* الحمد لله رب العالمين الذي " ليس كمثله شيء" لا في ذاته .. ولا في صفاته .. ولا في أفعاله .. فهو سبحانه وتعالي الواحد .. الأحد .. الفرد الصمد ..المتفرد في ذاته .. المتفرد في صفاته .. المتفرد في أفعاله . ونعطي مثالا أخرلتفرد الله سبحانه وتعالي في صفاته .. ولنختر " صفة العليم" ..أحيانا تطلق هذه الصفة علي الإنسان فنقول "هو عليم ببواطن الأمور" والله هو" العليم " وهيهات .. هيهات .. بين علم الانسان .. وعلم الله سبحانه وتعالي .. فعلم الإنسان المحدود .. القاصر.. الذي إن علم شيئا .. غفل علمة عن ملايين الأشياء .. حتي إنه لايعلم نفسه التي بين جنبيه .. وعلم الله لايحده حدود .. فهو عليم بكل شيء .. صفيره .. وكبيره .. والحجة الدامغة في ذلك .. علمها لنا ربنا في قوله تعالي : " أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (67/14) .. وهذه حجة منطفية .. وواقعية .. وعملية .. فالصانع لشيء يعرف كل شيء عن صنعته .. والمخترع يعرف كل كبيرة .. وصغيرة في اختراعة .. ويعرف عيوب .. ومحاسن هذا الاختراع .. فما بالكم بعلم الخالق الذي خلق كل هذا الكون بما فيه .. ومن فيه .." ألا يعلم من خلق" والإجابة المنطقية .. والمتوقعة عقلا " بلي يعلم". وقد ختم الله هذه الآية الرائعة بقوله سبحانه وتعالي : "وهو اللطيف الخبير" فالله سبحانه وتعالي رغم أنه الخبير.. العليم بقلوبهم .. ونواياهم .. ومقاصدهم .. وماتوسوس به أنفسهم .. وعليم بما تخفي صدورهم . ومع ذلك فهو لطيف بهم .. لايفضح أسرارهم للعباد .. لأنه يحب عباده .. لعلهم يعودوا إلي رشدهم .. ويتوبوا إلي بارئهم .. فيغفر لهم.
* ولنستعرض بعض من آيات ربنا .. كما علمنا سبحانه وتعالي لنبين علم الله الواسع .. الأبدي .. المحيط بكل شيء .. الذي يسمع .. ويرزق .. ويري .. دبيب النملة السوداء .. في الصخرة الصماء .. في الليلة الظلماء .. ويعرف مستقرها ومستودعها .. سبحانك ربنا في عظمتك .. وفي علمك .. وفي جمالك .. وفي جلالك .. وفي عدلك .. وفي رحمتك .. والله إننا لفخورين بأننا خلق من خلقك .. وأننا عبيد من عبادك .. وأننا عبيد إحسانك .. وأننا نعيش في نعمائك .. وإننا لا نجد من نفر إليه إلا إليك وحدك .
1) "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (6/59)
2) "وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (10/61)
3) "أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلامُ الْغُيُوبِ" (9/78)
4) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُون (43/80)
5) "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" (50/16)
6) "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (58/7)
7) "أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (6) (11/5-6).
* والله إن كل آية من هذه الآيات تحتاج إلي مجلدات لنري ما فيها من جمال ومعجزات لأنها كلمات من كلمات ربنا الذي " ليس كمثل كلامه كلام" " وليس كمثل صفاته صفات" "وليس كمثل علمة علم "