أيها المسلم، إن علامة صحة الإيمان الحق هو الاستقامة عليه والثبات عليه فالمستقيم على الإيمان الثابت على المبدأ السليم هو المؤمن حقا لأن الله يقول: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)، على الهدى فلم ينحرفوا يمنة ولا يسرة لأن الإيمان حقا وقر في القلب وصدقه العمل فالإيمان الحقيقي جعله يستقيم على هذا الدين لا يضجر ولا يمل وقد حذرنا الله من طريق أهل الكتاب بقوله: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)، فالمؤمن كلما طال أمده وكلما تقدم عمره ازداد رغبة في الخير وحب في الخير فهو لا يسأم عباده ولا يملها بل هو ثابت عليها لكمال اليقين الجازم يرجوا أن يوافي الله على هذا العمل الصالح قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ* نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ)، قال رجل يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحد غيرك قال: "قل آمنت بالله ثم استقم"، فالاستقامة على الدين والثبات عليه عنوان الإيمان الصادق لأن المنحرف يميناً ويسارا يوم مطيع ويوم عاصي وشهر مستقيم وشهر منحرف يدل على الاضطراب وعدم اليقين لكن المؤمن الثابت على ايمانه المستقيم عليه لا يتأثر بأي المؤثرات بل هو على يقين جازم وصحة إيمان يسير عليه إلى أن يوافي الله، والله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)، استقم على الدين وعلى عبودية ربك إلى أن يوافيك الأجل هكذا حياة المسلم وهو دائما يسأل الله حسن الختام والوفاة على الإسلام يسأل الله أن يثبت قلبه وأن لا يزيغه بعد إن عرف الحق واستبانه أن لا يزيغ قلبه ويحرمه عن الهدى (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)