(الفولُ أكلي ما حييتُ، ديوان هاشم الرفاعي، ط2، 1985م، ص477)

الفــــقْرُ يملأُ بالمذلة كاسـي / إني سأُشهرُ فـي الورى إفلاسي
لا الجيْبُ يعمرُ بالنقودِ، ولا يـدي / فيها فلوسٌ زيِّ كـــلِّ الناسِ
أصبحْتُ باطيَ والنجـومَ، ولا أرى / أحداً يُخفــف كُرْبتي ويُواسي
الفولُ أكْلي ما حييتُ وإنــــني / متحرِّقٌ شوْقاُ إلى القٌلقــــاسِ
قدْ كدتُ يا قوْمي أصيحُ منهِّــقاً / وتخلّعتْ منْ أكلِهِ أضْـــراسي
البطْنُ خالٍ كالجيوبِ ـ وأشْـتهي / ما في المسامِطِ منْ لحومِ الــرّاسِ
وإذا مشِيتُ فإنني مُتهالــــكٌ / وأكادُ ألفظُ جائعاً أنفــــاسي
وأمُرُّ بالحاتي فأهتُفُ قائــــلاً: / كـــمْ ذا يُكابِدُ مُفلسٌ ويُقاسي
قدْ بِعْــتُ مهريَّ الهدومِ وفي غَدٍ / سأبيعُ حتْــــماً للعبادِ نُحاسي
وإذا ذهبْتُ لحفْلةٍ أشْـــدو بلا / أجرٍ كعبد الحيِّ أوْ حــــوّاسِ
فهناكَ منْ يأتي يُهدِّدُ صائحـــاً: / اجلسْ لحاكَ اللهُ منْ هَــــلاّسِ
فألمُّ أبياتَ القصيدِ وأنثَـــــني / أمشي على الطرقاتِ كالمُحتَــاسِ
ويظلُّ ينخلعُ الحذاءُ على الثَّــرى / فمقاسُ صاحبِهِ خِـــلافُ مقاسي
لوْ كانَ هذا الفقْرُ شخْصــاً بيْننا / لقطعْتُ حالاً رأْســــَهُ بالفاسِ