لا يوجد إنسان قديم وإنسان حديث ، وكأنه موديلات من السيارات ! هذه فكرة تطورية خيالية لا مكان لها في الواقع . الإنسان هو الإنسان بشحمه ولحمه وعقله وعواطفه وما يحب وما يكره ، كل ما في الأمر هو أنه تغير في وسائل الحياة ، وهذا شيء موجود في كل زمان وفي كل حضارة ، ولا قيمة حقيقية له تنعكس على داخل الإنسان مهما حاول المادي أن يشبع الموضوع ..

تغير القشور لا يعني تغير الجوهر؛ فأنت تغير في ملابسك ولا يعني أنك تغيرت ، وتطبخ على النار أو بالآلة الكهربية ، وهذا لا يعني أنك تغيرت ، أو تعيش في مرور منظم أو في مرور عشوائي ، ولا يعني أنك تغيرت ، تركب الطائرة أو تركب الجمل ، ولا يعني أنك تغيرت ..!


هذا تغير في الأدوات والوسائل لا يصل إلى الصميم . ولا يؤثر عليه ولا حتى بدرجة واحدة . فتغير سلوك اجتماعي لا يعني تغيُّر الخـُلـُق نفسه ، مراعاة للدقة وعدم الخلط .

وكثرة الانحلال والعري في الغرب لا يعني أن فضيلة العفاف غير موجودة في النفوس ، ولكنها تُقمع كأي فضيلة ، وهناك من يريد لها ذلك . إن دخول رجل بشكل مفاجئ على مومس وهي عارية يجعلها ترتبك وربما تغطي جسمها ، ثم تعود لتكشف كما يريد أنصار الرذيلة .

أنت هو أنت ، سواءً عشت في خيمة في الصحراء أو عشت في قلب مدينة عصرية . إذا قلنا: تغيّر الإنسان ، فهذا يعني أنه أصبح شيئاً آخر لا يمكنه أن يكون مثل الأول أو يفهمه الأول (لو عاد) .. فهذا خيال علمي وليس واقعاً . وفكرة تغير الإنسان فكرة ساقطة ولا يعتمد عليها منطقياً .

((كتبه الورّاق، وجزى الله خيراً من نقله دون اجتزاء مع ذكر المصدر: مدونة الورّاق ))