هل اليهود اليوم هم أحفاد القردة الذين مسخوا؟!
( البقرة 65).


قالوا : ذكر القرآن أن هناك مجموعة من بني إسرائيل أنهم مسخوا قردة وخنازير لأنهم عملوا في يوم السبت المحرم فيه العمل ؛ فهل اليهود اليوم أحفاد القردة والخنازير....

تعلقوا على ذلك بما جاء في الآتي :

1- قوله  : وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ  ( البقرة).

2- قوله  :  وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ  ( الأعراف).

3- قوله  :  قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل (المائدة).


الرد على الشبهة



أولاً: أبدء بتعريف المسخ :

المسخ : هو تغيير الصورة الظاهرة للإنسان إلى صورة أخرى، وقد بين  في أكثر من موضع من كتابه المجيد أنه مسخ بعض بني إسرائيل إلى قردة عقوبة لهم على معصيتهم له  ....
وهذه حقيقة حدثت بالفعل أن مجموعة من بني إسرائيل اعتدوا في يوم السبت على ما حرم الله ؛ فسخهم الله قردة.... دلت على ذلك الآيات التي استدل بها المعترضون....

ثم إن القرآن كان يتلى على إسماع اليهود في المدينة ، ولم نسمع أن يهودا اعترضوا على حدوث هذه الواقعة....

وعليه : فهذا يدل على أن قصة المسخ كانت مشهورة في جزيرة العرب....


ثانيًا : تبقى السؤال المطروح بعد بيان معنى المسخ وهو : هل اليهود والنصارى الآن أحفاد القردة والخنازير الذي مسخوا....؟!
الجواب : لا ؛ لأن الممسخوخ لا نسله له ؛ أي:- لا يولد له ولد- دل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم برقم 4815 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: فقَالَ r :" إِنَّ اللَّهَ U لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا وَإِنَّ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ ".

نلاحظ من الروايةِ : قوله r :"إِنَّ اللَّهَ U لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا " .

وعليه : فلا يجوز لبعض الأخوان أن يقولوا على بعضِ اليهودِ والنصارى أنهم أحفاد القردة والخنازير ؛ هذه مقولة باطلة ؛ لم يقلها النبيُّ r ولا واحدٌ من أصحابِه ، والصحيح أن يقال : أخوان القردة والخنازير ، والترفع عن القولِ أولى ....

يدل على ذلك ما جاء فِي مسند أحمد برقم 13042 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t أَنَّ الْيَهُودَ دَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ r فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ r :"السَّامُ عَلَيْكُمْ " . فَقَالَتْ عَائِشَةُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ يَا إِخْوَانَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ وَلَعْنَةُ اللَّهِ وَغَضَبُهُ فَقَالَ :يَا عَائِشَةُ مَهْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالُوا قَالَ : أَوَمَا سَمِعْتِ مَا رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ يَا عَائِشَةُ لَمْ يَدْخُلْ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَمْ يُنْزَعْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ .
قال الألبانيُّ في الإرواء ( ج5 / 118 ): أخرجه أحمد ( 3 / 241 ) :حدثنا مؤمل حدثنا حماد حدثنا ثابت به . قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات على شرط مسلم غير مؤمل وهو ابن إسماعيل البصري : صدوق سيئ الحفظ.


ثالثًا : إن الأمر المثير للدهشة هو أنهم يعترضون على مسخ بعض اليهورد قردة.. ولا يعترضون على ما جاء في كتابهم المقدس الذي ذكر أن حمارًا تكلم بصوت إنسان ليرد حماقة النبيِّ ...!

جاء ذلك في موضعين :

الأول: سفر العدد اصحاح22عدد27فَلَمَّا أَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاَكَ الرَّبِّ، رَبَضَتْ تَحْتَ بَلْعَامَ. فَحَمِيَ غَضَبُ بَلْعَامَ وَضَرَبَ الأَتَانَ بِالْقَضِيبِ. 28فَفَتَحَ الرَّبُّ فَمَ الأَتَانِ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ حَتَّى ضَرَبْتَنِي الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟». 29فَقَالَ بَلْعَامُ لِلأَتَانِ: «لأَنَّكِ ازْدَرَيْتِ بِي. لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلْتُكِ». 30فَقَالَتِ الأَتَانُ لِبَلْعَامَ: «أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا مُنْذُ وُجُودِكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ؟ هَلْ تَعَوَّدْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ هكَذَا؟» فَقَالَ: «لاَ».
• الأَتَانُ : أنثى الحمار.

الثاني : رسالةِ بطرس الثانية إصحاح 2 عدد 15قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ. 16وَلكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ.
لا تعليق !
كتبه / أكرم حسن مرسي
باحث في مقارنة الاديان