الدَّعـوةُ السِّـريَّة

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى..
أمَّا بعدُ:
عندما أنزل اللهُ على رسولِهِ محمد - صلى الله عليه وسلم- الوحي في غار حراء ، آمن به مَنْ آمن سِرَّاً خَوْفاً مِنْ مُجرمي قريش، وهذه المرحلة من حياة المسلمين في مكة هي التي يُطْلِقُ عليها المُؤرِّخُون: الدعوة السرية، حيث ظل رسول الله يدعو الناس الذين يتوسم فيهم الخير والرأفة إلى الدين الجديد سراً، ودامت تلك المرحلة ثلاث سنوات، فلمَّا أنشأ الرسول قاعدة صلبة من الرجال المؤمنين، الذين كانوا اللبنة الأولى لهذا الدين أذن الله لرسوله أن يجهرَ بما يُؤمر به من الحقِّ والهدى.
قال المباركفوريُّ: وكان من الطبيعي أن يعرض الرسول- صلى الله عليه وسلم- الإسلام أولاً على ألصق الناس به من أهل بيته، وأصدقائه، فدعاهم إلى الإسلام، ودعا إليه كل منتوسم فيه الخير ممن يعرفهم ويعرفونه، يعرفهم بحب الحق والخير، ويعرفونه بتحري الصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء - الذين لم تُخالجهم ريبة قط في عظمة الرسول-صلى الله عليهوسلم-وجلالة نفسه وصدق خبره- جَمْعٌ عُرِفوا في التاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين، وفي مقدمتهم زوجة النبي-صلى الله عليه وسلم- أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، ومولاه زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، وابن عمه علي بن أبي طالب-وكان صبيًا يعيش في كفالة الرسول-صلى الله عليه وسلم-، وصديقه الحميم أبو بكر الصديق‏، أسلم هؤلاء في أول يوم من الدعوة‏.‏
ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام، وكان رجلًا مُآلفاً محبباً سهلًا ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه؛ لعلمه وتجارته وحسن مجالسته، فجعل يدعو من يثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم بدعوته عثمان بن عفان الأموي، والزبير بن العوام الأسدي، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص الزهريان، وطلحة بن عبيد الله التيمي‏.‏فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا الناس هم الرعيل الأول وطليعة الإسلام‏.‏
ثم تلا هؤلاء أمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح من بني الحارث بن فهر، وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وامرأته أم سلمة، والأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، وعثمان بن مظعون الجُمَحِيّ، وأخواه قدامة وعبد الله، وعبيدة بن الحارث ابن المطلب بن عبد مناف، وسعيد بن زيد العدوي، وامرأته فاطمة بنت الخطاب العدوية أخت عمر بن الخطاب، وخباب بن الأرت التميمي، وجعفر بن أبي طالب، وامرأته أسماء بنت عُمَيْس، وخالد بن سعيد بن العاص الأموي، وامرأته أمينة بنت خلف، ثم أخوه عمرو بن سعيد بن العاص، وحاطب بن الحارث الجمحي، وامرأته فاطمة بنت المُجَلِّل، وأخوه الخطاب بن الحارث، وامرأته فُكَيْهَة بنت يسار، وأخوه معمر ابن الحارث، والمطلب بن أزهر الزهري، وامرأته رملة بنت أبي عوف، ونعيم بن عبد الله بن النحام العدوي، وهؤلاء كلهم قرشيون من بطون وأفخاذ شتى من قريش‏.‏
ومن السابقين الأولين إلى الإسلام من غير قريش‏:‏ عبد الله بن مسعود الهذلي، ومسعود بن ربيعة القاري، وعبد الله بن جحش الأسدي، وأخوه أبو أحمد بن جحش، وبلال بن رباح الحبشي، وصُهَيْب بن سِنان الرومي، وعمار بن ياسر العنسي، وأبوه ياسر، وأمه سمية، وعامر بن فُهيرة‏.‏
وممن سبق إلى الإسلام من النساء غير من تقدم ذكرهن‏:‏ أم أيمن بركة الحبشية، وأم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية زوج العباس بن عبد المطلب، وأسماء بنت أبي بكر الصديق-رضي الله عنهم-‏.‏
هؤلاء معروفون بالسابقين الأولين، ويظهر بعد التتبع والاستقراء أن عدد الموصوفين بالسبق إلى الإسلام وصل إلى مائة وثلاثين رجلًا وامرأة، ولكن لا يُعرف بالضبط أنهم كلهم أسلموا قبل الجهر بالدعوة، أو تأخر إسلام بعضهم إلى الجهر بها‏.الدَّعـوةُ السِّـريَّة

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى..
أمَّا بعدُ:
عندما أنزل اللهُ على رسولِهِ محمد - صلى الله عليه وسلم- الوحي في غار حراء ، آمن به مَنْ آمن سِرَّاً خَوْفاً مِنْ مُجرمي قريش، وهذه المرحلة من حياة المسلمين في مكة هي التي يُطْلِقُ عليها المُؤرِّخُون: الدعوة السرية، حيث ظل رسول الله يدعو الناس الذين يتوسم فيهم الخير والرأفة إلى الدين الجديد سراً، ودامت تلك المرحلة ثلاث سنوات، فلمَّا أنشأ الرسول قاعدة صلبة من الرجال المؤمنين، الذين كانوا اللبنة الأولى لهذا الدين أذن الله لرسوله أن يجهرَ بما يُؤمر به من الحقِّ والهدى.
قال المباركفوريُّ: وكان من الطبيعي أن يعرض الرسول- صلى الله عليه وسلم- الإسلام أولاً على ألصق الناس به من أهل بيته، وأصدقائه، فدعاهم إلى الإسلام، ودعا إليه كل منتوسم فيه الخير ممن يعرفهم ويعرفونه، يعرفهم بحب الحق والخير، ويعرفونه بتحري الصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء - الذين لم تُخالجهم ريبة قط في عظمة الرسول-صلى الله عليهوسلم-وجلالة نفسه وصدق خبره- جَمْعٌ عُرِفوا في التاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين، وفي مقدمتهم زوجة النبي-صلى الله عليه وسلم- أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، ومولاه زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، وابن عمه علي بن أبي طالب-وكان صبيًا يعيش في كفالة الرسول-صلى الله عليه وسلم-، وصديقه الحميم أبو بكر الصديق‏، أسلم هؤلاء في أول يوم من الدعوة‏.‏
ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام، وكان رجلًا مُآلفاً محبباً سهلًا ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه؛ لعلمه وتجارته وحسن مجالسته، فجعل يدعو من يثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم بدعوته عثمان بن عفان الأموي، والزبير بن العوام الأسدي، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص الزهريان، وطلحة بن عبيد الله التيمي‏.‏فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا الناس هم الرعيل الأول وطليعة الإسلام‏.‏
ثم تلا هؤلاء أمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح من بني الحارث بن فهر، وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وامرأته أم سلمة، والأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، وعثمان بن مظعون الجُمَحِيّ، وأخواه قدامة وعبد الله، وعبيدة بن الحارث ابن المطلب بن عبد مناف، وسعيد بن زيد العدوي، وامرأته فاطمة بنت الخطاب العدوية أخت عمر بن الخطاب، وخباب بن الأرت التميمي، وجعفر بن أبي طالب، وامرأته أسماء بنت عُمَيْس، وخالد بن سعيد بن العاص الأموي، وامرأته أمينة بنت خلف، ثم أخوه عمرو بن سعيد بن العاص، وحاطب بن الحارث الجمحي، وامرأته فاطمة بنت المُجَلِّل، وأخوه الخطاب بن الحارث، وامرأته فُكَيْهَة بنت يسار، وأخوه معمر ابن الحارث، والمطلب بن أزهر الزهري، وامرأته رملة بنت أبي عوف، ونعيم بن عبد الله بن النحام العدوي، وهؤلاء كلهم قرشيون من بطون وأفخاذ شتى من قريش‏.‏
ومن السابقين الأولين إلى الإسلام من غير قريش‏:‏ عبد الله بن مسعود الهذلي، ومسعود بن ربيعة القاري، وعبد الله بن جحش الأسدي، وأخوه أبو أحمد بن جحش، وبلال بن رباح الحبشي، وصُهَيْب بن سِنان الرومي، وعمار بن ياسر العنسي، وأبوه ياسر، وأمه سمية، وعامر بن فُهيرة‏.‏
وممن سبق إلى الإسلام من النساء غير من تقدم ذكرهن‏:‏ أم أيمن بركة الحبشية، وأم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية زوج العباس بن عبد المطلب، وأسماء بنت أبي بكر الصديق-رضي الله عنهم-‏.‏
هؤلاء معروفون بالسابقين الأولين، ويظهر بعد التتبع والاستقراء أن عدد الموصوفين بالسبق إلى الإسلام وصل إلى مائة وثلاثين رجلًا وامرأة، ولكن لا يُعرف بالضبط أنهم كلهم أسلموا قبل الجهر بالدعوة، أو تأخر إسلام بعضهم إلى الجهر بها‏.