سم الله الرحمن الرحيم
-----------
من هم المسلمون؟الجزء الرابع عشر
-----------------
ومن أكمل ما عرفنا عن رسول الله(ص) فى ذلك الخضم أنه لما جاء أمر الله سبحانه الى رسوله الكريم(ص) بالجهر بالرسالة وبدأ أعداء الله فى ايذاء أتباع رسول الله(ص)،ومع يقين رسول الله(ص) أن الله سبحانه قادر على نصرة دينه بالأمر:كن من لدنه،الا أنه يعلم أن سنة الله فى خلقه أن يترك الأمور بصفة عامة للأسباب المادية التى خلقها لتسيير حياة الناس جميعا،خاصة بعد نزول أخر الرسالات السماوية الى يوم القيامة،لتتعالج تلك الأسباب بعضها ببعض وذلك حتى يميز الخبيث من الطيب،ولكن قد يتدخل الله سبحانه بعونه وجنوده وقتما،وأينما،وكيفما يشاء هو سبحانه وليس غيره،من لدنه أو من بعد دعاء نبى أو رسول أوصالحين من بعد اذن الله،وقد لا يتدخل حتى من بعد ذلك ليعلم الله الصابرين ويمحص ايمان المؤمنين،اعمالا لقوله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(ألم،أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون،ولقد فتنا الذين من قبلهم،فليعلمن الله الذين صدقوا،وليعلمن الكاذبين،أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا،ساء ما يحكمون،من كان يرجو لقاء الله فان أجل الله لأت،وهو السميع العليم،ومن جاهد فانما يجاهد لنفسه،ان الله لغنى عن العالمين)،صدق الله العظيم،6:1-سورة العنكبوت.
وتنفيذا لسنة الله فى خلقه لما اشتد ايذاء الكفار للمؤمنين أمرهم بالهجرة الى الحبشة،حيث أوضح لهم أن فيها ملك لا يظلم عنده أحد،وكان هو النجاشى رضى الله عنه،وكان على النصرانية أنذاك،وبعدها أكرمه الله سبحانه بالاسلام فأصبح من المؤمنين.
ولعلمه من الله سبحانه بالكينونة البشرية التى خلق الله الناس عليها،فلما اشتكى اليه بعض الصحابة رضوان الله عليهم جميعا،والذين كانوا قد تعرضوا وأهلهم للتعذيب على أيدى الكفار،ولم يطلقونهم الا من بعد أن ذكروا رسول الله(ص) بسوء،فسأل رسول الله(ص) أحدهم قائلا: فكيف تجد قلبك؟،فأجاب الصحابى بأن قلبى مطمئن بالايمان،فقال رسول الله.(ص):فان عادوا فعد
ولما ذهب رسول الله(ص) الى الطائف يدعو أهلها الى الاسلام،فلما أقبل عليهم وأوضح لهم أنه ما جاءهم طالبا لمال أو جاه أو شهرة،وانما ابتغاء مرضاة الله الذى أرسله الى الناس كافة تنفيذا لأمر الله له(ص) حيث قال:بسم الله الرحمن الرحيم(قل لا أسألكم عليه أجرا،ان هو الا ذكرى للعالمين)،صدق الله العظيم،90-سورة الأنعام.
وقال الله سبحانه له كذلك:بسم الله الرحمن الرحيم(وما أرسلناك الا مبشرا ونذيرا،قل ما أسألكم عليه من أجر الا من شاء أن يتخذ الى ربه سبيلا،وتوكل على الحى الذى لا يموت،وسبح بحمده،وكفى به بذنوب عباده خبيرا)،صدق الله العظيم،58:56-سورة الفرقان.
فلما انتهى من ايضاح أمره اتخذوه هزوا وسخروا منه،بل وسلط عليه بعضهم سفهاءهم والصبية الجاهلين فراحوا يزفونه بالشتائم ورموه بالحجارة حتى ابتعد عنهم وقد أدموا قدميه الشريفتين،حتى وصل الى دار بخارجه حديقة فجلس الى ظل شجرة ليرتاح من وطيس اللقاء،وتوجه الى ربه بالدعاء الذى يضىء أفاق السماوات والأرض الى يوم القيامة قائلا لربه:(أللهم انى أشكو اليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس،يا أرحم الراحمين،أنت رب المستضعفين،وأنت ربى،الى من تكلنى،الى بعيد يتجهمنى،أم الى عدو ملكته أمرى،ان لم يكن بك غضب على فلا أبالى)،،فأرسل الله له جبريل(ص) ومعه الملاك المنوط بأمر الجبال فقال لرسول الله(ص):مرنى أطبق عليهم الأخشبين،وهما جبلان بالطائف،فرد رسول الله(ص) قائلا:لا،عسى الله أن يرسل من أصلابهم من يقول لا الاه الا الله،عليك الصلاة والسلام يا سيدى وحبيبى يا رسول الله،يا من أرسلك الله رحمة للعالمين،وكان رسول الله (ص) قادرا أن يدعو عليهم كما دعى سيدنا نوح(ص) على قومه لما أخبره الله سبحانه بأنه لن يؤمن من قومه الا من قد أمن فقال عنه سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا،انك ان تذرهم لا يلدوا الا فاجرا كفارا،رب اغفر لى ولوالدى،ولمن دخل بيتى مؤمنا،وللمؤمنين والمؤمنات،ولا تزد الظالمين الا تبارا)،صدق الله العظيم،28:26-سورة نوح،فقد أثر رسول الله (ص) أن تتعالج الاسباب الدنيوية مع رحمة الله سبحانه ليمحص الله سبحانه ايمان الناس أجمعين.
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.