بسم الله الرحمن الرحيم----------------------من هم المسلمون؟الجزء السابع عشر------------------------------------وكان من ترتيبات رسول الله(ص) قبل خروجه من بيته أن أوكل بالأمانات الموجودة عنده لصالح أهل مكة من أموال وصكوك وعقود والتى ائتمنوه عليها رغم اختلافهم معه فى عقيدته،الى ابن عمه على ابن أبى طالب رضى الله عنه،وأصبحت أمانة فى ذمة على رضى الله عنه حتى سلمها كاملة الى أصحابها.وكان يمكن لرسول الله(ص) أن تسول له نفسه استحلال تلك الأمانات تعويضا لأموال المهاجرين التى نهبها الكفار من أهل مكة،تحت ذريعة أنهم مشركون ظالمون وطاردون لأصحاب البيوت والحقوق،بل وأنهم استولوا على أموال وبيوت وممتلكات المسلمين،والطرف الأخر هم مسلمون ومظلومون ومطرودون من بيوتهم وأموالهم،ولكن هيهات فهو رسول الله(ص) والذى وصفه الله والمؤمنين معه بقوله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون)،صدق الله العظيم،8-سورة المؤمنون،32-سورة المعارج،حتى لو كانت تلك الأمانات والعهود لقوم كافرين سبق ونهبوا وطردوا بل وقتلوا المسلمين الأبرياء لمجرد كونهم تركوا الشرك بالله وأمنوا بوحدانيته سبحانه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والغيب والقضاء والقدرحلوه ومره،وذلك ترسيخا لحسن الخلق الذى هو من أهم معالم ودعائم الاسلام الحنيف،فكل ما هو حسن خلق هو من معالم ودعائم الاسلام،وكل ما هو من سوء الخلق فليس من الاسلام فى شىء والله ورسوله(ص) وصالح المسلمين بريئون منه.وكانت أخر كلمات قالها رسول الله(ص) بمجرد خروجه من مكة المباركة ناظرا اليها:والله انك لأحب بقاع الأرض الى نفسى،ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت.وواصل رسول الله(ص) وصاحبه سيرهما حيث ساقهما الله للاختباء بغار ثور،حيث واصل المشركون مطاردتهما اليه ولكن الله أعمى بصيرتهم بخيوط العنكبوت على باب الغار وحمامة تبيض ليصرف الله بهما كيد الكائدين،ثم قال أبو بكر لرسول الله(ص):لو نظر أحدهم تحت قدميه لرأنا،فرد رسول الله(ص):ما بالك باثنين الله ثالثهما،وقال الله سبحانه عن ذلك:بسم الله الرحمن الرحيم(الا تنصروه فقد نصره الله،اذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنبن،اذ هما فى الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن،ان الله معنا،فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها،وجعل كلمة الذين كفروا السفلى،وكلمة الله هى العليا،والله عزبز حكيم)،صدق الله العظيم،40-سورة التوبة.وكانت تكلفة رحلة الهجرة من مكة المباركة الى المدينة المنورة قد تحملها أبو بكر رضى الله عنه،كما تحمل عناء السفر والهجرة وفراق أهله حبا لله ورسوله(ص).ووصل رسول الله(ص) وصاحبه أبو بكر رضى الله عنه الى مشارف المدينة المنورة حيث اسقبلهما أهلها من الأنصار والمهاجرين بالفرحة والبهجة والفخر لنزول رسول الله(ص) أهلا عليهم،وكانوا يغنون بشكل جماعى:طلع البدر علينا من ثنيات الوداع،وجب الشكر علينا ما دعى لله داع،أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع،جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع،طلع النور المبين نور خير المرسلين،نور أمن وسلام نور حق ويقين،ساقه الله تعالى رحمة للعالمين،فعلى البر شعاع وعلى البحر شعاع،مرسل بالحق جاء نطقه وحى السماء،قوله قول فصيح يتحدى البلغاء،فيه للجسم شفاء فيه للروح دواء،أيها الهادى سلاما ما وعى القرأن واع،جاءنا الهادى البشير مطرق العانى الأسير،مرشد الساعى اذا ما أخطأ الساعى المسير،دينه حق صراح دينه ملك كبير،هو فى الدنيا نعيم وهو فى الأخرى متاع،هات هدى الله هات يا نبى المعجزات،ليس للات مكان ليس للعزى ثبات،وحد الله ووحد شملنا بعد الشتات،أنت ألفت قلوبا شفها طول الصراع،طلع البدر علينا من ثنيات الوداع،وجب الشكر علينا ما دعى لله داع،أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع،جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع،عليك الصلاة والسلام يا سيدى وحبيبى يا رسول الله.وفى قباء بالقرب من المدينة المنورة وضع رسول الله أساس أول مسجد فى الاسلام والذى قال عنه رب العالمين:بسم الله الرحمن الرحيم(لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه،فيه رجال يحبون أن يتطهروا،والله يحب المطهرين)،صدق الله العظيم،108-سورة التوبة.وبعد أن مكث رسول الله(ص) بضع أيام فى قباء حيث استقبل خلالها المرحبين من الأنصار والمهاجرين الذين قدموا اليه من المدينة المنورة،واصل رسول الله(ص) مسيرته اليها،ليبنى والمسلمون معه بيته وملحقا به مسجده الذى عرف باسم مسجد الرسول (ص) الى يومنا هذا،ويؤسس المجتمع الاسلامى،ومنه وخلال أخر عشرة سنوات من عمر الرسول(ص) تنشأ الدولة الاسلامية تحت قيادته(ص).يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.