بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------
من هم المسلمون؟الجزء 26-27
-------------------------------
زوجات الرسول(ص)-1
----------------------
وكان زواج رسول الله من أكثر الموضوعات اثارة للجدل عند المستشرقين رغم أن الرد عليهم هو رد بسيط ومنطقى لمن أراد اظهار الحق للحق وليس جدلا يريد اخفاء الحق أمام الباطل.
فرسول الله تزوج أول أزواجه أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها وهو ابن الخامسة والعشرين من عمره،بينما كانت هى رضى الله عنها فى سن الأربعين،وكانت ثيبا غير بكر،رغم أنها كانت عزيزة وحبيبة لرسول الله فكانت له بمثابة الزوجة والحبيبة والأخت والصديقة والأم الحنون،كل الصفات الجميلة فى زوجة واحدة،واستمر على زواجه منها على مدى خمسة عشر عاما قبل البعثة وعشرة بعد البعثة،أى على مدى خمسة وعشرين عاما من عمره حتى أصبح فى سن الخمسين ،وكان قد قضى معها تلك المدة من عمره راضيا عنها محبا مخلصا،حتى أنه ظل أعزبا بعد وفاتها لمدة عامين احتراما وتكريما لها رضى الله عنها،وكان الله سبحانه قد رزق رسول الله() منها بكل بناته وأبنائه رضى الله عنهم الا ابنه ابراهيم رضى الله عنه فكان من السيدة ماريا القبطية المصرية رضى الله عنها.
وهذا يبين لنا أن رسول الله() قد قضى أوج شبابه محبا مخلصا لها،بل وأمضى عامين بعد وفاتها أعزبا تقديرا لها ولأبنائه منها رضى الله عنهم أجمعين.
وبالتالى فلا سبيل للحديث عن شهوة جائشة كما يدعون فى زيجاته اللاحقة.
وكانت السيدة خديجة رضى الله عنها هى أول من أسلم مع رسول الله قاطبة.
وقد قال الرسول فى حديث صحيح عن النساء:(كملت من النساء أربع،فسأله الصحابة رضوان الله عليهم:من هن يا رسول الله؟،فقال:أسيا امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد)،صدق رسول الله().
وكانت ثانى أزواجه أم المؤمنين السيدة سودة بنت زمعة رضى الله عنها بعد عامين من الهجرة الى المدينة المنورة،وكانت فى السادس والخمسين من عمرها،أى أنها كانت تكبره بخمس سنوات،وكانت أول أرملة فى الاسلام،وأراد رسول الله أن يكرمها وأمثالها من نساء المسلمين اللائى ترملن بعد استشهاد أزواجهن فى غزوات الاسلام الأولى،فابتدأ بنفسه بتكريم أرامل الشهداء ليكون قدوة للمسلمين فيحذون حذوه .
ثم جاء زواج رسول الله() بأم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنهما،ليزداد جدل المجادلين،وليمحص الله صدور قوم مؤمنين.
فثار جدالهم حول سن زواجه بها،وكان أفضل ما استقر عليه الرأى أنها كانت قد ولدت قبل البعثة المشرفة بأربعة أعوام،أى أن زواجها برسول الله قد جاء وهى بنت السادسة عشرة أو الثامنة عشرة من عمرها.
وأيا ما كان عمرها فما كان رسول الله ليبتدع بدعة فى قومه،فقد تزوجها فى سن مسموح به عرفا ومنطقا فى وقته،ولم يكن زواجا غريبا ولا متفردا الا فى كونه زواج رسول الله من بكر شريفة طاهرة رضى الله عنها.
وكانت كل أزواج الرسول رضى الله عنهن ثيبات طاهرات،أما أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنهما فكانت الوحيدة بينهن بكرا طاهرة.
وعاشت رضى الله عنها من بعده اثنين وأربعين عاما تنشر العلم الذى تعلمته من رسول الله والأحاديث،فكانت أعلم الناس بالفرائض والنوافل.
أما ما ثار حولها من جدل فهو من كيد ابليس وأعوانه من الانس والجن خاصة بعد أن سأل الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله():من أحب النساء الى قلبك؟،فقال( ):عائشة،فسألوه:ومن الرجال؟،فقال :أبوها.
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.