السؤال
تعرّفت على شاب مسيحي غير عربي من خلال الإنترنت، ومعنى ذلك أني لن أقابله على الحقيقة وأمشي معه، وأحببته جداً جداً، ولكن هو لا يعرف، فبالتالي نحن لا نتكلم أبداً فيما يغضب الله، وأنا أحاول هدايته إلى الإسلام، ونحن الآن نراسل بعض عبر البريد الإلكتروني، فهل هذا حرام؟ مع العلم أنني الحمد لله محجبة وأصلي وأطيع الله في كل شيء، ولقد حاولت ألا أراسله لكني لم أستطع.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ابنتي الفاضلة: لقد قرأت رسالتك وساءني جداً معرفتك بهذا الشاب الكافر، وقد آلمني جداً تعلقك به، وهذه بداية النهاية المؤلمة.
ابنتي يجب أن تعلمي أن الوصف الصحيح لهؤلاء الناس أنهم نصارى؛ كما سماهم الله جل وعلا في محكم التنزيل، والآيات في ذلك كثيرة، فيجب علينا أن نسميهم ونصفهم كما وصفهم الله، أما كلمة مسيحي فلا ينبغي، لأن كلمة مسيحي في اللغة هي الصديق والأمين والمسلم، وغير ذلك، وهم يعتزون بهذه التسمية؛ لأنهم يعرفون معناها الحقيقي، وللأسف معظم المسلمين لا يعلمون ذلك، علاوة على ذلك، هذه النسبة إلى المسيح عليه السلام، والمسيح عليه السلام نبي من أنبياء الله ومن أولي العزم، فنسبتهم إليه تعني أنهم على الحق؛ لأن المسيح على حق، ومن نسب إلى الحق فهو على حق، وهذا خلاف الواقع فالنصارى كفار بنص كتاب الله قال تعالى "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" [المائدة:73]، ومن هم الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة؟ إنهم النصارى قاتلهم الله أنى يوفكون، فالنصارى علاوة على كونهم كفار فهم قتلة الأنبياء، قال تعالى: "فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً" [النساء:155-156]، والآيات في ذلك كثيرة، أتدري ماذا قالوا عن مريم عليها السلام؟ قالوا: إنها زانية! تعالى الله عما يقول النصارى الظالمون علواً كبيراً.
وعلاوة على ما تقدَّم فإن النصارى ملعونون بنص كتاب الله، قال تعالى"لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ" [المائدة:78]، أتدرين يا بنيتي أن النصارى -قبحهم الله- ينسبون إلى الله الصاحبة أي الزوجة والولد، ويقولون بأن زوجته هي مريم عليها السلام وابنه هو عيسى عليه السلام تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، قال تعالى: "وقالوا اتخذ الرحمن ولداً" [مريم:88]، هذه لمحة يسيرة من كتاب ربنا عن النصارى ومعتقدهم، وإذا أردت المزيد فعليك بالرجوع إلى قراءة كتاب ربنا وسنة نبينا، ومصنفات أهل العلم قديماً وحديثاً لكي تتعرفي عن قرب عن كفر وفسق وضلال هؤلاء الناس، وهذا الشاب الذي أنت تعلقت به يدين بهذا الدين، الدين الباطل، ويعتقد هذه العقيدة الفاسدة الضالة، فلا يحل لك بحال من الأحوال أن تكوِّني علاقة مثل هذه مع مسلم مثلك، فكيف إذا كان كافراً؟ الله المستعان!
ابنتي العزيزة، كيف بك وأنت تتعلقين بشاب كافر وإخوانه من النصارى يذبحون ويقتلون إخوانك وأخواتك من المسلمين والمسلمات في كل مكان، في العراق، والشيشان، وفلسطين، والفليبين، وكشمير، وغيرها كثير من بلاد الإسلام، ألا حياء من الله!
ابنتي ألا يوجد من شباب المسلمين الملتزم بدين الله والمتمسك بسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مَنْ تحبين أن ترتبطي به، ويكون لك زوجاً صالحاً.
هل تعتقدين بأن مثل هذا الشاب إذا مات على ذلك سيدخل الجنة؟ بل هو في النار إذا مات على ذلك، ألم تعلمي أن الله حرم على المسلمات نكاح المشركين والكفار أمثال النصارى واليهود.
فهل بعد هذا تحبين مثل هذا الكافر؟ وإلى أي مدى سينتهي هذا الحب؟ طبعاً إلى الزواج، ولكنه كافر لا يحل لك الزواج به بنص القرآن الكريم، وكذلك قد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" أخرجه الترمذي (1084) من حديث أبي حاتم المزني – رضي الله عنه – وقال حديث حسن غريب ، فهل ارتضيت دين وخلق هذا الكافر؟ وهل إذا ارتضيتيه هل يرتضيه أهلك لك؟ الأمر خطير جداً الأمر يتعلق بالإيمان والكفر، الهدى الضلال، الأمر أمر العقيدة أفيقي يا أمة الله.
ستقولين بأنك تدعينه إلى الإسلام؟! أقول لك أنت لست مؤهلة بأن تدعيه إلى الإسلام، ليس عندك أي مؤهلات لذلك، فأنت لست طالبة علم شرعي، وليس عندك ثقافة إسلامية وافية، ولو كان عندك جزء يسير من معرفة الإسلام لما قدمت على هذا الأمر الخطير.
كيف بك يا أمة الله تجعلي هذا الكافر يتكلَّم معك، ويصل بكما الأمر إلى هذا الحد، فأنت مسلمة موحدة تقولين بأن الله واحد لا شريك له، وهو كافر مشرك يقول بأن الله ثالث ثلاثة.
من قال لك بأن هذا الشاب الكافر الفاجر ليس له علاقات بفتيات مغفلات من أمثالك؟
أفيقي يا بنيتي ولا تغضبي مني، فأنت مثل ابنتي تماماً أحب لك الخير والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة، والذي أراه وأنصح به وأدين لله به في مثل حالتك الآتي:
(1) عليك بالتوبة إلى الله من هذا الذنب العظيم.
(2) عليك ومن الآن أن تقطعي كل صلة بهذا الشاب الكافر.
(3) عليك بغض بصرك عن الحرام وصيانة لسانك عن الحرام، والبعد عن كل ما يغضب الله تعالى.
(4) عليك بكثرة الاستغفار والانشغال بما ينفعك في الدنيا والآخرة.
(5) عليك بالتفكير في الزواج من مسلم يخاف الله ويتقيه؛ حتى تكوِّنا بيتاً مسلماً.
(6) عليك بالابتعاد عن الإنترنت بالكلية .
(7) عليك بتقوى الله في السر والعلن، واعلمي بأن الله مطَّلع عليك ويراك، فاستحي أن يراك وأنت في معصية.
(8) احذري من الاستمرار في هذه العلاقة الآثمة؛ فخطرها عليك عظيم في الدنيا والآخرة.
(9) عليك بالانشغال بطلب العلم الشرعي.
(10) إذا كانت نفسك تواقة للزواج، لا يمنع أن يعرضك وليك على بعض الشباب الصالحين للزواج منك، وهذا لا شيء فيه، فلقد كان السلف الصالح يعرضون بناتهم للصالحين من أجل الزواج منهم، كما عرض عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ابنته حفصة – رضي الله عنها – على كل من أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان – رضي الله عنهما – لكي يتزوج بها أحدهما، ولكن تزوجها النبي – صلى الله عليه وسلم - .
(11) عليك بكثرة الدعاء بأن يصرف الله عنك هذا الشيطان، هذا والله أعلم.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


http://islamtoday.net/istesharat/quesshow-70-36216.htm