الفكرة الذي يطرحها من يعتبرون أن وجود يسوع المسيح هو خرافة يأخذ صيغة التسائل عن إمكانية إثبات وجوده خارج الأناجيل أو بمعزل عنها مع العلم أن كاتب سفر أعمال الرسل هو نفسه كاتب إنجيل لوقا أو هكذا ساد الإعتقاد بين العلماء المختصين في هذا المجال, ولايوجد ما يمنع من ظهور آراء مخالفة ولكن بالمجمل إتفقت آراء العلماء المختصين بدراسات العصور القديمة والأديان فيها على ذالك. سفر أعمال الرسل هو أساسي في إثبات وجود يسوع المسيح تاريخيا من خارج دائرة الأناجيل الأربعة التي تعتبر عند أمثال هؤء مصدرا غير موثوق به.
ولست أدري سبب التركيز على إثبات وجود يسوع المسيح خارج الأناجيل أو بمعزل عنها هو في رأي طلب غير علمي وليس فيه إنصاف للأناجيل الأربعة والتي يمكن وبكل أريحية إثبات وجود يسوع المسيح تاريخيا عن طريقها بمعزل عن باقي كتب العهد الجديد أو إثباتات خارجية أخرى وإن كان وللإنصاف هناك عدم إتفاق على تفاصيل شخصية يسوع المسيح من الناحية التاريخية ولكن هذا لا يعني أنه شخصية أسطورية وأنه غير موجود.في موضوع قادم قد أتناول بالتفصيل شخصية يسوع المسيح من ناحية تاريخية وكيف أنه يمكن إثبات وجوده بالإستناد إلى الأناجيل الأربعة وحدها ولكن لتركيز الرد على من يتسائلون عن إمكانية إثبات وجوده خارج الأناجيل فقد خصصت الموضوع للتحدث عن تلك النقطة تحديدا.خارج الأناجيل أو بمعزل عن الأناجيل يشمل رسائل بولس متضمنة الرسالة إلى العبرانيين رغم أن عليها إختلافا بين العلماء المختصين, رسالة يعقوب, رسائل بطرس, رسائل يوحنا, رسالة يهوذا وسفر رؤيا يوحنا. كما تتضمن عبارة بمعزل عن الأناجيل مصادر مسيحية من مؤرخين ورجال دين من المدافعين عن الإيمان المسيحي أو قد يكونون معارضين له ومصادر غير مسيحية يهودية أو وثنية.قبل أن أدخل في صلب الموضوع أحب أن أنوه أن إنكار وجود يسوع المسيح تاريخيا هو أمر ليس معاصرا وليس متعلقا بالعصور القديمة بل هو مستحدث بداية القرن الثامن عشر تقريبا في فرنسا حيث أنه في العصور القديمة, دافع العشرات من الرجال عن الإيمان المسيحي مثل جستين مارتر(Justin Martyr) وترتليان(Tertullian) وأوريجانوس(Origen) في وجه من أنكروا على المسيحيين أمورا عقائدية ولكنهم لم ينكروا عليهم يسوع المسيح أو يقول أحدهم أنه شخصية أسطورية. بل أن هناك شخصيات غير مسيحية ذكرت المسيح والمسيحية منها كرجل الدين اليهودي ترايفو(Trypho) وهناك خلاف على كونه شخصية غير حقيقية وسيلس(Celsus) الذي إتهم المسيحيين بتحريف نصوص كتابهم المقدس حيث رد عليه أحد آباء الكنيسة أوريجانوس(Origen) وإقتبس فقرات مطولة من كتاب سيلس(Celsus). وعلى الرغم من كمية النقد خصوصا من الناحية التاريخية التي قد توجه إلى كل تلك الشخصيات إلا إنها تبقى غير ذات علاقة بأن يسوع المسيح شخصية أسطورية أو غير حقيقية.إذا حاولنا أن نجد نقطة بداية لهذا الموضوع فإن أي دارس لأي شخصية تاريخية وليس فقط يسوع المسيح سوف يتسائل عن أدلة ملموسة على وجود تلك الشخصية التاريخية, في حالة يسوع المسيح لا يوجد أدلة ملموسة(مادية) على وجوده ولكن هذا ليس له علاقة بالسؤال إن كان موجودا أم لا. كفن تورينو لا يعد دليلا حاسما حيث ثار حوله الكثير من الجدل وهناك من يقول أنه قد يكون عملا من رسم ليوناردو دافينتشي.نقصان أدلة مادية على وجود يسوع المسيح لا يعد دليلا ملموسا على وجوده من عدمه حيث أنه بشكل عام من الصعب العثور على آثار أشخاص من الحقبة التي عاش فيها يسوع المسيح من عد ا الطبقة الأرستقراطية حيث تميزت بيوتهم بالفخامة وضخافة الحجم ويتم دفنهم في مدافن خاصة تميزت بالحجم وتوابيت حجرية منقوشة ومزخرفة.نقطة أخرى يطرحها من يقولون بأنه لا يمكن إثبات وجود يسوع تاريخيا هي عدم وجود كتابات ليسوع بخط يده وهي إن كانت ليست دليلا على عدم وجوده ولكنها جدلية وسوف أبقيها لموضوعي القادم المتعلق بيسوع المسيح والأناجيل, فهل كان يسوع المسيح أميا, لا يعرف القرائة أو الكتابة؟ مع ملاحظة أنه هناك المئات من الشخصيات في العصور القديمة لايوجد لها كتابات بخط اليد فهل هذا يعني أنها غير موجودة؟ هل هناك كتابات بخط يد نبي الله موسى في حوزة اليهود؟ هم ينسبون له الأسفار الخمسة الاولى من العهد القديم ولكن لا يوجد نسخة أصلية لها بخط يده فهل هذا يعني أنه شخصية أسطورية؟ مع ملاحظة إنتشار الأمية وقلة التعليم من عدا الطبقة الأرستقراطية وطبقة الكهنة ورجال الدين.وحتى يكون النقاش حول يسوع المسيح مع من ينكرون وجوده منطقيا فعليهم أن يحددوا نقطة الإرتكاز في إنكارهم والمشكلة أنهم لا يفعلون ذالك. فأحد إدعائاتهم أن مؤرخين كانوا معاصرين لحقبة يسوع المسيح أو في القرن الأول الميلادي لم يذكروا شيئا عن يسوع المسيح مثل المؤرخ بيلتون(1م-79م), المؤرخ بولتارخ(20م-100م), المؤرخ سالتوني(65م-70م) وهي الفترة التي مكثها في فلسطين, المؤرخ بيلتيوس الصغير(60م-113م), بوست من طبرية, فيلون الإسكندري, جوزيفيوس فيلافيوس وسينيكا وتاست وغيرهم من المؤرخين والفلاسفة. ولكن النقطة المهمة هنا والتي سوف أمر عليها سريعا هي أن هناك عشرات الأشياء والشخصيات التي لم يكتب عنها هؤلاء فهل هذا يعني أنها غير موجودة؟ وهل وصلت لأيدينا الكتابات الأصلية لجميع المذكورين بخط أيديهم؟
سوف أذكر الآن المصادر من خارج الأناجيل التي تثبت وجود الوجود التاريخي لشخصية يسوع المسيح وهي تنقسم إلى جزئين: مصادر غير مسيحية وهي تنقسم إلى رومانية ويهودية, ومصادر مسيحية وهي تنقسم إلى مؤرخين وفلاسفة وأدباء الكنيسة في قسم وكتابات العهد الجديد بإستثناء الأناجيل الأربعة في قسم آخر.
يرجى زيارة الرابط التالي للإطلاع على تتمة الموضوع:
http://koranandbible.blogspot.ca/201...post_7843.html