قال تعالى :


سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {2/142}


معلوم أنه عندما فرضت الصلاة كانت القبلة الى بيت المقدس فصلى النبي والمسلمون إليها بضعة عشر شهرا ، ولكنه كان يتمنى ان يصلي الى الكعبة ، قال تعالى :


قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ {2/144}


ولكن الله تعالى نبه المؤمنين أنه سوف يكون هناك اعتراض من فئة ضالة على هذا التحول تجاه الكعبة فأخبرهم بذلك الأمر قبل وقوعه، وحكمة الإِخبار به قبل وقوعه تخفيف أثره على نفوس المؤمنين فلا تضطرب لهذا النقد نفوسهم ، كما أخبرهم كيف يردون على هؤلاء السفهاء .


وجه الإعجاز في الآية :


كون القرآن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم برد فعل بعض الناس على تغيير القبلة هو إعجاز خبري في حد ذاته ، لآنهم قد قالوا فعلا فتحقق ما تنبأ به قبل حدوثه ، ولآن من قالوا ذلك لو فكروا في الأمر قليلا ما قالوا ذلك و ما أعترضوا حتى يتهموا القرآن بالكذب على أساس أنه لم يحدث ما تنبأ به ، فلم يعترض أحد على تحويل القبلة ، وحينذ يسكتون حينا من الدهر ثم يقولون : " ما قلنا ما قاله القرآن وما اعترضنا " .
ولكن لآن القرآن كلام الله فقد تحقق ما أخبر به تماما ، وصدق الله و صدق رسوله صلى الله عليه و سلم .
فهل من متدبر ؟