لماذا حرّم الإسلام أكل لحم الخنزير ؟
سألوا سؤالًا يقول: لماذا حرّم الإسلام أكل لحم الخنزير ، في حين أن هناك أناسًا يأكلونه ولايصابون بأمراضٍ كما تدعون أيها المسلمون؟
تعلقوا على ذلك بما جاء في القرآنِ كما يلي:
1- قوله تعالى : " إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) " (البقرة).
2- قوله تعالى:"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) " (المائدة).
3- قوله تعالى:"إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115 ) " (النحل).
الرد على الشبهة
أولًا: ليس القرآن العظيم هو أول من حرم أكل لحم الخنزير ، بل قد حرّم اللهُ أكله في كتبه الأخرى التوراة والإنجيل...
فما شرع اللهُ تعالى شيئًا وما حرم شيئًا إلا لحكمة عرفهما منْ عرفها وجهلها منْ جهلها..
.
وعليه: فإن المسلم يكفيه أن تأتي آيةٌ في كتابِ الله تعالى ، أو حديثٌ من رسولِ اللهِ يحرم أكلَ لحم الخنزير...
لم يعلم المسلمون الأوائل الحكمة من تحريم أكلِ لحم الخنزير ولكنهم أمنوا بحرمة أكله؛ فهم أهل إيمان عظيم لا يسألون عن مسالة هل هي سنة واجبة أم مستحبة؟ بل كانوا يفعلون كل أنواع العبادات بإيمان عميق فسهل اللهُ لهم الطرق إلى طريقه وجنته...منهم من كان يقول به مرض ولم يعرفوا شيئًا عنه إلى أن كثرت الأبحاث العلمية الحديثة لتثبت لنا أن الاعتياد على تناول لحم الخنزير فهو ضار، وليس كما يقول المعترضون... فإن معظم لحم الخنزير ودمه وأمعائه بها ديدان شديدة الخطورة (الدودة الشريطية وبويضاتها المتكلسة) وأمراض أخرى ، كما حرم اللهُ الميتة والمخنوقة والمسفوحة( الدم) لضررها وكثرة الميكروبات والمواد الضارة بها، مما يدل على أن الضرر ينصبُ أيضًا على أكل لحم الخنزير....
ومن رحمة الله تعالى بنا ، وتيسيره علينا ، أنه أباح لنا أكل الطيبات ، ولم يحرم علينا إلا الخبائث ، قال تعالى : "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ " (الأعراف157 )
هذه من الحكمة التي ظهرت لنا، ولعل هناك حكم أخرى لا نعلمها ...
وصدق اللهُ لما قال : " وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) " (يوسف).
ثانيًا : إن الإسلام العظيم أتى برخصة لأكله لم تأت في العهد القديم ولا العهد الجديد، وهذا من رحمة الله بعبادة .... فإذا وجد الإنسان نفسه قد يهلك إلا إذا أكل هذا اللحم لعدم وجود غيره من طعام ، فلا أثم عليه لأنه مضطر ، والضرورات تبيح المحظورات، وهذا من داخل الآية نفسها ، وذلك لما قال تعالى : " إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) " (البقرة).
نلاحظ : "فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ".
فما أرحم دين الإسلام الذي خفف عن الإنسان مالا يستطيع من ضيق والآلام....
ثالثًا: ذكرت أن الإسلام لم يكن أول من حرم أكل لحم الخنزير، ولكن جاء مؤكدًا لشرع الله تعالى الذي لم يتبدل، فهم محرم في شريعة موسىu وصدقها المسيحُ u لما قال:" ما جئت لانقض بل لكمل". فالخنزير من أحقر الحيوانات على الإطلاق وأنجسها وهو رمز للدياسة ، وقليل جدًا في دول الغرب من يأكل لحمه، بل أكثرهم يحترمون من لا يأكل منه عملًا بشريعة موسى ....جاء دليل تحريمه في الآتي :
1- قول الربِّ لموسى في سفرِ اََلاَّوِيِّينَ الإصحاح 11 عدد7 " وَالْخِنْزِيرَ، لأَنَّهُ يَشُقُّ ظِلْفًا وَيَقْسِمُهُ ظِلْفَيْنِ، لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 8مِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ لَكُمْ ".
2- قول الربِّ لموسى في سفر التثنية الإصحاح14 عدد8 "وَالْخِنْزِيرُ لأَنَّهُ يَشُقُّ الظِّلْفَ لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. فَمِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا". لا تعليق!
كتبه / أكرم حسن مرسي
باحث في مقارنة الأديان
المفضلات