هل اغتصب أبو بكر الخلافة من علي- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- ؟!
هل اغتصب أبو بكر الخلافة من علي- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- ؟!
مازلت الشيعة الرافضة وغيرهم يقولون : إن عليًّا t أحق بالخلافة بعد رسول الله من أبي بكر t الذي اغتصب منه الخلافة.... وقد استندوا على ذلك بما جاء في بعض رواياتهم ظلمًا وزورًا وكذبًا...
فهل حقًا اغتصب أبو بكر الخلافة من علي- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- ، وكان عليًّا يبغضه كما يدعي الشيعةُ...؟!
الرد على الشبهة
أولاً : إن أبا بكر t هو الخليفة الشرعي بعد رسول الله r بإجماع المسلمين ، ولم تظهر مثل هذه الادعاءات إلا في زمن عثمان t حين ظهرت الفتن... فما كان يقال مثل هذه الأقاويل في عهد أبي بكر وعمر....
والثابت عكس هذه الادعاءات الكاذبة ... وذلك من وجهين :
الوجه الأول : استنتاجٌ من كلام النبي r أن أبا بكر t سيخلفه من بعده ....
وذلك في الآتي:
1- صحيح البخاري برقم 6813 حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي وَعَمِّي قَالَا حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَنَّ أَبَاهُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ
أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ rفَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ فَأَمَرَهَا بِأَمْرٍ فَقَالَتْ أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ لَمْ أَجِدْكَ ؟ قَالَ: "إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْر"ٍ.
زَادَ لَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ :كَأَنَّهَا تَعْنِي الْمَوْتَ.
نلاحظ : إن النبي r أوكل أمره بعد موته إلى أبي بكر t لا غيره...
2- صحيح البخاري برقم 672 عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ rجَاءَ بِلَالٌ يُوذِنُهُ بِالصَّلَاةِ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ وَإِنَّهُ مَتَى مَا يَقُمْ مَقَامَكَ لَا يُسْمِعُ النَّاسَ فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ فَقَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ" ،فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ قُولِي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ وَإِنَّهُ مَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ لَا يُسْمِعُ النَّاسَ فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ قَالَ: إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ rفِي نَفْسِهِ خِفَّةً فَقَامَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ وَرِجْلَاهُ يَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ حِسَّهُ ذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَأَخَّرُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ rفَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ rحَتَّى جَلَسَ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي قَائِمًا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ rيُصَلِّي قَاعِدًا يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ rوَالنَّاسُ مُقْتَدُونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ t .
نلاحظ : أن النبي r لم يسمح لأحد بأن يخلفه في الصلاة غير أبي بكرt فقط ، والصلاة هي من أعظم أمور المسلمين ، ولا يصلي بالناس إلا الإمام المقدم على الجميع كما كان يفعل رسول الله r ....
الوجه الثاني: كبار أصحاب النبي – أهل الحل والعقدy - قد اجمعوا على خلافة أبي بكر t ولم يعترض واحد أبدًا وكان من المبايعين له علي t فلو كان صاحبَ حق لطالب بحقه وما بايع وصاحب أبا بكرt في المجالس وشاركه في الرأي.....
وأكتفي بما جاء من كتب الشعية فقط كما يلي :
1- كتاب "نهج البلاغة" ص366،367 ط بيروت: قال علي t:" إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى" .
2- كتاب " ناسخ التواريخ" ج3: قال على t : "إنكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي، وإنما الخيار للناس قل أن يبايعوا، فإذا بايعوا فلا خيار".
3- كتاب "الاحتجاج" للطبرسي ص50 ط مشهدعراق : فلما ورد الكتاب على أسامة انصرف بمن معه حتى دخل المدينة، فلما رأى اجتماع الخلق على أبي بكر ، انطلق إلى علي بن أبى طالب t فقال: ما هذا ؟ قال له علي u: هذا ما ترى، قال أسامة: فهل بايعته؟ فقال: نعم.
4- كتاب " منار الهدى" لعلي البحراني الشيعي ص373، و "ناسخ التواريخ"" ج3 / ص532: قال علي t:" فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر، فبايعته، ونهضت في تلك الأحداث … فتولى أبو بكر تلك الأمور وسدد ويسر وقارب واقتصد، فصحبته مناصحًا، وأطعته فيما أطاع الله جاهداً.
5- كتاب "نهج البلاغة" لابن ميثم شرح ط إيران ص488: قال علي t:" وذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعواناً أيّدهم به، فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام كما زعمت ، وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق وخليفة الخليفة الفاروق ، ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم ، وإن المصائب بهما لجرح في الإسلام شديد يرحمهما الله ، وجزاهم الله بأحسن ما عملاً".
ثانيًا : إن من كتب الشيعية نفسها فيها ما يهدم شبهة المعترضين الأفاكين... فقد ذكرت أن علي t والأئمة من بعده أثنوا خيرًا على أبي بكر وعمر ... وهذا يعني أن عليًّا كان محبًا لهما مؤيدًا لهما ، مساعدًا لهما... جاء ذلك في الآتي:
1- كتاب "الشافي" ج2 / ص428: علي t : "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر".
2- كتاب "الكشي"ترجمة رقم (257)، وكتاب " معجم الخوئي" (8/153، 326): قال علي t على منبر الكوفة: " لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري ".
3- كتاب "شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج1 / ص332: " قال وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنة، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي".
4- كتاب "الاحتجاج" للطبرسي : " إن عليًّا t قال في خطبته: " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" ، ولمَ لا يقول هذا وهو الذي روى : " أننا كنا مع النبي rعلى جبل حراء إذ تحرك الجبل، فقال له: قر، فإنه ليس عليك إلا نبي وصديق وشهيد"
5-كتاب " كشف الغمة" ج2 / ص147: " عن أبى عبد الله الجعفي عن عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي u عن حلية السيف؟ فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه، قال: قلت: وتقول الصديق؟ فوثب وثبة، واستقبل القبلة، فقال: نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة".
6-كتاب " إحقاق الحق" ج1 / ص16 ط مصر: " إن رجلاً سأل عن الإمام الصادق u فقال: يا ابن رسول الله! ما تقول في حق أبى بكر وعمر؟ فقال u: إمامان عادلان قاسطان، كانا على حق، وماتا عليه، فعليهما رحمة الله يوم القيامة".
7- كتاب "عيون الأخبار" ج1 / ص313، وكتاب " معاني الأخبار"ص110 ط إيران: "
وكان الحسن يوقر أبا بكر وعمر كثيرًا ، إلى حد أنه جعل من أحد الشروط على معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما لما تنازل له" .
8- كتاب " البرهان" ج2 /ص125 : "حدثني أبي عن بعض رجاله عن أبي عبد الله u قال: لما كان رسول الله r في الغار قال لأبي بكر: كأني أنظر إلى سفينة جعفر وأصحابه تعوم في البحر، وأنظر إلى الأنصار محبتين (مخبتين خ) في أفنيتهم، فقال أبو بكر: وتراهم يا رسول الله؟ قال: نعم! قال: فأرنيهم، فمسح على عينيه فرآهم، فقال له رسول الله r أنت الصديق " .
9- كتاب "الاحتجاج" للطبرسي ص230 ط مشهد كربلاء: عن الباقر أنه قال: " ولست بمنكر فضل أبى بكر، ولست بمنكر فضل عمر، ولكن أبا بكر أفضل من عمر" .
10-كتاب " تفسير الحسن العسكري" ص164، 165 ط إيران: " سأل رسول اللهr عليا t عن النوم على فراشه قال لأبى بكر t: أرضيت أن تكون معي يا أبا بكر تطلب كما أطلب، وتعرف بأنك أنت الذي تحملني على ما أدعيه فتحمل عني أنواع العذاب؟ قال أبو بكر: يا رسول الله! أما أنا لو عشت عمر الدنيا أعذب في جميعها أشد عذاب لا ينزل عليّ موت صريح ولا فرح ميخ ، وكان ذلك في محبتك لكان ذلك أحب إلي من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع مماليك ملوكها في مخالفتك، وهل أنا ومالي وولدي إلا فداءك، فقال رسول الله r : لا جرم أن اطلع الله على قلبك، ووجد موافقاً لما جرى على لسانك جعلك مني بمنزلة السمع والبصر، والرأس من الجسد، والروح من البدن " .
11- كتاب " ناسخ التواريخ" ج2 / ص590 : " زين العابدين سُئل عن أبى بكر وعمر ما تقول فيهما ؟ قالt : ما أقول فيهما إلا خيراً كما لم أسمع فيهما من أهل بيتي (بيت النبوة) إلا خيراً، ما ظلمانا ولا أحد غيرنا، وعملاً بكتاب الله وسنة رسوله " .
فلما سمع الشيعة منه هذه المقالة رفضوه، فقال زيد: رفضونا اليوم، ولذلك سموا بالرافضة.
12- كتاب "مجالس المؤمنين" للشوشتري ص89: قال سلمان الفارسي t – صحابي معظمهم عند الشيعة - : "إن رسول اللهr كان يقول في صحابته: ما سبقكم أبو بكر بصوم ولا صلاة ، ولكن بشيء وقر في قلبه".
وبهذا أكون قد نسفت الشبهة نسفا بفضل الله تعالى
كتبه / أكرم حسن مرسي
رد مع اقتباس
المفضلات