بسم الله الرحمن الرحيم

والعجب من الأمراض المهلكة والآفات الممحقة للعمل والعمر، لذلك كانت كلمة الشرع فيه شديدة وحاسمة، فهو مذموم أشد الذم، ومسالكه ودروبه كلها مذمومة، حتى أن خير الخلق وسيد الأنبياء والمرسلين، الذي قضي عمره كله في خدمة الدين والجهاد في سبيله، فلم يبل أحد مثلا بلائه، ولا جاهد وصابر مثل جهاده وصبره، ومع ذلك كله، أمره ربه سبحانه وتعالى في بداية طريق الدعوة بقوله: ( وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ )




طبيعة العمل الدعوي أنه عمل علني، فيه احتكاك بالجماهير، وهذا الاحتكاك والمعاشرة تولد كثيرا من الآفات والأمراض، ففي النشاط الدعوي تظهر الكفاءات والمواهب والقدرات العالية، وعندها يتعرض الدعاة إلى المديح والثناء والإطراء من الآخرين، ويبدأ الداء الفتاك في التسلل إلى القلوب والنفوس، داء العجب، حيث تبدأ النفس في البحث عن ذاتها، والإحساس بقدراتها، وتترقب آراء العاملين والمستمعين باهتمام، فإذا وجدت ما تبحث عنه من مديح وثناء، زادت في غيها، ولجّت في دائها، وإذا لم تجده، تمردت وثارت، وربما حزنت وانهارت، والدعاة إذا لم ينتبهوا لهذا الداء الخطير، محقت بركة أعمالهم، وفنيت في الباطل أعمارهم، لذلك كان من المتعين بيان هذا المرض الفتاك، وأسبابه وعوارضه وآثاره الخطيرة على الدعوة والداعية.

العجب في اللغة له عدة معان منها: السرور والاستحسان، يقال: أعجبه الأمر، إذا سر به، ومنه قوله تعالى: ( وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ. .. ) [ البقرة: 221]، وقوله: ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا. .. ) [ الحديد: 20 ]، ومن معانيه أيضا: الزهو والإعظام والاستكبار، يقال: أعجبه الأمر أي زها به، وعظم عنده وكبر لديه، ورجل معجب: أي مزهو بنفسه ومعظم لها ومكبر لما يكون منه مهما كان حسنا أو قبيحا، قال تعالى (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ) [ التوبة: 25 ].

أما في اصطلاح العمل الدعوي فالعجب هو: الإحساس الزائد بالنفس، والفرح بذاتها وبكل ما يصدر منها من أعمال وأقوال، والشعور التمييز والتفوق على الغير، قال ابن المبارك: " العجب أن ترى أن عندك شيئا ليس عند غيرك "، والعجب يقود إلى الغرور، كما قال بشر الحافي: " أن تستكثر عملك، وتستقل عمل غيرك "، والتمادي فيه يقود إلى التكبر والعياذ بالله، قال القرطبي: " إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال، مع نسيان نعمة الله، فإن احتقر غيره مع ذلك فهو الكبر المذموم ".

والعجب من الأمراض المهلكة والآفات الممحقة للعمل والعمر، لذلك كانت كلمة الشرع فيه شديدة وحاسمة، فهو مذموم أشد الذم، ومسالكه ودروبه كلها مذمومة، حتى أن خير الخلق وسيد الأنبياء والمرسلين، الذي قضي عمره كله في خدمة الدين والجهاد في سبيله، فلم يبل أحد مثلا بلائه، ولا جاهد وصابر مثل جهاده وصبره، ومع ذلك كله، أمره ربه سبحانه وتعالى في بداية طريق الدعوة بقوله: ( وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ ) [ المدثر: 6]، فهل يبق لأحد إدعاء ببذل أو عطاء أو منة بعد قول ربنا لرسولنا صلى الله عليه وسلم، والله عز وجل قد نهى عن تزكية النفس، والاعتقاد بأفضليتها وخيريتها، فقال سبحانه: ( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) [ النجم: 32]، كما نهى عن المن بالصدقة، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ) [ البقرة: 264]؛ لأن المن بالصدقة من مداخل العجب بالنفس

والعجب بالنفس أحد المهلكات المذكورة في الحديث الشهير " شح مطاع، هوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه "، كما ورد في جزاء العجب بالنفس والتخايل بها قوله صلى الله عليه وسلم " بينما رجل يتبختر، يمشي في برديه، قد أعجبته نفسه، فخسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة " ، قال ابن مسعود رضي الله عنه: " الهلاك في شيئين: العجب والقنوط "، وقيل لعائشة رضي الله عنها: متى يكون الرجل مسيئا ؟، قالت: إذا ظن أنه محسن " وهذا هو عين الصواب والفقه والعقل منها رضي الله عنها، فمتى رضي الإنسان عن حاله، أعجب بنفسه، وشعر أنه قد أدى ما عليه، وأنه يستحق لزما الثناء والمديح.

ومظاهر العجب بالنفس كثيرة، بعضها يخفى لا يعلمه إلا الله، وبعضه يظهر لخواص الناس من المحتكين والقريبين من الداعية، وبعضه يظهر للناس جميعا، يراه ويعرفه كل أحد، من هذه المظاهر :

انتظار الكرامة والمثوبة بالمن على الله، ومطالبته سبحانه بما آتى الصالحين والأولياء المصطفين، انتظار إجابة الدعوة.

ومنها الإكثار من مدح النفس والثناء عليها، وذكر مآثرها، والاستعراض بالقدرات والإمكانات لحاجة ولغير حاجة.

ومنها أيضا وهو مما يخفى على كثيرين؛ ذم النفس في العلن، وهو مدح خفي لها، كأن يخوض في عرض إخوانه من الدعاة وغيرهم، ثم ينهي خوضه وغيبته لهم بقوله: " وما أبرئ نفسي، أو أنا أشر منهم "، قال الحسن البصري: " ذم الرجل نفسه في العلانية، مدح لها في السر، فمن أظهر عيب نفسه فقد زكاها، وقد ورد النهي عن ذم النفس في الشرع في قوله صلى الله عليه وسلم: " لا يقولن أحدكم خبثت نفسي، ولكن ليقل لقست نفسي " واللقس هو الكسل والخمول، ومعناه يختلف عن الخبث والسوء.

ومنها النفور من النقد ومجافاة النصيحة والناصحين، فترى المعجب ينتفخ صدره عندما يطرق المدح مسامعه، وفي الوقت إذا وجه له أحد نصحا أو نقدا، ينقلب على الفور إلى النقيض، فيضيق صدره، ويغضب ويتوتر، ويبادر بالسوء من القول والفعل.

ومنها البحث عن الوجاهة والمناصب والمراكز الهامة والقيادية، فالمعجب يري لنفسه مواهب وقدرات، لابد أن تستغل وتوظف في المكان اللائق بها، والرغبة في التصدر للأعمال التي فيها مسئولية وظهور، والشعور بالأحقية والأفضلية في ذلك، قال سفيان الثوري رحمه الله: " فإن لم تكن معجبا بنفسك فإياك أن تحب محمدة الناس، ومحمدتهم أن تحب أن يكرموك بعملك، ويروا لك به شرفا ومنزلة في صدورهم ".

ومنها الاستبداد بالرأي والتمسك به، وازدراء آراء الآخرين، وتسفيهها على اعتبار أنها خرجت من غير مؤهلين، ومنها كثرة النقد للآخرين، خاصة الدعاة ورفقاء الدرب، وإظهار عيوبهم، وإذاعتها وإظهار الضجر منها، والمبالغة في تضخيم هذه الأخطاء، وإظهارها بمظهر المتسبب في تعويق أو فشل العمل.

ومنها رفض فكرة العمل الجماعي والمؤسسي، إذا كان دوره في هذا العمل بعيدا عن الرئاسة والقيادة والتوجيه، فالمعجب بنفسه يتولد عنده شعور دائم بالأولوية المطلقة والأحقية الدائمة في التصدر والرئاسة، وقد يدفعه هذا الشعور المرضي لرفض المسئوليات الصغيرة، أو بعض الأعمال الإدارية التي قد يراها أقل من مكانته ومنزلته.

أما عن أهم الأسباب المؤدية للوقوع في الداء الوبيل فهي:

أولا: الجهل

رأس كل خطيئة، وأس كل بلية يقع فيها ابن آدم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) [ الانفطار: 6]، قال عمر رضي الله عنه: غره جهله، فجهل المعجب بقدر نفسه، وبقدر ربه عز وجل وأسمائه وصفاته، جهله بضعف عمله وقلة علمه، جهله بحقيقة نفسه، وهل كانت بدايته سوى نطفة مذرة، ثم كانت نهايته جيفة قذرة، وهو بين هذا وذاك يحمل البول والعذرة، فأنّى لمخلوق هذا حاله أن يعجب بنفسه، أو يدّل بعمله.

ثانيا: التنشئة الخاطئة

وهي من الأسباب الثابتة وراء كل آفة تصيب المسلم في قلبه ونفسه وسلوكياته وأخلاقه، فقد ينشأ الداعية في كنف والدين معجبين بنفسيهما، أو يحبان المدح والإطراء، أو يكثران من تزكية النفس، وحب المحمدة، فتتشرب هذه المعاني والأخلاق الرديئة في قلب المسلم من صغره، فينشأ كما عوده أبوه، أو يتربى في كنف داعية معجب بنفسه، والإنسان بطبعه شديد المحاكاة، سريع التأثر بمن يحبه، لاسيما لو كان معلمه ومربيه قوي الشخصية، عندها تكون المحاكاة أشد، والتأثير أكبر.

ثالثا: المبالغة في الإطراء والمديح

قد يكون عدم الالتزام بالآداب الشرعية في الإطراء والثناء، من أسباب تسرب العجب إلى قلب من وقع عليه هذا الإطراء والمديح، فالشيطان يقعد لابن آدم بكل سبيل، وينتهز أي فرصة للنيل منه، ويبحث ليل نهار عن أي مدخل يدخل عليه به، لذلك جاء الشرع محذرا وناهيا عن المدح في الوجه، لأن المادح قد يفتح على أخيه بهذا المدح باب شر عظيم من حيث لا يدري، فقد مدح رجل رجلا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: " ويحك، قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك " مرارا، وقال: " إذا كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة، فليقل: أحسب فلانا، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا "، وجاء عن مجاهد عن أبي معمر أنه قال ك قام رجل يثني على أمير من الأمراء، فجعل المقداد بن الأسود رضي الله عنه يحثي في وجهه في وجهه التراب، وقال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثي في وجوه المداحين التراب "، ومن هذه الأحاديث استنبط أهل العلم بأن للمدح آداب ثلاثة: الأول: ألا يكون في المدح إفراط ومجاوزة للحد، الثاني: أن يكون بالحق لا بالباطل، الثالث: ألا يكون مع من يخشى عليه الفتنة من إعجاب وغيره، وإذا توافرت هذه الآداب جاز المدح، بل من الممكن أن يصير مستحبا إن كان من ورائه مصلحة من تشجيع وتنشيط على الدعوة والخيرات.

رابعا: الاشتغال بالنعم ونسيان منعمها

لأبي حامد الغزالي رحمه الله تعريفا فريدا للعجب، يكشف عن دقيق فقهه وبصيرته بآفات النفوس وعيوبها، إذ عرفه بأنه: استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى النعم "، فالبعض قد يغره ما فيه من نعم ومواهب، وتعمي بصيرته أضواء هذه النعم، فينسي صاحبها الحقيقي، ومن أنعم بها ابتداء عليه، ويتحدث بلسان قارون الذي قال الله عنه: ( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي )[ القصص: 78]، لذلك كان الله عز وجل دائم التذكير لعباده بمصدر النعمة فقال سبحانه (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) [ النحل: 53]، قال: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) [ لقمان: 20]، قال: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) [ فاطر: 3]

خامسا: التصدر قبل الأوان

العرب كانت تقول في حكمها السائرة " من تصدر قبل أوانه، فقد تصدر لهوانه " فالتصدر قبل أخذ العدة العلمية والنفسية والإيمانية ،وقبل أن يأخذ قدره اللازم من الإعداد التربوي، يعرض المرء لكثير من الأزمات والآفات، ذلك لأن منصب الصدارة والرئاسة يعرض صاحبه لكثير من المغريات القلبية والمعنوية، حيث يعتقد المتصدر أنه ما نال هذا المنصب إلا لمواهبه وقدراته الفذة، وقد يزداد الأمر حدة خاصة إذا كان من يعمل تحت يديه يبالغ في طاعته واحترامه، فهذا يفتح عليه بابا لا يغلق من العجب بالنفس والإدلاء بالعمل، لذلك نهى الإسلام عن القيام للغير والتعظيم المبالغ فيه، فقال صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار "، وكان يكره أن يقوم له الصحابة رضي الله عنه عند قدومه ويقول لهم: " لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضا ".

العجب داء خطير إذا ما تسرب بوادره إلى قلب الداعية، فإنه يتحول إلى داء خبيث سرطاني يأكل القلب والنفس والعمل والحسنات أكلا، لذلك كان العجب أحد المهلكات التي تهلك دنيا العبد ودينه، ولو لم يكن في العجب ضرر سوى وقوع الداعية في داء الكبر الرهيب، لكفى به ضرر وخطر، فآثار الكبر مهلكة، ولا ينجو يوم القيامة من كان في قلبه ذرة من هذا الداء الوبيل. كما أن العجب يؤدي لحرمان الداعية من التوفيق والمدد الإلهي ونور الهداية، إذا يكله الله عز وجل إلى نفسه، لأن المعجب يري إلا نفسه، ولا يعرف إلا قدراته وإمكاناته فقط، ومن كان هذا حاله، فإن الخذلان أمامه لا محالة. والمعجب بعمله قد يحبط عمله من حيث لا يدري، فالله خاطب خير خلقه وصفوة رسله بقوله سبحانه: (وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ) [ المدثر: 6]. كما أن المعجب يكون عرضة للانهيار وقت الشدائد والنوازل، لأن إعجابه بنفسه يدفعه لنسيان تزكية نفسه، وتقوية إيمانه، ناهيك عن فقدان المعية والتأييد الإلهي، لأنه ما عرف ربه وقت الرخاء. والناس بطبيعتهم ينفرون من المعجب بنفسه، ويكرهونه لاستعلائه عليهم وازدرائه لهم.

ولن ينجو الداعية من الوقوع في الداء الوبيل إلا بالاعتماد على الله عز وجل، والافتقار إليه وحده، والانكسار بين يديه عز وجل، والانطراح على عتباته، وعدم رؤية النفس مطلقا، والشعور الدائم بالحاجة إليه سبحانه، الحاجة إلى معيته ونصره وتأييده وهداه، ولن يتأتى ذلك إلا بالعلم الشرعي الذي يهذب النفس، ويصلح القلوب ويواجه الآفات وحبائل الشيطان، العلم بأسماء الله وصفاته وأفعاله وقدرته سبحانه وتعالى، وتذكر نعم الله على العبد، والنظر في حال من فقد هذه النعم، أو حرمها ابتداء أو عقوبة، وتذكر عبادة الشكر الراقية التي راهن على هجرها الشيطان، كما قال الله عز وجل: (وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) [ الأعراف: 17 ]، أيضا يجب على الداعية أن يعرف حقيقة الدنيا والآخرة حق المعرفة، ودوره في هذه الدنيا، وموقعها من الآخرة، قال الشافعي رحمه الله: " إذا خفت على عملك العجب، فاذكر رضا من تطلب، وفي أي نعيم ترغب، ومن أي عقاب ترهب، فمن فكر في ذلك، صغر عنده عمله "، فلن ينجو الداعية من العجب إلا بالعلم والإخلاص وداوم المراقبة والمعرفة الحقة.