البعوضة أعظم خلقاً من الفيل
إنّ الكائنات الصغيرة تمتلك من الأعضاء والأجهزة ما تمتلكه الحيوانات الضّخمة فلو قارنّا بين البعوضة والفيل لوجدنا أنّ البعوضة أعظم خلقاً من الفيل ، فالأجهزة والأعضاء الموجودة في الفيل موجودة أيضاً في البعوضة ، إلّا أنّ للفيل أربعة أرجلبينما للبعوضة ستّة أرجل تتحرّك بها في جميع الاتّجاهات ، وللبعوضة أجنحة بينما ليس للفيل أجنحة ، وخرطوم البعوضة له من الصّفات والخصائص ما لا يمتلكه خرطوم الفيل ، فإذا طعن خرطوم البعوضة جسد الإنسان استقى الدم وقذف به إلى جوفه ، وهذا الخرطوم على ضآلة قطره له من القوّة والقدرة على اختراق الجلود الغلاظ ، كما أنّ للبعوضة أجهزة استشعار عن بعد فهي تستطيع تحليل أنواع الدماء البشرية عن بعد قبل لدغها وامتصاصها . كذلك لديها أجهزة تخدير موضعي فهي قبل أن تمتص الدم تخدّر موضع الامتصاص حتّى لا يشعر الإنسان أثناء ثقب جلده فيمنعها من عملها . وتعتبر البعوضة من الطّائرات الخطيرة ففي حالة البلاء يساهم البعوض في نقل العدوى بمرض الملاريا حفظنا الله والبلاد منه ، وفي حالة السِّلم من هذا المرض يساهم البعوض في زيادة مناعة الإنسان ضد الأمراض . والعجيب في الأمر أنّ البعوض لايساهم في نقل العدوى بمرض الإيدز مع أن العدوى عن طريق الدم في كلا المرضين . قال الله تعالى : "وما يعلم جنود ربّك إلّا هو " ( المدّثر 31 ) " إنّ الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها " ( البقرة 26 ) فما فوقها أي ما هو أكبر منها أو ما هو أصغر منها الذي قد يفوقها دقّة وصنعة ، فنحن نعلم أنّ الأجهزة الدقيقة التي صنعها الإنسان في عصرنا الحاضر تكون أكثر قيمة من الكبيرة لأنها تحتاج إلى مهارة ودقّة في صنعها ، وأنّ الله تعالى يضرب هذه الأمثال في القرآن الكريم حتّى لا نحتقر صغيرة ولا كبيرة . قال الله تعالى : " وتلك الأمثال نضربها للنّاس لعلّهم يتفكّرون " ( الحشر 21 ) " ويضرب الله الأمثال للنّاس لعلّهم يتذكّرون " ( ابراهيم 25 )
من كتاب "خواطر علمية من كتاب الله تعالى" لمؤلفه محمد صفوح الموصللي دمشق