** مازلنا نتحدث عن صفات الله سبحانه وتعالي وأنه " ليس كمثل صفاته صفات " وأنه سبحانه وتعالي متفرد في صفاته .. فلا يوجد أحد من خلقة يعدله في صفاته .. ولا في ذاته (سبحانه وتعالي ) .. ولا في أفعاله .. وأقواله . ونتحدث اليوم عن صفة اخري من صفات ربنا سبحانه وتعالي وهي صفة " الصبر " وانه هو " الصبور" وقد تطلق هذه الصفة علي الانسان .. ولكن هيهات .. هيهات .. بين صبر الناس .. وصبر رب الناس .. فصبر الناس .. قصير.. محدود .. وصبر الله علي عباده لامحدود .. ولامقطوع .. وليس أدل علي ذلك من صبر الله سبحانه وتعالي علي خلقه .. الذين ينكرون وجودة .. ويجحدون رحمته .. ولا يشكرون نعمته التي تحيط بهم .. والتي لايستطيعون عدها .. ولا إحصائها .. وأكثر من ذلك أنهم يشتمون الله .. ويكذبونه (سبحانه وتعالي ) .. كما جاء في الحديث القدسي الذي رواه الرسول (صلي الله عليه وسلم ) عن ربه قال : " كذبنى ابن ادم ولم يكن له ذلك ؛ وشتمنى ولم يكن له ذلك؛فاما تكذيبه اياى فقوله ؛لن يعيدنى كما بدانى ؛وليس اول الخلق باهون على من اعادته ؛واما شتمه اياى فقوله ؛اتخذ الله ولدا وانا الاحد الصمد ؛لم الد ولم اولد؛ ولم يكن لى كفوا احد "
** وفي الحديث القدسي الأخر يقول ربنا (سبحانه وتعالي ) :" إنى والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، أرزق ويشكر سواى ، خيري إلى العباد نازل وشرهم إلىّ صاعد ، أتودد إليهم بالنعم وأنا الغنى عنهم ! ويتبغضون إلىّ بالمعاصى وهم أفقر ما يكونون إلى ، أهل ذكرى أهل مجالستى ، من أراد أن يجالسنى فليذكرنى ، أهل طاعتى أهل محبتى ، أهل معصيتى لا أقنطهم من رحمتى ، إن تابوا إلى فأنا حبيبهم ، وإن أبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب ، من أتانى منهم تائباً تلقيته من بعيد، ومن أعرض عنى ناديته من قريب ، أقول له : أين تذهب؟ ألك رب سواى ، الحسنة عندى بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة عندى بمثلها وأعفو ، وعزتى وجلالى لو استغفرونى منها لغفرتها لهم "
** ماأصبرك ربنا سبحانك علي خلقك !!!!! .. ماأصبرك علي جحودهم .. وتكبرهم .. وقلة أدبهم .. وتعنتهم .. وعبادتهم لغيرك .. وشكرهم لسواك .. وشرورهم .. ومعاصيهم لجلالك .. رغم علمهم أنك تراهم .. وتسمع كلامهم .. وتعلم سرهم ونجواهم .. ومع ذلك بكرمك .. وجودك .. ومحبتك لخلقك .. ترزقهم .. وتطعمهم .. وتسقيهم .. وتشفيهم .. وتجزل لهم العطاء .. وتغفر لهم ذنوبهم .. وتستر عوراتهم .. وتتودد إليهم بالنعم .. وتحبب إليهم الإيمان .. وتزينه في قلوبهم .. وتكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان .. أي صبر هذا ياربنا .. وأي رحمة هذه ياربنا .. وأي محبة لخلقك هذه ياربنا .. وأي كرم هذا ياربنا .. رغم أنك سبحانك القوي القادرعلي كل شيء .. لو أمرت الأرض لابتلعتهم في بطنها .. ولو أمرت البحار لأغرقتهم في معينها .. ولو أمرت الرياح لجعلتهم كالعصف المأكول .. ربنا لاتعاملنا بعدلك .. ولكن عاملنا بعفوك .. فإنك والله لوعاملتنا بعدلك ماذقنا رائحة الجنة .. واعف عنا واغفر لنا وارحمنا .. أنت مولانا فانصرنا علي أنفسنا .. وانصرنا علي القوم الكافرين .. أنت ربنا الذي " ليس كمثل صبره صبر" "وليس كمثل كلامه كلام " "وليس كمثل صفاته صفات ""وليس كمثل كرمه كرم " "وليس كمثله شيء " ....