القرآن الكريم والمصانع
كثيراً ماكان يخطر على بالي ويشغل تفكيري قوله تعالى :
" وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون " ( الشعراء 129 )
حيث لم ترد كلمة المصانع في القرآن الكريم إلّا مرّة واحدة في هذه الآية ، وجاء في كتب التّفاسير ومعاجم اللغة المعاني الآتية : المصانع هي الأحواض التي يجمع فيها الماء أو هي الحصون والقلاع والقصور . وكنت أتصوّر أنّ الأحواض التي يجمع فيها الماء بعيدة عن المراد في هذه الآية ، لأنّ الماء من النّعم العظيمة التي أنعمها الله تعالى علينا والحفاظ عليها وتأمينها وعدم الإسراف في استخدامها وشكر الله تعالى عليها واجب كلّ مؤمن ، وأنّ الله عزّ وجلّ قد تفضّل علينا بحفظ المياه لنا ، قال الله تعالى في كتابه الكريم :
" وأنزلنا من السّماء ماء بقدر فأسكنّاه في الأرض وإنّا على ذهاب به لقادرون "( المؤمنون 18 )
وكنت أعتقد أنّ المعنى الثّاني (الحصون والقلاع والقصور ) أقرب إلى المراد وتأكّد لي هذا الإعتقاد ما نشر على شبكة الانترنت دراسة تقول :{ باحثون فرنسيّون وأمريكيّون يؤكّدون أنّ الأحجار الضّخمة التي استخدمها الفراعنة لبناء الأهرامات هي مجرّد طين تمّ تسخينه بدرجة حرارة عالية . وهذا ما تحدث عنه القرآن بدقة تامة في قوله تعالى " فأوقد لي يا هامان على الطّين فاجعل لي صرحاً لعلي أطلع إلى أله موسى وإني لأظنه من الكاذبين " ( القصص 38 ) }
وهذا غير مستبعد في أيّامنا لكون الإنسان المعاصر يصنع الأحجار المختلفة من الطين وغيره من المواد المتوافرة وبطرق صناعيّة متعدّدة . وقد وصف الله عزّ وجلّ الجبال في سورة النّبأ :"والجبال أوتاداّ " وقال عن ما كان يعمل فرعون في سورة الفجر : "وفرعون ذي الأوتاد" .
ومن المعروف أنّ الغرض من بناء الأهرامات كان كما يعتقد الفراعنة خلودهم فيها بعد موتهم . و الله سبحانه وتعالى أعلم بمراد آياته

من كتاب"خواطر علمية من كتاب الله تعالى "
لمؤلفه محمد صفوح الموصللي
دمشق