بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------
من هم المسلمون؟الجزء التاسع عشر
----------------------------------
وكان رسول الله(ص) قد رزقه الله سبحانه بأبناء وبنات مكرمين،كلهم من السيدة خديجة رضى الله عنها الا أخر أبنائه ابراهيم رضى الله عنه،وقد ولدوا جميعا قبل البعثة المشرفة،الا أخر بناته من السيدة خديجة وهى السيدة فاطمة الزهراء زوج على ابن أبى طالب رضى الله عنهما،وأم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة رضى الله عنهما،فقد ولدت بعد البعثة،وكذلك الا ابنه ابراهيم وهو أخر أبنائه فكان من السيدة مارية القبطية المصرية الهوية رضى الله عنهما،وكان قد ولد فى العام الثامن الهجرى.
وأبناء الرسول(ص) هم القاسم رضى الله عنه وهو أول أولاده،وكان الرسول الكريم يكنى باسمه بأبى القاسم(ص)،ومن بعده عبد الله وكلاهما من السيدة خديجة رضى الله عنهم،وكان ذلك قبل البعثة،ثم من بعدهما ولد ابنه ابراهيم من السيدة مارية رضى الله عنهما.
أما بنات رسول الله(ص) فهن السيدة زينب رضى الله عنها أكبر بناته والتى أدركت الاسلام وأسلمت هى وزوجها أبو العاص،ثم السيدة رقية والتى تزوجها عثمان ابن عفان رضى الله عنهما،ثم السيدة أم كلثوم والتى تزوجها عثمان ابن عفان بعد وفاة أختها رقية رضى الله عنهم جميعا ثم السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها.
وقد مات كل أبناء الرسول(ص) فى حياته وهم أطفال صغار وكان أخرهم ابراهيم رضى الله عنه والذى لما مات قال رسول الله(ص) فيه قوله المأثور باكيا:ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول الا ما يرضى الله،وانا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون،ولذلك قال المشركون أن رسول الله(ص) هو أبتر،أى ليس له أبناء من بعده،وفى ذلك رد عليهم ربنا سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(انا أعطيناك الكوثر،فصلى لربك وانحر،ان شانئك هو الأبتر)،صدق الله العظيم،سورة الكوثر،وكذلك لينطبق عليه(ص) قول الله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(ما كان محمد أبا أحد من رجالكم،ولكن رسول الله،وخاتم النبيين،وكان الله بكل شىء عليما)،صدق الله العظيم،40-سورة الأحزاب.
وفى هذا يقول رسول الله(ص) لمن رزقه الله بالبنات:من ربى ثلاث جوارى(بنات) فأحسن تربيتهن،كن له وجاء من النار،فسأله أحد الصحابة:واثنتين يا رسول الله،قال:واثنتين،فسأله أخر:وواحدة يا رسول الله،قال:وواحدة،عليك الصلاة والسلام با سيدى وحبيبى يا رسول الله.
وكذلك ماتت كل بنات الرسول(ص) فى حياته الا السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها فقد كانت أول أهله لحاقا به بعد موته بستة أشهر.
وحسب رسول الله(ص) صبرا أن يموت له ستة من أبنائه وبناته فى حياته.
وعمن فقد ابنا فى حياته قال رسول الله(ص):اذا مات ولد ابن أدم،يرسل الله ملائكته ليتفقدوا حاله أنذاك،ثم يعودون اليه سبحانه فيسألهم:على ما وجدتم عبدى،فان قالوا:وجدناه يرتجع(أى يقول:انا لله وانا اليه راجعون)،ويحتسب(أى يقول:حسبنا الله ونعم الوكيل)،فيقول رب العزة والرحمة والمغفرة سبحانه:فارجعوا فاكتبوه وابنه من أهل الجنة،فجعل صبر الأب المكلوم سببا لدخوله وابنه الجنة،صدقت وتعاليت يا سيدى وحبيبى يا ألله.
ولم يغنى رسول الله(ص) عن أبنائه وبناته من الله شيئا،فلم يك قادرا على أن يطيل أعمارهم أو يتحكم فى أرزاقهم.
وقال لابنته فاطمة رضى الله عنها:يا فاطمة اعملى،فانى لا أغنى عنك من الله شيئا.
فان كان رسول الله(ص) صاحب الرسالة الخاتم لا يغنى عن أحد من أبنائه وبناته وعشيرته من الله شيئا،فهل يغنى عن أحد من أحفاده وذريته من الله شيئا،لا والله.
وقال كذلك:أيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها،وفى حديث أخر:لقطعت يدها،عليك الصلاة والسلام يا سيدى وحبيبى يا رسول الله.
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.