بأسم الله الرحمان يقول تعالى : قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ . وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ . ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ . فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ . هذه الاية المباركة أثيرت حولها العديد من الشبهات و حتى التفاسير التي فسرت بها لم تكن مقنعة و غير منطقية فمثلا الدخان المذكور ليس الدخان أو الغبار الكوني فهذا الأخير تكون في أول نشأة الكون بينما تتحدث عنه الأية بعد خلق الأرض و تقدير الأقوات و كذلك جمع يومي خلق الأرض مع أربعة أيام تقدير أقواتها غير منطقي فذكرهما منفصلين و تحديد مدتين مختلفتين دليل على وجود مرحلتين مختلفتين فلو كان خلق الأرض في يومين و تقدير الأقوات في يومين أخرين فكان الأجدر مع سياق الأيات ذكر وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي يَوْمَيْنِ . أو تغير السياق بالنسبة ليومي تسوية السموات فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
الملاحظ أنه كلما حاولنا ايجاد حل لشبهات الموجودة في هذه الأية سقطنا في شبهات أخرى لذلك وجب أخد الموضوع من منظور أخر و أول شيء هو التفرقة بين معنى خلق السماء و تسويتها و عندما يتحدث القرأن الكريم عن الخلق فانه يذكرالسموات قبل الأرض
إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ

و فيها أشارة واضحة أن خلق السموات كان قبل خلق الأرض و نجد هذه الصيغة تتكرر في مواضع أخرى من القرأن
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ . الجن خلق قبل الأنس
وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَىٰ . الذكر خلق قبل الأنثى
أذن نسنتج من خلال سياق القرأن أن السموات خلقت قبل الأرض وهو ما يطابق العلم الحديث تماما أما تسويتها بالنسبة للأرض أو بالمنظر الذي نشاهده بها الأن فثم بعد خلق الأرض و تكون الغلاف الجوي هو الذي ساهم في هذه التسوية . و الملاحض أن الأيات تقول استوى الى السماء أي أنها مخلوقة و موجودة من قبل
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ
ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ و...فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ
الأن وبعد أن ابطلنا شبهة خلق السموات بعد الأرض تبقى شبهة الثمانية أيام و هي شبهة صعبة للامانة فكل مواضع القرأن تخبرنا بخلق الأرض في ستة أيام بأستتناء هذه الأية العجيبة و أول ملاحظة تشد الأنتباه هو ذكر مدة خلق الأرض في يومين و هي المرة الوحيدة التي ذكرت فيها هذه المدة في القرأن و في جميع الكتب السماوية . و الحقيقة أن هذه المدة لا تعني خلق الأرض ككوكب صلب فقط فهي مدة وجيزة ولا يجوز قياسها بيومين بل من بداية خلقها الى يومنا هذا و مازال خلقها يتغير . نفس الملاحظة بالنسبة للكون و ما ورائه فمدة خلقه أي منذ الأنفجار العظيم الى يومنا هذا هو ستة ايام و لتحقق من هذه النظرية و تطابقها مع العلم قمت بعملية حسابية جد بسيطة
عمر الأرض الحالي 4.54 بليون سنة اي ما يقدر بيومين من الخلق لنقيس عمر الكون أو الأكوان و ما يسمى بالسموات السبع فعلينا مضاعفة هذا الرقم في ثلاتة للحصول على رقم الأيام الستة فنحصل 13.66 بليون سنة تقريبا 13.72 بليون سنة ما وصل اليه العلماء حاليا
و من هنا نستنج أن يومي خلق الأرض هي بالفعل 4.54 بليون سنة و تطابق العلم جملة وتفصيلا..ولكن ماذا عن بقية الأيام المذكورة في الأية .
يقول تعالى تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
هنا يوضح لنا القرأن أن الأيام تختلف عند الله فيوم الأرض ليس هو يوم الشمس و ليس هو يوم المجرة ألخ ... فيومي خلق الأرض هي من أيام من أيام خلق السموات و الأراضي الستة اما بقيت الأيام المذكورة في الأية فهي ايام تسويت الأرض ولو تلاحضون انها لم تختص بذكر الخلق بل بتقدير الأقوات و جعل الرواسي و قضاء السموات.
هذا فقط رأي شخصي قد يقبل الصواب ويقبل الخطأ حاولت ما أمكن شرح الأية على ضوء العلم الحديث و حسب القرأن نفسه و يبقى قابل للنقاش .