يوما بعد يوم يثبت النصارى جهلهم بالاسلام و باللغة ايضا

و من ما ارادو به قدح المسلمين هو قوله تعالى : يا اخت هارون

فقالو كيف تكون اخت هارون اخو النبي موسى عليهم السلام ان كان بينهم و بينها مئات السنين

الرد :

اولا الاسلام لم يذكر انها اخت النبي هارون عليه السلام بل ان التفاسير مجمعة على غير هذا :

التفسير الاول و هو الاشهر و الاقوى و سابين هذا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم :

حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله ( يا أخت هارون ) قال : كان رجلا صالحا في بني إسرائيل يسمى هارون ، فشبهوها به ، فقالوا : يا شبيهة هارون في الصلاح .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا ) قال : كانت من أهل بيت يعرفون بالصلاح ، ولا يعرفون بالفساد ومن الناس من يعرفون بالصلاح ويتوالدون به ، وآخرون يعرفون بالفساد ويتوالدون به ، وكان هارون مصلحا محببا في عشيرته ، وليس بهارون أخي موسى ، ولكنه هارون آخر . قال : وذكر لنا أنه شيع جنازته يوم مات أربعون ألفا ، كلهم يسمون هارون من بني إسرائيل.

راجع تفسير الطبري


قوله تعالى : يا أخت هارون اختلف الناس في معنى هذه الأخوة ومنهارون ؟ فقيل : هو هارون أخو موسى ؛ والمراد من كنا نظنها مثل هارونفي العبادة تأتي بمثل هذا .

راجع تفسير القرطبي

و ايضا :

وقيل : هارون هذا رجل صالح في ذلك الزمان تبع جنازته يوم مات أربعون ألفا كلهم اسمه هارون . وقال قتادة :كان في ذلك الزمان في بني إسرائيلعابد منقطع إلى الله - عز وجل - يسمى هارون فنسبوها إلى أخوته من حيث كانت على طريقته قبل ؛ إذ كانت موقوفة على خدمة البيع ؛ أي يا هذه المرأة الصالحة ما كنت أهلا لذلك

راجع تفسير القرطبي







التفسير الثاني :

وقال بعضهم : عنى به هارون أخو موسى ، ونسبت مريم إلى أنها أخته لأنها من ولده ، يقال للتميمي : يا أخا تميم ، وللمضري : يا أخا مضر .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( يا أخت هارون ) قال : كانت من بني هارون أخي موسى ، وهو كما تقول : يا أخا بني فلان .

راجع تفسير الطبري


. وقيل : على هذا كانت مريم من ولد هارون أخي موسى فنسبت إليه بالأخوة ؛ لأنها من ولده ؛ كما يقال للتميمي : يا أخا تميموللعربي يا أخا العرب

راجع تفسير القرطبي




و مريم عليها السلام من ذرية هارون عليه السلام من جهة الام من انجيل لوقا ( نسب اليصابات خالة مريم عليها السلام زوجة زكريا عليه السلام ):


كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ.

راجع انجيل لوقا 5:1

و منه قوله تعالى : و الى عاد اخاهم هودا

و عاد قبيلة يرجعون الى رجل اسمه عاد






التفسير الثالث :
وقال آخرون : بل كان ذلك رجلا منهم فاسقا معلن الفسق ، فنسبوها إليه .

راجع تفسير الطبري


و الصحيح التفسير الاول و هو المشهور و الاصح و الاقرب الى حديث النبي صلى الله عليه وسلم

قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك ما جاء به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه ،وأنها نسبت إلى رجل من قومها .






ثانيا :من حديث النبي صلى الله عليه وسلم و اصحابه و التابعين :

حدثنا أبو كريب وابن المثنى وسفيان وابن وكيع وأبو السائب ، قالوا : ثنا عبد الله بن إدريس الأودي ، قال : سمعت أبي يذكر عن سماك بن حرب ، عنعلقمة بن وائل ، عن المغيرة بن شعبة ، قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران ، فقالوا لي : ألستم تقرءون ( يا أخت هارون ) ؟ قلت : بلى وقد علمتم ما كان بين عيسى وموسى ، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته ، فقال : "ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم " .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا الحكم بن بشير ، قال : ثنا عمرو ، عن سماك بن حرب ، عن علقمة بن وائل ، عنالمغيرة بن شعبة ، قال : أرسلني النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حوائجه إلى أهل نجران ، فقالوا : أليس نبيك يزعم أن هارون أخو مريم هو أخو موسى؟ فلم أدر ما أرد عليهم حتى رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت له ذلك ، فقال : "إنهم كانوا يسمون بأسماء من كان قبلهم " .

راجع تفسير الطبري , صحيح مسلم كتاب الاداب باب النهي عن التكني بابي القاسم , مسند احمد بن حنبل مسند العشرة المبشرين بالجنة اول مسند الكوفيين , صحيح بن حبان كتاب التاريخ باب بدء الخلق, تفسير بن كثير , تفسير القرطبي , سنن الترمذي كتاب تفسير القران باب و من سورة مريم .....

اقوال الصحابة و التابعين :

حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن سعيد بن أبي صدقة ، عن محمد بن سيرين ، قال : نبئت أن كعبا قال : إن قوله ( يا أخت هارون ) ليس بهارون أخي موسى ، قال : فقالت له عائشة : كذبت ، قال : يا أم المؤمنين ، إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله فهو أعلم وأخبر ، وإلا فإني أجد بينهما ست مائة سنة ، قال : فسكتت .


حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله ( يا أخت هارون ) قال : اسم واطأ اسما ، كم بين هارون وبينهما من الأمم أمم كثيرة .


تفسير الطبري

سكوت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها يدل على موافقتها لكلام كعب و ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل انها اخت هارون النبي عليه السلام

و هذا الذي يجعل التفسير الاول هو الاصح



ثالثا من القران الكريم سورة البقرة :

القران الكريم يقر ان بين موسى عليه السلام و مريم عليها السلام مئات السنين :

(ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)

وقفينا أي أتبعنا والتقفية : الإتباع والإرداف ، مأخوذ من إتباع القفا وهو مؤخر العنق . تقول استقفيته إذا جئت من خلفه ، ومنه سميت قافية الشعر ; لأنها تتلو سائر الكلام . والقافية : القفا ، ومنه الحديث : يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم .والقفي والقفاوة : ما يدخر من اللبن وغيره لمن تريد إكرامه . وقفوت الرجل : قذفته بفجور . وفلان قفوتي أي تهمتي . وقفوتي أي خيرتي . قال ابن دريد كأنه من الأضداد . قال العلماء : وهذه الآية مثل قوله تعالى : ثم أرسلنا رسلنا تترى وكل رسول جاء بعد موسى فإنما جاء بإثبات التوراة والأمر بلزومها إلىعيسى عليه السلام .

تفسير القرطبي

وأما قوله : ( وقفينا ) ، فإنه يعني : وأردفنا وأتبعنا بعضهم خلف بعض ، كما يقفو الرجل الرجل : إذا سار فيأثره من ورائه . وأصله من "القفا " ، يقال منه : "قفوت فلانا : إذا صرت خلف قفاه ، كما يقال : "دبرته " : إذا صرت في دبره .

ويعني بقوله : ( من بعده ) ، من بعد موسى .

تفسير الطبري

فبين موسى و عيسى عليهما السلام رسل كثر فلا يصح انهما في نفس الزمان بسياق القران الكريم




قول رابع و هو لا يصح :

، وقيل : كان لها أخ من أبيها اسمه هارون ؛ لأن هذا الاسم كان كثيرا في بني إسرائيل تبركا باسم هارون أخي موسى ، وكان أمثل رجل في بني إسرائيل ؛ قاله الكلبي .


تفسير القرطبي

اي ان الكلبي يقول ان لها اخا اسمه هارون سمي تيمنا باسم هارون النبي عليه السلام و ليس هو نفسه هارون النبي اخي موسى عليهم السلام

و مع هذا فان التفسير هذا لا يصح لوجهان :

الاول انه مخالف لبقية التفاسير

الثاني انه تفرد به الكلبي و هو ضعيف كذاب

خبرنا عمر بن محمد ، قَالَ : حدثنا موسى بن زكريا التستري ، قَالَ : حدثنا عمرو بن حصين ، قَالَ : حدثنا معتمد بن سليمان ، قَالَ : سمعت ليث بن أبي سليم ، يقول : بالكوفة كذابان : الكلبي ، وذكر آخر معه.

سمعت محمد بن يحيى السجستاني ، يقول : سمعت عبد الصمد بن الفضل ، يقول : سمعت أحمد بن هارون ، يقول : " سألت أحمد بن حنبل عن تفسير الكلبي ، فقال : كذب ، قلت : يحل النظر فيه ؟ قَالَ : لا ".

أخبرنا محمد بن هارون الفارسي ، قَالَ : حدثنا محمد بن عبد الوهاب ، قَالَ : أخبرني علي بن عثمان ، عن أبيه ، أنه سمع حماد بن سلمة ، يقول : " حدثنا الكلبي ، وكان والله غير ثقة

خبرنا محمد بن عبد الرحمن ، قَالَ : حدثنا أبو قهزاد ، قَالَ : حدثنا علي بن الحسين بن واقد ، عن ابن المبارك ، عن أبي بكر بن عياش ، أنه ذكر الكلبي ، فقال : " موبذ موبذان ".

أخبرنا الثقفي ، قَالَ : سمعت عباس بن محمد ، قَالَ : سمعت يحيى بن معين ، يقول : " الكلبي ليس بشيء ".

حدثنا أبو القاسم ، قَالَ : حدثنا أبو عيسى ، قَالَ : حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن المنذر الباهلي ، قَالَ : حدثنا يعلى بن عبيد ، قَالَ : قَالَ لنا سفيان الثوري : اتقوا الكلبي ، فقيل له : إنك تروي عنه ، قَالَ : أنا أعرف صدقه من كذبه

كتاب المجروحين لابن حبان باب الميم , محمد بن السائب الكلبي

و اكبر دليل على كذبه اعترافه على نفسه بالكذب و خير الادلة الاعتراف :

أخبرنا عبد الملك بن محمد ، قَالَ : حدثنا عمر بن شبه ، قَالَ : حدثنا أبو عاصم ، قَالَ لي سفيان الثوري ، قَالَ : قَالَ لي الكلبي ما سمعته مني عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، فهو كذب.

أخبرنا عبد الملك بن محمد ، قَالَ : حدثنا علي بن المديني ، قَالَ : يحيى بن سعيد القطان ، عن سفيان ، قَالَ : قَالَ لي الكلبي : قَالَ لي أبو صالح : كل ما حدثتك فهو كذب.

قَالَ أبو حاتم : الكلبي هذا مذهبه في الدين ، ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه.

يروي عن أبي صالح ، عن ابن عباس التفسير ، وأبو صالح لم ير ابن عباس ، ولا سمع منه شيئا ، ولا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف ، فجعل لما احتيج إليه تخرج له الأرض أفلاذ كبدها.

لا يحل ذكره في الكتب ، فكيف الاحتجاج به.

كتاب المجروحين لابن حبان باب الميم محمد بن السائب الكلبي

فالرجل كذاب بشهادة لسانه

ثم حتى ان افترضنا صحة تفسيره فهو بنفسه ينكر ان يكون نبي الله هارون عليه السلام اخوها و يذكر ان هارون اخوها هو هارون اخر و ليس هارون النبي




فيتضح من خلال ما ذكر ان كلام النصارى لا يرقى اصلا الى درجة الشبهة لانه كلام صادر عن جهل بالقران و الحديث و السنة و حتى اللغة




ملاحظة : هذا الموضوع مكرر و موجود في قسم الرد على الاباطيل الا انني احببت ان اضيفه في هذا القسم ليعرف القراء اهمية هذا الامر و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه وسلم

http://www.ebnmaryam.com/vb/t198449.html