انت العزيز:

من الاخطاء التى يروجها غير المسلمين والتى تعد اعجازا بلاغيا في القران الكريم . في قوله تعالى

( يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله ..قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب )

ثم يقول عيسى بن مريم :

(ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم )

كون عيسى عليه السلام يقول

ان تعذبهم فانهم عبادكم

فهذه مفروغ منها فنحن جميعا عباد الله مقهورون لارادته وخاضعون له سبحانه وتعالى ، ثم يقول ( وان تغفر لهم) هذا طبعا ما يرجوه كل انسان من الله عز وجل الرحمة والمغفرة ولكن هنا يتبع كلمة ( وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم)

لماذا لم يقل انك انت الغفور الرحيم ؟
هنا موقف غفران فلماذا العزة في موقف الغفران وليست المغفرة والرحمة؟؟

.
يقول بعض الناس ان العبارة غير متماشية وان سياق الكلام كان يقتضى ان يقول عيسى عليه السلام ( انك انت الغفور الرحيم) ونحن نقول ان كل من يثير هذا الكلام لا يفهم اعجاز القران فيقول ابن مريم ( ان تغفر لهم) يحمل نفس المعنى في انك انت الغفور والا ان لم تكن غفورا فكيف تغفر؟ ولكن قوله انك انت العزيز الحكيم ما سبب وضع ( العزيز الحكيم ) هنا ؟ هل الاية مختومة بما لا يتمشى مع العقل؟

الاية مختومة بعبارة من ابلغ ما يمكن ، هنا في مطلب الغفران وهو يدعو الله ان يغفر لعباده فيقول له : وان تغفر لهم فانك انت العزيز اي الذي لا يحاسبه احد على ما يفعل ، فلا احد سياتي ليقول لله لماذاغفرت لهؤلاء الناس الذين عصوا؟ لانك انت العزيز لا يحاسبه احد
وليس فوقه قوة ، فانت يا ربي ان اردت ان تغفر لهم فهي مشئة رحمتك فانك قادر ولماذا ؟ لانك انت العزيز تستطيع ان تفعل ذلك دون ان يسالك احد ، الحكيم الذي يتم كل امر منك بحكمة

وهكذا نرى ان هذه الكلمة وضعت بحكمة زيادة في الاستغفار وزيادة في طلب المغفرة ياربي اغفر لهم انك انت العزيز ولا يحاسبك احد ولا يعقب عليك
وبالتالي فنحن نلوذ بشيئين بانك غفور رحيم وبانك عزيز حكيم ، غفور تغفر الذنوب للعاصين وعزيز تستطيع ان تغفر ما تشاء لمن تشاء بلا قيود ولا يحاسبك احد على ما تفعل ولا يعتب عليك ولا يسالك انك تستطيع ان تغفر الذنوب مهما بلغت



مقتبس من كتاب معجزة القران الكريم للشيخ الشعراوي