بسم الذي لا يضر مع إسمه شئ في الأرض ولا في السماء ...

نبدأ بطرح موضوعنا الذي وعدنا به وهو الرد علي شبهة في سورة محمد . وهي قول الحق جل في علاه ((فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )) .
ونقول بأن هذه الايه محل خلاف في نقطة أنها ناسخة لأية «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها» «الأنفال: 61>> وننقل لكم في هذا تفسير القرطبي ((فقيل: إنها ناسخة لقوله تعالى: «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها» «الأنفال: 61» ، لأن الله تعالى منع من الميل إلى الصلح إذا لم يكن بالمسلمين حاجة إلى الصلح. وقيل: منسوخة بقوله تعالى: «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها» . وقيل: هي محكمة. والآيتان نزلتا في وقتين مختلفي الحال )) . فنلاحظ مما تحته خط أن الأيتين نزلتا في حالين مختلفتين . أي في موقفين مختلفين . مما يجعل هذه الاية لا يمكن أن تكون ناسخة للأخري .
والإسلام دين السلام فلن تنسخ أية تدعوا إلي السلام بأية تدعوا إلي الحرب في أي ظرف . إلا أن تكون هناك ظروف خاصة كالخيانة وما إلي ذلك .


وبعدما علمنا أن الاية ليست ناسخة للأية الأخري ننتقل إلي التفاسير القرءانية لنفهم الأية فهماً صحيحا . لا يحتاج إلي تعليقي.
عرض التفاسير القرءانية
لنقرأ ماذا قال القرطبي في هذه الأية ((«فلا تهنوا» أي تضعفوا عن القتال. والوهن: الضعف وقد وهن الإنسان ووهنه غيره، يتعدى ولا يتعدى. قال:إنني لست بموهون فقرووهن أيضا «بالكسر» وهنا أي ضعف، وقرئ «فما وهنوا» بضم الهاء وكسرها. وقد مضى في «آل عمران» .قوله تعالى: «وتدعوا إلى السلم» أي الصلح. «وأنتم الأعلون» أي وأنتم أعلم بالله منهم. وقيل: وأنتم الأعلون في الحجة. وقيل: المعنى وأنتم الغالبون لأنكم مؤمنون وإن غلبوكم في الظاهر في بعض الأحوال. وقال قتادة: لا تكونوا أول الطائفتين ضرعت إلى صاحبتها ))

يجب أن تقرأ النص السابق عزيزي النصراني لتفهم المعضلة الموجودة في رأسك فقط .
الله تبارك وتعالي يدعونا أن لا نكون نحن البادئون بالسلم ونحن الغالبون ، بل عليهم هم من يبدئوا به وحينها نجيبهم إليه . والله ما أري من مشكلة في هذا ولذلك أنزل الله قوله تعالي ((«وإن جنحوا للسلم فاجنح لها» .
وأقرأ أيضاً من تفسير الطبري ((حَدَّثَنِي يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ *فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ* قَالَ : هَذَا مَنْسُوخٌ ، قَالَ : نَسَخَهُ الْقِتَالُ وَالْجِهَادُ يَقُولُ : لاَ تَضْعُفْ أَنْتَ وَتَدْعُوهُمْ أَنْتَ إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتَ الأَعْلَى ، قَالَ : وَهَذَا حِينَ كَانَتِ الْعُهُودُ وَالْهُدْنَةُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ الْقِتَالُ ، يَقُولُ : لاَ تَهُنْ فَتَضْعُفَ ، فَيُرَى أَنَّكَ تَدْعُو إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتَ فَوْقَهُ ، وَأَعَزُّ مِنْهُ *وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ* أَنْتُمْ أَعَزُّ مِنْهُمْ ، ثُمَّ جَاءَ الْقِتَالُ بَعْدُ فَنَسَخَ هَذَا أَجْمَعَ ، فَأَمَرَهُ بِجِهَادِهِمْ وَالْغِلْظَةِ عَلَيْهِمْ. ))

(( حَدَّثَنِي يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : *فَلاَ تَهِنُوا* لاَ تَضْعُفْ أَنْتَ.
وَقَوْلُهُ : *وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ* يَقُولُ : لاَ تَضْعُفُوا عَنْهُمْ وَتَدْعُوهُمْ إِلَى الصُّلْحِ وَالْمُسَالَمَةِ ، وَأَنْتُمُ الْقَاهِرُونَ لَهُمْ وَالْعَالُونَ عَلَيْهِمْ *وَاللَّهُ مَعَكُمْ* يَقُولُ : وَاللَّهُ مَعَكُمْ بِالنَّصْرِ لَكُمْ عَلَيْهِمْ.))
(( حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ : *فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ* قَالَ : أَيْ لاَ تَكُونُوا أُولَى الطَّائِفَتَيْنِ تُصْرَعُ))

(( حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، *فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ* قَالَ : لاَ تَكُونُوا أُولَى الطَّائِفَتَيْنِ صُرِعَتْ لِصَاحِبَتِهَا ، وَدَعَتْهَا إِلَى الْمُوَادَعَةِ ، وَأَنْتُمْ أَوْلَى بِاللَّهِ مِنْهُمْ وَاللَّهُ مَعَكُمْ.))

وأقرأ أيضا هذا التفسير الذي يبطل مزاعمكم ((حَدَّثَنِي يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ *فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ* قَالَ : هَذَا مَنْسُوخٌ ، قَالَ : نَسَخَهُ الْقِتَالُ وَالْجِهَادُ يَقُولُ : لاَ تَضْعُفْ أَنْتَ وَتَدْعُوهُمْ أَنْتَ إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتَ الأَعْلَى ، قَالَ : وَهَذَا حِينَ كَانَتِ الْعُهُودُ وَالْهُدْنَةُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ الْقِتَالُ ، يَقُولُ : لاَ تَهُنْ فَتَضْعُفَ ، فَيُرَى أَنَّكَ تَدْعُو إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتَ فَوْقَهُ ، وَأَعَزُّ مِنْهُ *وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ* أَنْتُمْ أَعَزُّ مِنْهُمْ ، ثُمَّ جَاءَ الْقِتَالُ بَعْدُ فَنَسَخَ هَذَا أَجْمَعَ ، فَأَمَرَهُ بِجِهَادِهِمْ وَالْغِلْظَةِ عَلَيْهِمْ.
وَقَدْ قِيلَ : عَنَى بِقَوْلِهِ : *وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ* وَأَنْتُمُ الْغَالِبُونَ آخِرَ الأَمْرِ ، وَإِنْ غَلَبُوكُمْ فِي بَعْضِ الأَوْقَاتِ ، وَقَهَرُوكُمْ فِي بَعْضِ الْحُرُوبِ.
والمراد من كل ما سبق أن المسلمون لا يجب أن يكونوا بادئين بالسلام في حالة كان هم الأعلون ولهم الغلبة لأن ذلك يجعل عدوهم يظن أنهم ضعفاء فتزذاذ شوكته من بعد ضعفه ، بالله عليكم أريد من أي نصراني أن يدخل ويريني تفسير واحد من كل هذه التفاسير يدعوا إلي الحرب . أعيد عليكم بعض النصوص التفسيرية ((: لاَ تَضْعُفْ أَنْتَ وَتَدْعُوهُمْ أَنْتَ إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتَ الأَعْلَى ))
لا يوجد أي تحريض علي الحرب بل الأمر بطلب السلام بما يحفظ كرامة المسلمين


((. وقال قتادة: لا تكونوا أول الطائفتين ضرعت إلى صاحبتها ))
أنه عندما يكون المسلمون في موضع القوة لا يجب أن يكونوا هم البادئين بالسلام وما عليهم مثل ماعلينا فأقرأ تفسير ابن كثير وهو يقول ((فأما إذا كان الكفار فيهم قوة وكثرة بالنسبة إلى جميع المسلمين ورأى الإمام في المهادنة والمعاهدة مصلحة فله أن يفعل ذلك كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صده كفار قريش عن مكة ودعوه إلى الصلح ووضع الحرب بينهم وبينه عشر سنين فأجابهم صلى الله عليه وسلم إلى ذلك )) وأنقل ظايضا في هذه النقطة من تفسير القرطبي ((وذلك إذا عجزنا عن مقاومتهم لضعف المسلمين )) أي أنه في حال الضعف عن المقاومة أي الدفاع عن النفس وليس في حالة الهجوم عليهم يجوز لنا طلب الهدنة ، وهذا هو العدل بعينه
ما المشكلة في ذلك !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

محبة الكتاب المقدس
(1) ارميا 48عدد10: ملعون من يعمل عمل الرب برخاء وملعون من يمنع سيفه عن الدم


(2) حزقيال9 عدد6: الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت. (SVD)
(3) يشوع 6 عدد21: وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. (SVD)
(4) هوشع :13 عدد16: تجازى السامرة لأنها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم أطفالهم والحوامل تشقّ
هذه بعض الأمثلة علي محبة الله (( في كتابكم المقدس )) للبشر ، ورحمته الواسعة بالحيوانات

الرحمة في القرءان الكريم
لقد ورد إسم الرحم في القرءان الكريم في نحو مائتين وثمانية وستين موضع مقابل صفر للسيف
وهذه بعض الأيات علي سبيل المثال لا الحصر
(1) ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً )
(2) فإن اعتزلوكم ولم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً
(3) ( يأيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كافة )
وبعد أن أستطعنا _ بحمد الله _ أن نجمعه نظراً للضيق الشديد للوقت ، لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا إلي الله بالدعاء أن يفتح عقول إخواننا النصاري للحق ، وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم .


من لديه جديد في هذا الموضوع فلا يبخل علينا به وإن وجدت جديداً فسأطرحه علي هذه الصفحة وأعذروني إن وجدتم خطأ نظراً لضيق وقتي
إنتهي