بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------
من هم الكافرون؟الجزء الثانى
----------------------------
ب): الوثنيون،وهم من ينكرون وجود الله،وعبادة شىء من الأشياء،أو أشياء متعددة،على أنه أو أنهم الأحق بالعبادة دون غيرهم،ومنهم:
أولا:عندما رفض بعض الناس فكرة الطبيعة التى تتحكم فى الكون بلا مبرر لعدم منطقية عقلانية الطبيعة فى مجملها،ظهرت فكرة أن هناك قوة عقلانية جبارة وراء تلك الضوابط التى يعزونها الى تلك الطبيعة،فتفرق فكرهم لاضفاء تلك العقلانية لشىء من مكونات تلك الطبيعة،وأن تلك القوة لا بد أن تعبد حتى تحافظ عليهم وتمدهم بالخيرات وتحميهم من المصائب،فعبدوا الشمس،والقمر،والنجوم،والكواكب،والجبال،والأنهار،وعبد بعضهم النار،والأشجار،والأزهار،وهنا بدأت الوثنية،بعبادة من لا عقل له والتخيل بالباطل لوجود عقل مدبر لتك الأوثان،وهم ما يطلق عليهم وثنيون،من مات منهم على ذلك فأولئك هم الكافرون.
ثانيا:فلما فكر بعضهم بعدم عقلانية تلك الأوثان،راح بعضهم ينحتون تماثيل من الأحجار أو أى معدن بخيس كان أم ثمين،أومن الأخشاب،أو أى جماد أخرعلى هيئة البشر أو الحيوانات أو الطيور،حتى يمكنهم مخاطبتها وتخيل أنها تسمع وتدرك ووتتصرف بدون أن يظهر منها فعليا ما يدل على ذلك،فان صادف دعاءهم خيرا،اتخذوا ذلك دليلا على رضا تلك الأوثان،وان صادف شرا،اتخذوه دليلا على عدم رضائها،وراحوا يتقربون اليها بالقرابين،التى قد تصل أحيانا الى ذبح المقربين منهم بما فيهم أبنائهم أو بناتهم لارضاء تلك الأوثان،وتقديم الأموال والهبات،التى لم تجد شيئا يستفيد بها الا فئة خرجوا على هؤلاء يقنعونهم بأنهم كهنة تلك الألهة وأنهم المقربون منها ويمكنهم مخاطبتها والحصول منها على أفضل العروض،والحصول منها على التزامات بالخير ودفع الشر عنهم،وهم ما يطلق عليهم جميعا وثنيون،من مات منهم على ذلك فأولئك هم الكافرون أيضا.
ثالثا:وفكر بعضهم أن تلك الأوثان ليس بها حياة ولا ترى ولا تسمع،فراحوا يبحثون عن أوثان حية يتخيلون أنها تدرك ما يفعلون،فراحوا يعبدون الحيوانات،كعبادة البقر،والأسود،والقطط،والتماسيح،وأصناف أخرى،وظنوا أنها أفضل من الأوثان الصماء المصنوعة من الحجارة أو الخشب أو أى معدن نفيث ليضفوا عليها القيمة المادية من ذهب وفضة،وهؤلاء هم الكافرون أيضا.
رابعا:وفكر هؤلاء المشركون فى تحديث ألهتهم بالاتجاه نحو عبادة مخلوقات أكثر اقناعا لعباداتهم من الحيوانات والطيور،فعبد بعضهم الملائكة والجن،بل وعبد بعضهم الشيطان الاها من دون الله واليعاذ بالله،وعبد أخرون بنى البشر من الرجال أو النساء أو من الأطفال واشترطوا فيهم شروطا مادية ابتدعوها،فأصبحوا يعبدون أوثانا حيوانية أو ملائكية أو جنية،أو شيطانية،أو بشرية،فهم وثنيون،من مات منهم على ذلك فأولئك هم الكافرون أيضا.
ج):المشركون:وهم كل من سبق ممن يعبدون شيئا من الأشياء،أو أشياء متعددة،على أنه أو أنهم يقربونهم الى الله زلفى،أو أن روح الله تتجسد فيهم أو انتقلت اليهم،أو أنهم أبناء الله.
حيث فكر بعضهم بعدم عقلانية تلك الأوثان الجمادية،أو النباتية،أو الحيوانية،أو الملائكية،أو الجنية،أو الشيطانية،أو البشرية،وانهم لا يرون لها نفعا ولا ضرا،مع وجود الرسالات السماوية التى ما انقطعت منذ هبوط أبى البشرية أدم(صلى الله عليه وسلم)،وانتهاء برسالة الاسلام الحنيف الى رسول الله محمد(صلى الله عليه وسلم)،وتدعوهم الى عبادة الله خالق الكون الذى ليس له شريك فى الملك،فراحوا جميعا مع كهنتهم يجمعون أمرهم أن تلك الأوثان تقربهم الى الله زلفى،فجمعوا الأمرين معا من عبادة الأوثان،وأنها عبادة الله من خلال تلك الأوثان،بل وفكر بعضهم أن الله هو نفسه تلك الأوثان،فعبدوها على أنها الله واليعاذ بالله،أو أنها تقربهم الى الله زلفى،وهؤلاء ما يطلق عليهم المشركون،من مات منهم على ذلك فأولئك هم الكافرون أيضا.
أعاذنا الله القدير الحكيم منها جميعا.
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.