أي الحرارتين أعظم ؟


{ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً }

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

www.albahre.com
أما بعد : فيا عباد الله /
تألمتُ وتألم غير من حرارة الصيف ، فتذكرت حينها حرارة النار فتأملت كلام الله جل وعلا فرأيت أن هناك فرقا بين الحرارتين بل فروقا بل لا مقايسة ولا مضاهاة ولا مشابهة ، فشتان بين الحرارتين ، وعمدت في هذه الخطبة ألا أزيد على كلام الله عز وجل ، حتى نعلم أن أعظم ما توعظ به القلوب هو كلام الله عز وجل ، وأن من أراد الحل لكل مشكلة فهو في كلام الله ، وأن من أراد العلاج لكل مرض وداء فهو في كلام الله جل وعلا ، فتأملت كلام الله فوجدته أحسن الحديث لما تحدث عن هذه النار وعن حرارتها ، هذه النار – عباد الله – حذَّر الله منها ورهب في آيات كثيرة ، قال جل وعلا { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ }البقرة24 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً }التحريم6 ، قال تعالى {فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى }الليل14 ، ناراً تتلهب ، تتوقد ، هذه النار – عباد الله – وما بها من الحرارة لو أمعنا النظر فيها وما يصيبنا في هذه الأيام لوجدنا أن هذه الحرارة التي تطل علينا في هذه الأيام هي حرارة زائلة فانية ليست بضارة ، قال جل وعلا { قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }التوبة81 ، هذه النار سماها الله عز وجل بالنار الكبرى لأنها أعظم من نار الدنيا ، لأن نار الدنيا هي النار الصغرى { الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى }الأعلى12 ، وأوضح عز وجل أن هذه النار يُؤتى بها يوم القيامة { وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}الفجر23 ، وأقسم عز وجل أن البشر سيرون هذه النار عيانا بيانا { لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ }التكاثر6 ، أي نار ؟ نار صالية مصلية ، قال عز وجل { تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً }الغاشية4 ، { وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ }التكوير12 ،{ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً }الإسراء97 ، ولذا سماها الله عز وجل بجنهم لشدة غلظتها وعظيم عذابها ، وسماها الله عز وجل بالحطمة لأنها تُحطِّم أصحابها ومن يقع فيها { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ }الهمزة5 ، وسماها الله عز وجل بالسعير { إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً}الأحزاب64 ،وسماها الله عز وجل بسقر { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ}المدثر26، ولذا ترى أهل النار كما بيَّن جل وعلا يندمون على ما فرطوا وقصروا في طاعة الله عز وجل { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ{10} فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ{11} ، بل إن العجب من يقتحم محارم الله فكيف له أن يصبر على نار جهنم الله ! قال عز وجل { فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ }البقرة175 ! أسلوب تعجب ، يستمتع الإنسان في هذه الدنيا بما حرَّم الله جل وعلا ولكن والله لا خير في لذة تعقبها والحسرات والنيران ، قال تعالى { قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ }إبراهيم30 ، فحذاري حذاري من نوعي الشياطين من شيطان الجن ومن شيطان الإنس ، لأن هذين الشيطانين يدعوان ابن آدم إلى هذه النار ، قال عز وجل عن الشيطان { إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }فاطر6، وقال عز وجل عن شيطان الإنس الذي يغوي صاحبه في هذه الدنيا { وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ }غافر41 ، فإذا استجاب العبد لهذين الداعيين فماذا يحل به ؟ تحل به خسارة ، يخسر ماله ؟ يخسر جاهه ؟ لا ، إن أعظم ما يخسره ابن آدم أن يخسر نفسه بأن يوقعها في نار جنهم ، كما قال تعالى في آيات كثيرة { خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ }المؤمنون103 .
وبيَّن عز وجل أن هذه النار تحيط بأصحابها { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ }التوبة49 ، بل يوردون إليها عطاشا {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً }مريم86، ويوقفون عليها من خارج النار قبل أن يوقعوا فيها أو يقذفوا فيها ، يقفون عليها وقد جثوا على الركب { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً }مريم68 ، احضروا فتندموا فيما بينهم { وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{27} بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ{28}
ولابد أن تُورَد هذه النار ، لابد أن يردها كل إنسان ، قال جل وعلا
{ وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً{71} ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً{72} ، يمكن أن يتصبب بعضنا الآن في ثنايا هذه الخطبة عرق ويتذمر من ذلك ، فهلا تذكر أحدنا ما هو أعظم مما نحن فيه الآن ؟
بل إن جهنم تُصدر أصواتا مزعجة مخيفة مهولة إذا رأت أهلها أصدرت هذه الأصوات { إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً }الفرقان12 ، { تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ }الملك8 ، تكاد أن تتقطع النار من الغيظ حنقا على أهلها وأصحابها .
نارٌ ما مصدر إيقادها ؟ البشر والحجارة كما قال عز وجل { وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }البقرة24 ، { وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً }الجن15 { إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ{71} فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ{72}
عذاب محرق { وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ }آل عمران181 ، جهنم فيها كي ، فيها ما يُكوى به بعض أهلها { يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ }التوبة35 ، نار توعد الله عز وجل أهلها ، ومن بين هذا الوعيد أن الله عز وجل يملأ هذه النار { لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }هود119، تطلب المزيد حتى يضع الرب عز وجل قدمه فيها فينزوي بعضها في بعض فتقول قطٍ قطٍ ،أي كافيني { يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ }ق30 .
وهذه النار أهلها يتشاجرون فيما بينهم ، الغاوون يتخاصمون فيما بينهم فيها ، كما قال عز وجل { كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا }الأعراف38 ،{ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ }غافر47 ، نارٌ شُدد في حرارتها إلى درجة أن أبوابها عليها مؤصدة حتى يأتي أهلها فلا يخرج شيء من حرارتها حتى يقدم عليها أهلها ، كما قال عز وجل { وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }الزمر71 ، وإذا دخلوا فيها بالقذف كما قال عز وجل { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً }الطور13 يدفعون دفعا ، تؤصد عليهم الأبواب إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ{8} فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ{9} أغلقت تلك الأبواب بأعمدة ممددة ، فلا يخرج منهم شيء ولا يدخل إليهم خير ، وهي سبعة أبواب كما قال عز وجل { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ{43} لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ{44}
بل إن من عظيم ما يعذب به أهل النار أن الله سبحانه وتعالى جعل خُزَّانها من الملائكة حتى لا تصل الرحمة إلى قلوبهم لأصحابها { وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً }المدثر31 أي ملائكة ؟ { عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6
يستعطفون خزنتها فلا تكون هناك رحمة { وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ }غافر49 ، يدعون رئيس خزانها بأن يقضي الله عز وجل عليهم – فلا جواب مفرح - {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ }الزخرف77 ، يدعون الله عز وجل يـ {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ }المؤمنون107 ما الجواب ؟ { قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ }المؤمنون108 ، فهل من عظة ؟ هل من ذكرى لقلوبنا ؟ والله لقد قامت الحجج علينا ، يصور الله عز وجل هذه النار لنا كأنها رأي عين ، وأي نار ؟ يتصبب وجهي الآن من بعض العرق ، وكذلك بعضكم ، أما تذكر ما يُصيب الوجوه من تلك الحرارة ، قال عز وجل {نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى }المعارج16 تنزع جلدة الرأس {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ{26} وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ{27} لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ{28} لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ{29} لبشرة ابن آدم { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ{30}
نار ليست من تحت وليست من فوق ، بل من كل جانب { لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ }الأعراف41، { لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ }الزمر16 { وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ{41} فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ{42} وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ{43} لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ{44} .
ما هي هذه القلوب الغافلة التي قرأت كلام الله عز وجل ولم تنتفع به ؟
{ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ{32} كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ{33} ، بل كما أوضح عز وجل أن أهلها في مكان منها يضيق عليهم فيها كما قال تعالى { وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً{13} لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً{14} قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيراً{15}
وأهلها يُسلسلون { وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ }إبراهيم49 {إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً }المزمل12 .
ما الطعام ؟ { وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً }المزمل13 ، طعام يقف في الحلق من شجر الزقوم { إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ{43} طَعَامُ الْأَثِيمِ{44} كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ{45} كَغَلْيِ الْحَمِيمِ{46} ، ويمزج بالماء الحار ، كما قال عز وجل { تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ }الغاشية5 ، أي قد تناهت في الحرارة{ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ }الكهف29 ، { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ }الرحمن44 .
ما الثياب ؟ من النار { فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ }الحج19
لا حياة سعيدة ينعمون بها ، ولا موت يتخلصون به من هذا العذاب ، حياة سرمدية بائسة { لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى }طه74 { وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ }فاطر36 { وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ }إبراهيم17 ، ولذلك تأكلهم النار حتى تصل إلى أفئدتهم ، فإذا وصلت النار إلى أفئدتهم أعيدوا مرة أخرى في الخلقة {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ }الهمزة7 ، تُذهب هذا البدن كله فإذا وصلت النار إلى الفؤاد أعيد الخلق مرة أخرى ، فأين العقلاء ؟ العقلاء هم عباد الرحمن ، كما قال عز وجل { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً }الفرقان65 ، هؤلاء هم العقلاء ، العقلاء من قال الله عز وجل عنهم { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }آل عمران191 .
فيا – عبد الله – ماذا تريد ؟ من أي الصنفين تكون ؟
{ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ{200} وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{201} أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ{202}أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بكلام ربنا وبسنة نبينا عليه الصلاة والسلام .