بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الأونة الأخيرة انتشرت شبهات واهية عن اخلاق سيد الأخلاق محمد صلى الله عليه وسلم
ويجب علينا الحرص على تفنيدها مهما كانت ضعيفة وغير منطقية ولا تمت للصحة بصلة
ونبدأ مع اول الشبهات
1- محمد يسب ويشتم ويلعن الناس
صحيح مسلم - كتاب البر و الصلة و الآداب - باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه
حديث 4705
حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا
الرد :
أثبت البخاري في صحيحه برقم 5571 عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال : لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لأحدنا عند المعتبة ( ما له ترب جبينه)
و عليه فمن الظلم البيّن أنينسب وصف ما لرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بناءً على موقفٍ واحدٍ له تفسيره الصحيح فالوصف لا يلحق بالموصوف إلا بأن يكون عادة متأصلة فيه اشتهر بها و هذا لم يكن أبداً
ثانيًا : إن اللومَ في هذا الموقف لا يقع على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - بل يقع على الرجلين اللذين أغضبا رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ، و قد قال سبحانه وتعالى:(وَمَا كَانَ لَكُمْأَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ...) (الأحزاب53) .
ثالثًا : إن المعترض بنى اعتراضه على أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قد لعن الرجلين بغيرِحقٍ لقولِه في الحديثِ : " فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا…."
وهذا الفهم باطل يقيناً و قد أورد العلماءُ الردود على هذا وأرجحهاما نقله الإمام النووي في شرحه لمسلم :
أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى وفي باطن الامر ولكنه في الظاهر مستوجب له فيظهر له صلى الله عليه و سلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية ويكون في باطن الامر ليس اهلا لذلك وهو صلى الله عليه و سلم مأمور بالحكم بالظاهر والله يتولى السرائر
الشبهة الثانية
2-ثكلتك أمك
سنن ابن ماجه - كتاب الفتن - باب كف اللسان في الفتنة
حديث 3963
حدثنا محمد بن أبي عمر العدني حدثنا عبد الله بن معاذ عن معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عظيما وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ النار الماء وصلاة الرجل من جوف الليل ثم قرأ تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ جزاء بما كانوا يعملون ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى فأخذ بلسانه فقال تكف عليك هذا قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم
الرد :
إن هناك سؤالاً يطرح نفسه هو هل قول النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- : " ثكلتك أمك " سب منه صلى الله عليه وسلم لأصحابِه رضي الله عنهم كما فهم أصحابُ الشبهةِ ؟ الجواب : ليس في ذلك سب قط لماذا ؟ لأن تلك الكلمات كانت تجري على ألسنةِ العرب ولا يراد بها الدعاء أو السب ، وبالمثال يتضح المقال : الدارج عندنا في مصرَ أنك إذا رأيت شخصًا يتصرف تصرفًا غريبًا وهو صاحبك ، أو صديقك ، أو أخوك تقول له: (يخرب بيتك)! أنت لا تقصد أن تدعو عليه بخرابِ بيتِه ، ولا تقصد أن تسبه ؛ لكنها عبارة شائعة عند المصريين .
يتبع (ان شاء الله)
المفضلات