قالوا: إن هناك تناقضًا في القرآن؛ فتارة رسول الإسلام لا يطلب لنفسه أجرًا ...

وذلك لما قال: قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)(الشورى).

وتارة أخرى يطلب لنفسِه أجرًا ...وذلك لما قال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)(المجادلة).

الرد على الشبهة

أولًا: إن محمدًا r لم يطلب لنفسِه شيئًا أبدًا؛ بل أن من طلب أن يقدموا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاه صَدَقَةً هو اللهُ I ، فالأمر هو اللهُ وحده ، وليس محمد rهو من كتب القرآن حتى نسمع مثل هذه الترهات....

ثانيًّا: بالنسبة لآية الأولى: الله يقول لنبيهr قل لأقاربك المشركين لا أسألكم إلا المودة في القربة، وحق القربى وصلة الدم، ولا أريد منكم غير ذلك حتى أتم رسالتي.... فهو r بذلك يريد لهم الخير لا لنفسه r ...

جاء في تفسير بن كثير : "قوله: { قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } أي: قل يا محمد لهؤلاء المشركين من كفار قريش: لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم ما لا تعطونيه، وإنما أطلب منكم أن تكفوا شركم عني وتذروني أبلغ رسالات ربي، إن لم تنصروني فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة".اهـ

بالنسبة لآية الثانية: ففيها يطلب اللهُI من الأغنياء أن يقدموا بين يدي رسول الله صدقات، لا تعطى له؛ بل تعطى للفقراء حتى يستقر تكافل المجتمع المسلم .... ومن المعلوم أن الصدقة محرمة على النبي r وأهله ...دل على ذلك ما يلي:

1-صحيح مسلم برقم 1778 قالr: " لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ ".

2- صحيح مسلم برقم 1784 قال:r " إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِآلِ مُحَمَّدٍ".

3-صحيح البخاري برقم 2843 أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ فَقَالَ النَّبِيُّ r بِالْفَارِسِيَّةِ : " كِخْ كِخْ أَمَا تَعْرِفُ أَنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ" .


وعليه: فالآية الثانية لم يطلب فيها النبيُّr شيئًا لنفسِه كما يدعي المعترضون بل يطلب صدقة تعطى لفقراء المسلمين من أجل تكافل اجتماعي للمسلمين ....

دل على ذلك أيضا ما جاء في التفسير الميسر:
"يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا أردتم أن تُكلِّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرًّا بينكم وبينه، فقدِّموا قبل ذلك صدقة لأهل الحاجة، ذلك خير لكم لما فيه من الثواب، وأزكى لقلوبكم من المآثم، فإن لم تجدوا ما تتصدقون به فلا حرج عليكم؛ فإن الله غفور لعباده المؤمنين، رحيم بهم".اهـ

إن قيل : كيف كان يأكل نبي الإسلام ما دام أنه لم يكن يقبل الصدقة والزكاة هو وأهله، ولم يكن له عمل ثابت....

قلتُ: إن النبيَّ كان يأخذ من غنائم الحروب كما بيّن القرآن الكريم، وكما كان حال معظم الأنبياء قبله في العهد القديم....


ثالثًا: العجيب أن الأناجيل تذكر أن يسوع الإله بحسب عقيدة المنصرين المفترض خالق كل شيء ، ولا يحتاج لغيره أبدًا ... لكنه يعيش على نفقات النساء (عَرَقَ النساءِ ) ...
جاء ذلك في إنجيل لوقا إصحاح 8 عدد 3" ويونّا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة وأخر كثيرات كنّ يخدمنه من أموالهن".

ويبقى السؤال: هل يسوع إله لا يحتاج إلى مال أحد ! أم أنه بحسب الكتاب المقدس كانت النساءُ يصرفن عليه من أموالِهن وهذا مما يتنافى مع المروءة....؟!

وعلى هذا أكون قد نسفتُ الشبهة نسفًا، وأصبح الإشكال الحقيقي هو في كتابهم ومعتقدهم -بفضل الله I -.
كتبه / اكرم حسن مرسي