السؤال:
هل يصح أن أسمح لابنتي البالغة من العمر 16 عاماً أن تبيت مع صديقتها الغير مسلمة في بيتهم ؟ علماً أنه لا يوجد أحد من الذكور في البيت ، فليس هناك من أحد إلّا هي وأمّها .




الجواب :
الحمد لله
أولا :
لا يجوز للمسلم أن يتخذ الكافر صديقا ووليا ؛ لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) المائدة/51 ، وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) آل عمران/118 ، إلى غير ذلك من الآيات التي تنهى عن مودة الكافرين واتخاذهم بطانة وأولياء .
وروى أبو داود (4832) والترمذي (2395) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ ) والحديث صححه ابن حبان وحسنه الألباني في صحيح أبي داود .
والصداقة والصحبة تجلب المودة والحب والرضا ، وذلك لا يجوز بذله للكافر .
ولا نعني بهذا المقاطعة التامة بين المسلمة والكافرة ، بل لها أن تزورها وتعودها وتهديها هدايا – من غير مودة قلبية ولا مشاركة في أعيادهم - ، وتقصد بمثل هذه الزيارات والهدايا دعوتها للإسلام ، وقد فعل ذلك نبيُّنا صلى الله عليه وسلم ، وينظر : سؤال رقم (23325) .
وعليه : فينبغي أن تشرح لابنتك ضوابط التعامل مع غير المسلمين ، وأن تنمي في شعورها الاعتزاز بدينها والتمسك بأوامره ، ولو خالفت هوى النفس ورغباتها ، وأن تصرفها عن فكرة المبيت خارج بيتها ، فإن المبيت عند الغير لا يكون إلا عن صداقة حميمة ، ومودة كبيرة ، وقد تقدم أن هذا يمنع منه المسلم مع غير المسلم ، وربما وقع في قلبها شيء من أعمالهم أو أحوالهم ، فتتأثر بها من حيث لا يشعر ، ومفاسد الخلطة الزائدة مع غير أهل الالتزام كثيرة ، فكيف بغير أهل الدين ؟!
والله أعلم .