بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------
من هم الكافرون؟الجزء الأول
----------------------------
ويبقى خالدا فى عذاب الله كل من كفر به سبحانه،واليعاذ بالله.
فما هو الكفر؟:
الكفر مصدر من الفعل كفر من ثلاثة أحرف : بمعنى ستر أو أخفى،وكونه ستر،فالستر لا يكون الا لموجود،فهو يشمل داخليا دليل وجود ذلك الموجود والا ما كان هناك داعيا لستره.
والستر لا يكون سترا ماديا فقط بمعنى شىء يستر شىء أو يخفيه أو يغطيه.
وانما قد يكون معنويا،كانكار وجود موجود،أو وصفه بصفات ليست من أصل وجوده،أو ايقاع صفاته على شىء سواه.
هذا عن الأشياء،أما الكفر بالله ،فان الكفر به واليعاذ بالله يكون على عدة أوجه:
أ):الملحدون،وهم من ينكرون وجود الله،ومنهم:
أولا:انكار وجود الله دونما الاهتمام بالتفكير فى أساس وجود الكون من عدمه،أو التفكير فى النهاية الحتمية للوجود المادى،والاعتقاد بأن خلق المخلوقات جاء بالصدفة التى أدت الى وجود البشر نتيجة التطور الطبيعى لذلك الخلق الناتج عن الصدفة،معتمدا على نظريات التطور مثل نظرية داروين،والتى ثبت أنها خاطئة لأسباب عديدة أهمها اكتشاف مخلوقات أكثر تطورا فى غير الحقبة الزمنية المفترض عدم وجودها فيها بملايين السنين حسب حسابات أنصار ذلك الفكر،أى الذين لا يؤمنون بوجود الاه موجد لهذا الوجود،وهم ما يطلق عليهم الملحدون،من مات منهم على ذلك،فهؤلاء هم الكافرون.
ثانيا:انكار وجود الله،واعزاء خلق الكون الى أبدية لا مبرر لها،أو أن الطبيعة خلقت نفسها بنفسها ،ما لم يوجد عليه برهان،حيث أن النظرية الحديثة للمادة تقول أن المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم وانما تتحول من صورة الى صورة أخرى،أى الذين يؤمنون بأبدية وجود المادة،وأبدية استمرارها،وتعرضها لظروف الطبيعة الغير محسوبة ولا مدروسة،فقد ينتهى الوجود بأى من الطريقتين الماديتين للوجود،اما بضعف قوة جذب مركز الكون لباقى الكواكب والنجوم بالمجرات الكونية،فيتسع الكون للدرجة التى تنعدم فيها تلك الجاذبية وتتبعثر المكونات فى كون لا نهائى يقضى على الحياة الموجودة بالصدفة لوجود الماء كمسبب أساسى للحياة بالصدفة وغطاء جوى به الأكسوجين وهو الغاز الموجود بالصدفة أيضا والذى بدونه لا توجد حياة.واما بتباطؤ سرعة دوران المجرات حول مركز الكون،ما يؤدى الى ضعف قوة الطرد المركزى،فتندفع نحو المركز شيئا فشيئا،الى أن تحطم نفسها بهذا الاندفاع فتنتهى الحياة،وكلا النظريتين لهما أنصار واثباتات علمية مقنعة لكلا الطرفين،والاحتمال الثالث هو استمرار حالة الكون على ما هو عليه،مع استسلامه لظروف طبيعية غير محسوبة ولا مسيطر عليها،قد تؤدى الى انهاء مظاهر الحياة من على الأرض،وربما استمرارها بلا مبرر أيضا لعدم توضيح أسباب استمرارها بدون ضوابط لتلك الطبيعة،فهى ليست عاقلة لتدرك ما تفعل،واما أنه لا يحدث شىء مما ذكرنا،وتستمر الحياة بلا مبرر للاستمرار،وينتج تطورا لأخرين قد يكونوا أكثر تقدما من الحاليين،واما أكثر تخلفا،بناء على الظروف التى تواكب ذلك التطور من ظروف طبيعية غير محسوبة تؤدى بالتطور الى التخلف،وهم ما يطلق عليهم الماديون،من مات منهم على ذلك فأولئك هم الكافرون أيضا.
ثالثا:انكار وجود الله مع اصباغ الطبيعة بصفات لا يمكن أن تتواجد فيها من كونها طبيعة تتصرف بضوابط لا مبرر لوجودها فيها حيث أنه لم يوجد مطلقا من يضفى على الطبيعة صفات العقل الذى لا يكون الا لحى يدرك ويتدبر،وهم ما يطلق عليهم ماديون أيضا أو وجوديون،من مات منهم على ذلك فهم الكافرون أيضا.
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.