السلام عليكم ورحمة الله..
أسأل الله أن يبارك في جهودكم، وأن يجزيكم خيرا على ما تقدمونه من مشورة تأخذ بأيدينا وتعيننا في طريق الدعوة إلى الله.
سؤالي حول ما يمكن أن أقوم به كداعية لمساعدة المسلم الجديد على معرفة الإسلام وتثبيت قدمه فيه، هل يكفي أن أعطيه كتبا تساعده في ذلك؟أرجو منكم النصيحة والتوجيه.وجزاكم الله خيرا.

الحل "
يقول الدكتور أسامة أسعد رئيس قسم الدعوة والتعريف بالمركز الإسلامي في كييف:

لا بد لك - أخي الحبيب - أن تعلم أن من أكبر الأخطاء التي يخطئها الدعاة هي أنه يعطي المتعرف على الإسلام أو المسلم الجديد كتابًا، ثم يقول: "إذا كانت عندك أسئلة بعد ذلك فسوف أجيب لك عليها"، ونحن بهذا الأمر نجعل منه متعلمًا من الكتاب، وكما قيل: "من كان معلمه كتابه كثر خطؤه".

بل علينا أن نجعل من الكتاب وسيلة مكمِّلة لمنهجية التعليم والتعريف بالإسلام.

أولا؛ طريقة التعليم:
1- أن يكون تعليم المسلم الجديد الإسلام بدءًا بأركان الإسلام ركنًا ركنًا.. من التركيز على معنى التفكر بـ "لا إله إلا الله" في كل مراحل التعلم، وفي هذا المجال يمكن الاستعانة بالحقائق العلمية والبرامج المعدة لهذا الشأن، مثل: إصدارات الشيخ الزنداني، والدكتور زغلول النجار؛ فإن لها الأثر الطيب في هذا الشأن.
2- التدرج في التعليم والتطبيق في كل مراحل دعوته.
3- معاملة كل مدعو منهم حسب نفسيته، فمنهم من كان مولعًا بالزنا أو الربا أو الخمر أو غيرها من المحرمات، فيجب التعرف على نفسيته والوقوف على هذه الأشياء وإصلاحها، وإعطائه البديل دائمًا إن وجد.

4- سماع المدعو وإعطاؤه فرصة مناسبة لكي يتحدث، وإعطاؤه الثقة بنفسه، وإشعاره أن الإسلام يتمم الأخلاق ويؤكد على الأخلاق الحسنة الموجودة عند الشخص قبل إسلامه، وأن من حوله من الأقارب يجب أن يشعروا بتغيّره وتحسن شخصيته بعد إسلامه.

5- إذا كان المدعو امرأة فمن الأفضل أن يقوم بتعليمها أو تعريفها على الإسلام امرأة مثلها، أما إذا تعذر فمكن أن يقوم الرجل بذلك، مع الحذر من الخروج عن الهدف الرئيس.. حيث أننا وجدنا من خلال الخبرة أن النساء يتعلقن عاطفيًا بمن يسلمن عن طريقه، وهذا يُحدث وهنًا في قلب المدعو فيما بعد.
6- عدم الإسهاب في مد يد العون للمدعو، لكي لا يتعود الأخذ ويبقى طول العمر يحب الأخذ ويستثقل العطاء، بل التسديد والمقاربة في هذا الشأن.
7- مراعاة الوسطية والشمولية في دعوته.

ثانيًا؛ الأدوار العملية في الدعوة:

وهذا أهم وأصعب من الجانب الأول ففيه يظهر دور الداعية القدوة، وهنا نذكر أمورًا تساعد في هذا الجانب:
- الوفاء بالوعد واحترام الوقت معه وأمامه.
- تبادل الزيارات، وهذا من أهم الأمور، حيث تنشرح النفوس ويحصل الاطمئنان بينهما.
- إهداؤه في المناسبات.. مثل التخرج أو عند المرض، ومساعدته عند اللزوم ماديًا ومعنويًا.
- عمل عروض فيديو في المركز أو في البيت تتناول موضوع الإعجاز في القرآن والسنة، ويمكن الاستفادة من سلسلة د. عبد المجيد الزنداني، والدكتور زغلول النجار، والأستاذ هارون يحيى، وغيرهم.
- إشراكه في إعداد بحوث ودراسات حول الإسلام من خلال مسابقات خاصة في هذا المجال.
- إشراكه في حضور الندوات والمؤتمرات والحفلات المقامة في المركز الإسلامي أو في المدينة.
- تزويده بالكتب والنشرات والأشرطة المناسبة لمرحلته التي وصل إليها.
- تعريفه بأصدقاء مسلمين من أصحاب الأخلاق الفاضلة.