... و ذلك بعد أن نحت الدهر على وجهها و جسدها بصماته ؟؟؟

الكذب فى الكتاب المقدس
كذب القديس بطرس :
كذب القديس بطرس ... بل لعن وحلف وقال انه لا يعرف المسيح وذلك في ثلاثة مواقف ... ويروى لنا إنجيل متى 26 ذلك :

69
أما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار فجاءت اليه جارية قائلة .. و أنت كنت مع يسوع ألجليلي ( أي تتهمه أنه كان مع المسيح )
70
فأنكر ( أي بطرس ) قدام الجميع قائلا لست ادري ما تقولين ... ( الكذب الأول )
71
ثم إذ خرج ( أي بطرس ) إلى الدهليز رأته أخرى فقالت للذين هناك وهذا ( أي بطرس ) كان مع يسوع الناصري ( أي مع المسيح )
72
فأنكر أيضا ( أي أنكر بطرس هذا الاتهام ) بقسم إني لست اعرف الرجل ( أي المسيح ) .. ( كذب ثاني و بقسم و لاحظ أطلاق لفظ الرجل على المسيح )
73
و بعد قليل جاء القيام و قالوا لبطرس حقا أنت أيضا منهم فان لغتك تظهرك ( اتهمته الجموع بان لكنته في الكلام تكشف انه مع المسيح )
74
فابتدأ ( أي بطرس ) حينئذ يلعن و يحلف إني لا اعرف الرجل ( أي المسيح ) و للوقت صاح الديك ( كذب ثالث و لعن وحلف .. لاحظ لفظ الرجل )
*و قد ورد في موقع الأنبا تكلا .. " كتاب تأملات في الجمعة العظيمة للبابا شنودة الثالث .... إنكار بطرس وضعف الطبيعة البشرية .. " تتضح لنا حقيقة بارزة وهي : أن الله الذي خلق طبيعتنا البشرية ، يعرف ضعفاتها !! الله الذي يعرف الطبيعة البشرية ... يعرف أن تلميذه المتحمس الغيور، بطرس ، يمكن أن ينكره ثلاث مرات .. في دقائق قليلة .. أمام جارية بعض وبعض الخدم .. وليس أمام رؤساء لهم خطورتهم .. هكذا كانت الطبيعة البشرية أمام الرب .. كنت أظن أن معلمنا بطرس، يجيب بغير هذا .. سامحوني يا أخوتي أنا لست أتدخل في تصرفات القديسين ...... بل إنني لست مستحقًا للتراب الذي كان يدوسه القديس بطرس بقدميه - ولكنه مجرد رأي أعرضه ..

*إننا نسأل المدلس ..... ما هو الموقف إذن مما كتبه بطرس ضمن ما هو مكتوب بالكتاب المقدس .. هل يؤخذ به أم يهدر .. و أذا أهدر جزءاً من كل .. فما هو إذن موقف الكل الذي يهدر منه جزءاً بهذه السهولة ....

بولس يقول لنا انه يتلون مع الكل ... حسب طبيعتهم
كورونتوس الأولى 9 / 19 – 23 :
" فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ .. اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ .. فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ .... وَلِـلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ .. كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوس .... وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ .. كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ *مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ ِللهِ .. بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ * لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ .. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ ... صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ .. لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا ... وَهذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ ... لأَكُونَ شَرِيكًا فِيهِ " ...

*و هذا يعنى أن بولس صار لكل فئة كواحدٍ منهم يلتزم ببعض عادتهم وسلوكهم ... من اجل أن يجتذبهم للإيمان .. وبنفس منطق السيد المدلس الذي اتبعه مع حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ... فان هناك سؤالا يطرح نفسه ... مـاذا كان تصرف السيد بولس مع الفئات التالية ( الوثتى / الشواذ / الزناة / المجرمين / الكذابين / السارقين / المنحرفين / ...) !!

*و لذلك نقول للسيد المدلس " مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ. " إنجيل لوقا 19: 22







خلاصة الرد على تدليس رقم 7 / 9 " الادعاء بتحليل الكذب "

1. الكذب في الإسلام محرم تماما وليس من مقومات النبل و الشرف أن يكذب الإنسان ..

2. حذف المدلس من الحديث الذي استشهد به بعض الكلمات .. و ذلك لتحقيق هدفه في الطعن في الإسلام ..

3. رخص الحديث بالكذب في مواضع ثلاث لا رابع لها .. الرجلُ يصلحُ بين الناسِ يقولُ القولَ ولا يريدُ به إلا الإصلاحَ ... الكذب على الأعداء في الحرب ... الكذب بين الزوجين .. والذي يكون بتظاهر كل منهما للأخر بالحب .. في حال عدم ميل أحدهما للآخر ... وذلك من أجل تسيير سفينة المنزل .. و على النحو الذي يجلب المودة بينهما .. و يكون سبباً في الألفة بينهما .... بحيث إنه يقول لها ما يجعلها تألفه .. وهي تقول له ما يكون سبباً في إلفه لها ..... فمن كذب في أي موضع غيرهم فقد وقع في ما حرمه الله ..

4. إن الكذب الذي رُخص فيه هو المعاريض ( أي الألفاظ التي تحتمل وجهين ) ....... بمعنى أن يتكلم الرجل في هذه الحالات الثلاث فقط بكلام غير صريح ....... فيفهم منه السامع شيئاً آخر .. و هذا من باب الفطنة و فصاحة الكلام .. وَأما صَرِيح الْكَذِب فَلَيْسَ بجائز لأحد ..

5. إن الصدق و الصراحة التامة في هذه المواضع الثلاثة .... لن يكون انفع و لن يحقق المصلحة المرجوة .... و لكن سيترتب عليه ضرراً .... و لذلك اختار الإسلام ارتكاب أخف الضررين ...

طبقا لما ورد في الكتاب المقدس فقد كذب القديس بطرس ..... بل لعن وحلف وقال انه لا يعرف المسيح وذلك في ثلاث مواقف .. و أيضا بولس قال انه يتلون مع الكل ... حسب طبيعتهم .. لتحقيق هدفه المنشود ...