بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------
من هم المسلمون؟الجزء الثلاثون
-------------------------------
زوجات الرسول()-4
----------------------
وكانت أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها وهى ابنة عمة الرسول() هى سابعة زوجاته()،وكان قد سبق واختار لها زيد ابن حارثة رضى الله عنه زوجا لها،وكان زيد رضى الله عنه فى حكم كونه ابن رسول الله() بالتبنى،وأخبرت رسول الله() أنها لا ترضاه لنفسها حيث أنها شريفة قرشية،ولكن رسول الله() قال لها أنه يرضاه لها ونزل فى ذلك قول الله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم،ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)،صدق الله العظيم،36-سورة الأحزاب،فتزوجت من زيد رضى الله عنهما ليقضى الله أمرا كان مفعولا،ما كان يعلمه رسول الله()،وبعد مرور نحو عام على زواجهما حدثت بينهما خلافات فذهب زيد رضى الله عنه الى رسول الله() يستأذنه فى طلاقها فنصحه بقوله():أمسك عليك زوجك-البخارى،ولكن الخلافات بينهما تصاعدت فطلقها زيد،فنزل أمر الله سبحانه الى رسول الله() بالزواج منها رضى الله عنها فى قول الله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم اذا قضوا منهن وطرا،وكان أمر الله مفعولا)،صدق الله العظيم،37-سورة الأحزاب.
وهنا علم رسول الله(ص) أن ما حدث كان باذن الله ليرسخ تشريعا لأمة الاسلام فى عدم تحريم أزواج الأدعياء اذا قضوا منهن وطرا،على خلاف تحريم أزواج الأبناء من الأصلاب تحريما أبديا اذا قضوا منهن وطرا.
وكانت رضى الله عنها فرحة وسعيدة بزواجها من رسول الله()،وكانت تتفاخر بين أزواجه أنهن تزوجن رسول الله() برغبته،بينما تزوجته هى بأمر من الله سبحانه من فوق سبع سماوات،وكان معروف عنها الطيبة وكثرة العبادات وحب الانفاق على الفقراء والمساكين أيضا،وكانت رضى الله عنها أول من ماتت من أزواج رسول الله من بعد موته().
وجاءت أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث رضى الله عنها ثامنة أزواج رسول الله().
فلما عاد رسول الله(ص) من غزوة يهود بنى المصطلق الذين كانوا يتجمعون تحت قيادة سيدهم الحارث ابن أبى ضرار الذين ما ان علم المسلمون بأمرهم خرجوا اليهم وعلى رأسهم رسول الله()،فلما أحس بنو المصطلق بانكشاف خديعتهم هرب الكثير منهم،واستمر ما تبقى مع الحارث،فهزمهم المسلمون وأسروا منهم الكثير من النساء وكان من بينهم ابنة سيد بنى المصطلق وكان اسمها حينئذ برة بنت الحارث،وعند توزيع الغنيمة كانت من نصيب الصحابى ثابت ابن قيس الذى قايضها بالذهب فقالت له أنها بالأسر ولا يمكنها تدبير ذلك الذهب فرفض اطلاقها،فذهبت الى رسول الله() تشتكى اليه ما بها وكان جالسا عند أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها،فلما علم أنها بنت سيد قومها خيرها أن يدفع عنها ما طلبه الصحابى ثابت ابن قيس على أن تتزوج من رسول الله() فوافقت،وأسماها رسول الله() جويرية بدلا من برة فوافقت،فلما علم الصحابة فرحوا بذلك وقالوا أن ما كنا لنسبى أصهار رسول الله() وأطلقوا كل سباياهم،فكانت سببا فى تحرير كل قومها من السبى.
وكان أبوها يجهز الفدية لاطلاقها فجمع كل ابله الا اثنتين خبأهما فى شعب من واد ولم يكن معه أحدا من قومه،فلما أتى رسول الله() ليعلمه باحضار الفدية لاطلاق ابنته،فسأله رسول الله أن يخير ابنته بين ذلك وبين أن تتزوج برسول الله فاختارت رسول الله() بعد أن شرح الله صدرها للاسلام،ثم سأل رسول الله() أباها عما خبأ من ابل فى شعب كذا فى وادى كذا فتعجب الرجل فلم يكن معه من أحد فأخبر رسول الله() قائلا:والله انك لنبى،ونطق الشهادتين أمام رسول الله() فدخل أغلب قومه فى الاسلام من فورهم،فكانت وأبوها سببين لتحرير قومهما من السبى وشرح الله بهما صدور قومهما الى الاسلام.
وكانت أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث رضى الله عنها فى العشرين من عمرها لما تزوجت برسول الله(ص)،وكانت رضى الله عنها كثيرة العبادة والصلاة والقنوت،ومن ذلك قول رسول الله() اليها:لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت لوزنتهن،سبحان الله وبحمده،عدد خلقه،ورضا نفسه،وزنة عرشه،ومداد كلماته،وكانت قد روت عن رسول الله() بعض أحاديثه الشريفة،وتوفيت بعد رسول الله() وهى فى سن الخامسة والستين أو فى السبعين من عمرها رضى الله عنها.
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.