** إن القرآن الكريم هومعجزة هذا الكون .. إنه أكبر إعجازا من معجزة خلق السماوات والأرض .. إن الله سبحانه وتعالي خلق السماوات والأرض بكلمة صغيرة من حرفين .. كلمة " كن" فكان .. فما بالكم بكتاب معجز يحوي بين طياته آلاف الكلمات من كلام ربنا سبحانه وتعالي الذي " ليس كمثل كلامه كلام " "وليس كمثله شيء ".
** إن القرآن الكريم جاء بصيغ .. واساليب ..وصورا حسية .. وأمثال بلاغية لم يعرفها العرب .. بل أذهلت العرب .. وأعجزتهم عن أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم ليعض ظهيرا .. لقد ضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتدبرون .. ويفهمون .. ويتذكرون .. ويعرفون ربهم ولكن أبي أكثر الناس إلا كفورا .. لأنهم استحبوا العمي علي الهدي.. كما قال ربنا في كتابه الحكيم :
" وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا" (89) (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (27) (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا) (54)
واسمحوا لي أن استعرض أقل القليل من هذا الإعجاز المذهل الذي هو كلام الله الذي " ليس كمثل كلامه كلام "
لكي يبين الله لنا أن الكفر بالله .. والشرك به هو أكبر الكبائر.. وأكبر الجرائم وبالتالي يكون جزاؤه هو أكبر الجزاء .. الله سبحانه وتعالي يضرب لنا مثلا يوضح بها صورة ذلك المشرك فيقول سبحانه وتعالي : "وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ" (22/31) . إن الله يشبهه برجل خر من السماء ( فلنتأمل كلمة "خر") ولنا أن نتصور الحالة النفسية .. والخوف .. والرعب لهذا الرجل وهو يسقط من السماء ولايدري مامصيرة . فيلاحقة الله فيسلط الطير أن تخطفه.. أو يسلط الريح أن تهوي به الي مكان سحيق .. لايعلم به أحد . ياهول هذا المصير.. وياهول هذا المكان السحيق .
ومثل أخر لأعمال الرجل الكافر الذي كان يظن أن أعماله صالحة .. فيقول الله سبحانه وتعالي : "وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ" (39) . ويجب أن نتحسس الجمال .. والبلاغة في قول الله سبحانه وتعالي " والذين كفروا أعمالهم كسراب" " ولنقارنها بعبارة أخري " وأعمال الذين كفروا كسراب " لنجد أن كلام الله سبحانه وتعالي " ليس كمثل كلامه كلام". الله سبحانه وتعالي يشبه أعمال الكافر بالسراب الذي يجري وراءه الظمآن وتلهث .. وعندما يصل الي السراب لم يجده ماء .. فيلهث .. ويلهث .. ويزداد ظمأ .. ثم يكتشف ان هناك مفاجأة أخري .. أن الله سيحانه وتعالي الذي كان ينكره .. ولايؤمن به في الدنيا .. وجده أمامه فوفاه حسابه .. النار والعياذ بالله الواحد الأحد .. إن هذه صورة مبهرة .. والقرآن الكريم مليئ بالصور المبهرة .. العجيبة .. المذهلة .. لأنها كلام الله المعجز الذي " ليس كمثل كلامه كلام"