بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------
من هم المسلمون؟الجزء الثامن والعشرون
----------------------------------------
زوجات الرسول()-2
-----------------------
وكان زواج رسول الله من السيدة عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنهما هو تأصيل وتعميق وتقدير لصداقة رسول الله() لأبيها الذى لما سئل رسول الله():من أحب الناس الى قلبك؟،قال():عائشة،فسألوا:ومن الرجال؟،قال():أبوها.
وليس ما نستعرضه تأريخا ولكنه تعريف بالطاهرات أمهاتنا بشهادة رب العالمين الى يوم القيامة وهن أزواج الطاهر الكريم وخير خلق الله أجمعين رسول الله محمد ابن عبد الله()،فقد قال رب العالمين:بسم الله الرحمن الرحيم(النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم،وأزواجه أمهاتهم)،صدق الله العظيم،6-سورة الأحزاب ورضى الله عنهن جميعا،فاننا نرى بيننا من لا يعرفهن ولا يعرف أسماء بنات الرسول الكريم() بينما يعرف أسماء أخريات لسن من أولى أرحامه وهن أدنى قيمة ومقاما منهن رضى الله عنهن.
ولم يكن سبحانه ليزوجهن رسول الله() الا ان كن أطهر الطاهرات،ولم يكن الله سبحانه ليشرفنا بأموماتهن الا ان كن أطهر الطاهرات،فانهن بشهادته أمهاتنا وأمهات المؤمنين كافة الى يوم القيامة رضى الله عنهن جميعا.
وقد علمهن خالق كل شىء قبل كل شىء،وعلم كل شىء عنهن وزوجنهن لحبيبه وحبيبنا عن رضا منه وبركة،ولم يكن سبحانه ليرضى لرسوله() ولا لنا النقيصة فى احداهن،فهن جميعا شرفنا وشرف لنا الى يوم القيامة.
وجاءت السيدة حفصة بنت عمر ابن الخطاب رضى الله عنهما لتكون رابع زوجة لرسول الله،والذى جاء زواجه() بها تتويجا للحب فى الله الذى كان يربط رسول الله() بأصحابه رضى الله عنهم ومنهم أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضى الله عنه،الذى لما قال رسول الله():لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما،فقال عمر رضى الله عنه:والله يا رسول الله انى لأحبك أكثر من الدنيا ومن ولدى الا من نفسى،قال():لا يا عمر،فراجع عمر رضى الله عنه نفسه ثم قال عن يقين:والله يا رسول الله انك لأحب الى من الدنيا ومن ولدى ومن نفسى،فقال رسول الله():الأن يا عمر.
وكانت السيدة حفصة رضى الله عنها قد ترملت عن رجل شهد الهجرتين وشهد غزوة أحد ومات بعد ذلك من اصابة أصابته فى غزوة أحد،وكانت فى العشرين من عمرها فتألم أبوها لذلك فأراد أن يزوجها أحد أصحابه الكرام رضى الله عنهم،فعرضها على أبى بكر رضى الله عنه فلم يجبه برد،ثم عرضها على عثمان ابن عفان رضى الله عنه فاعتذر بأنه لا يرغب فى الزواج فى يومه،فاشتكى عمر رضى الله عنه الى رسول الله(ص) الذى قال له:يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هى خير من حفصة،ثم خطبها لنفسه()،فزوجه بها عمر رضى الله عنهما.
فلما لقى عمر أبا بكر رضى الله عنهما بعد زواج رسول الله بأم المؤمنين حفصة رضى الله عنها قال له أبو بكر:لا تأخذ على،فان رسول الله() كان قد ذكر حفصة أمامى ولم أكن لأفشى سر رسول الله()،ولو تركها لتزوجتها.
وكان جبريل رضى الله عنه قد قال لرسول الله() عنها:انها الصوامة القوامة،وقال انها زوجتك فى الجنة بشارة بزواجه منها() رضى الله عنها.
ونقلت عن رسول الله(ص) أحاديثا وعن أخلاقه فى بيته الى الناس كافة ليكون ذلك دليل تأسى برسول الله،ومن ذلك قولها:كان رسول الله() اذا أوى الى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده ويقول(ص):رب قنى عذابك يوم تبعث عبادك،ثلاث مرات.
وكانت رضى الله عنها قد احتفظت بنسخة القرأن المكتوبة التى أمر عمر رضى الله عنه بجمعه،ثم من بعده سلمتها الى عثمان رضى الله عنه لما سألها عنها،فأخذها واطلع عليها هو والصحابة ثم أعادها اليها رضى الله عنهم جميعا.
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.
المصدر: hussein atallah